بسم الله الرحمن الرحيم
وفي هذا اليوم ( 24 شهر رمضان ) ، وقيل 25 سنة منه ، سنة ( 2 هـ ) ، مات أبو لهب عبد المطلب ، على قول أنه عاش سبع ليال بعد بدر . روى أبا لهب سأل أبا سفيان بن الحارث عن قصة بدر ـ ولم يكن حضرها ـ فقال : إنا لقيناهم فمنحناهم أكتافنا فجعلوا يقتلوننا ويأسروننا كيف شاؤا ، وأيم الله مع ذلك ما لمت الناس ، لقينا رجالاً ً بيضاً على خيل بلق بين السماء والأرض لا يقوم لها شيئ ، فقال أبو رافع لأم الفضل بنت العباس : تلك الملائكة ، فجعل يضربه ، فضربت أم الفضل على رأسه بعمود الخيمة ففقلت رأسه شجة منكرة فعاش سبع ليالِِ ، وقد رماه الله بالعدسة ، وقد تركة ابنه ثلاثة لا يدفنانه ـ وكانت قريش تتقي العدسة فدفنوه بأعلى مكة على جدار وقذفوا عليه الحجارة حتى واروه .
وفي هذا اليوم ( 24 شهر رمضان ) وقيل : في 25 ، وقيل 27 منه ، سنة ( 95 هـ ) ، وقيل في شوال من نفس السنة ، مات الحجاج بن يوسف الثقفي .
قال الذهبي : أهلكه الله في شهر رمضان سنة ( 95 هـ ) ، كهلاً وكان ظلوماً ، جباراً ناصبياً ، خبيثاً ، سفاكاً للدماء . . . فقد سِقْت سوء سيرته في تاريخي الكبير ، وحصاره لأبن الزبير بالكعبة ورميه إياها بالمنجنيق ، وإذلاله لأهل الحرمين ، ثم ولايته على العراق والمشرق كله 20 سنة ، وحروب ابن الأشعث له ، وتأخيره للصلوات ، إلى أن أستأصله الله .
فنسّبة ولا نحبه ، بل نبغضه في الله فإن ذلك من عرى الإيمان .
وقال المسعودي وأمحصي من قتله صبراً سوى من قتله في عساكره وحروبه فوجد 120 ألف ، ومات في حبسه 50 ألف رجل ، و 30 ألف أمرأة ، منهن 16 ألف أمرأة مجردة ، وكان يحبس النساء والرجال في موضع واحد ، ولم يكن ستر يستر الناس من الشمس في الصيف ، ولا من المطر والبرد في الشتاء ، وكان له غير ذلك في العذاب ، وذُكر أنه ركب يوماً يريد الجمعة فسمع ضجة ، فقال : ما هذا ؟ فقيل المحبوسين يضجون ويشكون ما هم فيه من البلاء ، فألتفت إلى ناحيتهم ، وقال : ( إخسأوا فيها ولا تكلمون ) .
فيقال : إنه مات في تلك الجمعة ، ولم يركب بعدها تلك الركبة .
وروي أنه وكان يطعمهم خبز الشعير مخلوط بالملح والرماد ، وكان لا يلبث الرجل في سجنه إلا يسيراً حتى يسود الرجل ويصير كأنه زنجي .
وروي أنه وقعت الآكلة في بطنه ، فدعا بالطبيب لينظر إليه ، فنظر إليه ثم دعا بلحم منتن فعلقه في خيط ثم أرسله في جوفة ، فتركه ساعة ثم أستخرجه وقد لزق به الدم ، فعلم أنه ليس بناج .
قال ابن كثير : مات بواسط ، وعُفى قبره واُجرى عليه الماء لكيلا ينبش ويحرق .
تعليق