بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف الخلق أجمعين محمد وآله الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
أعظم الله لكم الأجر بمصاب سيد الموحدين أمير المؤمنين عليه السلام..
لما كانت ليلة الواحد والعشرين من شهر رمضان المبارك، جمع عليه السلام أولاده وأهل بيته وودعهم ثم قال لهم: الله خليفتي عليكم وهو حسبي ونعم الوكيل، وأوصاهم الجميع منهم بالخيرات.
ثم تزايد ولوج السم في جسده الشريف وقد احمرتا قدميه، وعرضوا عليه المأكول والمشروب فأبى أن يشرب، وكانت شفتيه تختلجان بذكر الله تعالى وجعل جبينه ـ يرشح عرقاً ـ كاللؤلؤ، وهو يمسحه بيده فقال: أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: إن المؤمن إذا انزل به الموت ودنت وفاته عرق جبينه وصار كاللؤلؤ الرطب وسكن أنينه. ثم نادى أولاده كلهم بأسمائهم صغيراً وكبيراً، وجعل يودعهم ويقول: الله خليفتي عليكم واستودعكم الله، وهم يبكون وينحبون.
فقال له الحسن عليه السلام يا أبة تتكلم كلام الآيس من نفسه.
فقال له: يا بني! اني رأيت جدك رسول الله صلى الله عليه وآله في منامي قبل هذه الكائنة بليلة، فشكوت اليه ما أنا فيه من التذلل والاذى من هذه الأمة، فقال لي: ادع عليهم، فقلت: اللهم أبدلهم بي شراً مني وأبدلني بهم خيراً منهم، فقال لي: قد استجاب الله دعاءك، سينقلك الينا بعد ثلاث، وقد مضت الثلاث.
يا أبا محمد! أوصيك بالحسين خيراً، فأنتما مني وأنا منكما، ثم التفت إلى أولاده الذين من غير فاطمة عليها السلام وأوصاهم أن لا يخالفوا الحسن والحسين عليهم السلام ثم قال: احسن الله لكم العزاء، الا واني منصرف عنكم، وراحل في ليلتي هذه، ولا حق بحبيبي رسول الله صلى الله عليه وآله كما وعدني...
صلوات الله عليك ياسيدي ومولاي ياأبا الحسنين يا أمير المؤمنين...
تعليق