بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف الخلق أجمعين محمد وآله الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...
فزت وربّ الكعبة..
كلمة مدوية أطلقها أمير الموحدين عليه السلام بوجه المفسدين والطغاة عندما سال ذلك الدم الطاهر من رأس حمل علوم الله والتي لم تجد من يتحمّلها فظلت محبوسة في مكانها..
ضربوا الاسلام كله بل الحق كله بهذه الضربة اللّعينة والتي كانت تحمل كل الأحقاد الدفينة بل الشر كله..
لذا أطلق جبرائيل عليه السلام صوته منادياً ((تهدمت والله أركان الهدى))
يتمثل هذا الفوز بكونه في أعظم شهر (شهر رمضان) وفي أعظم ليلة (ليلة القدر) وفي أعظم مكان (المحراب)..
انّ أمير المؤمنين عليه السلام فعل كل ما من شأنه رفعة الاسلام وارساء قواعده المتينة، ولم يتبق له إلاّ الشهادة، فقد كان ينتظرها بفارغ الصبر، فطالما كان يقول متى تخضب هذه من هذه..
وما ان جاءت هذه اللحظة الرهيبة على الأمة إلاّ وأطلق صيحته المعروفة (فزت وربّ الكعبة)، فالشهادة هي الوسام الأسمى والأرقى لمن يريد الوصول الى السعادة الأبدية والقرب الالهي (لذا تجد أئمتنا عليهم السلام ما بين مقتول ومسموم)..
لم تقع هذه الضربة على رأس سيدنا ومولانا أمير المؤمنين عليه السلام فقط بل وقعت على رأس كل موال ومحب ولحد هذه اللحظة..
((وَاللهِ مَا فَاجَأَني مِنَ المَوْتِ وَارِدٌ كَرِهْتُهُ، وَلا طَالِعٍ أنْكَرتُهُ، وَمَا كنْتُ إلا كَقاَرِبٍ وَرَدَ، وَطَالبٍ وَجَدَ وَمَا عِنْدَ الله خَيْرٌ للأبْرارِ)) نهج البلاغة ، ص 378
فالسلام عليك يوم ولدت في بيت الله والسلام عليك يوم استشهدت في بيت الله والسلام عليك يوم تبعث حياً...
تعليق