أهلا وسهلا بكم في منتدى الكـــفـيل
إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التفضل بزيارة صفحة
التعليمات
كما يشرفنا أن تقوم
بالتسجيل ،
إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، أما إذا رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة القسم الذي ترغب أدناه.
اللهم صلي على محمد وال محمد نرجوا ان تقبلوا مساهمتي في الاجابة لعلها تكون مفيدة في هذا المقام....
لماذا التدبر في القرآن؟ هكذا يتساءل البعض، ويضيفون: إننا نقرأ القرآن، ونستمع إلى تساؤلاته كل صباح ومساء، أفلا يكفينا هذا؟! والجواب: 1 - التدبر في القرآن، هو الطريق الوحيد للاستفادة من آياته، والتأثر بها. إن القراءة الميتة للقرآن لا تعني أكثر من كلمات يرددها اللسان دون أن تؤثر في واقع الفرد التأثير المطلوب. أما (التلاوة الواعية) فهي تتجاوز اللسان، لكي تنفذ إلى القلب، فتهزّه، وتؤثر في اتجاهه. لقد كان أولياء الله العارفون يتلون القرآن بوعي، فكانت جلودهم تقشعر، وقلوبهم ترتجف حين يقرأون آية، بل ربما كانوا يُصعقون لعظمة وقع الآية في نفوسهم. لقد تلا الإمام الصادق (عليه السلام) آية في صلاته وردّدها عدد مرات فصعق صعقة، ووقع مغشياً عليه، ولما أفاق سأل عن ذلك، فقال: (لقد كررتها حتى كأني سمعتها من المتكلم بها، فلم يثبت لها جسمي، لمعاينة قدرته). وكانت الآية هي قوله تعالى: (إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ). بل إن التدبر لحظات في القرآن الكريم، كان منعطفاً تغييرياً كبيراً، في حياة الكثير من العصاة والمجرمين. فهذا (الفضيل بن عياض) كان في بداية حياته مجرماً خطيراً، وكان ذكر اسمه كافياً لإثارة الرعب في القلوب، لقد كان يقطع الطريق على القوافل، ويسلب المسافرين كل ما يملكون، وذات يوم وقعت نظراته على فتاة جميلة، فصمم في نفسه أمراً. وفي نفس تلك الليلة، كان يتسلق جدار ذلك البيت الذي تسكن فيه الفتاة، وهو ينوي الاعتداء عليها واغتصابها، وفي هذه الأثناء، تناهى إلى مسامعه صوت يتلو هذه الآية الكريمة: (أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ). فأخذ يفكر في الآية بضع ثوان، وأخذ يردد مع نفسه: (يا رب، بلى قد آن). ثم هبط من الجدار، وتولى بوجهه شطر المسجد فاعتكف فيه إلى الأبد. إن التدبر في آية واحدة، حوّل هذا الرجل من مجرم متمرس بالجريمة، إلى معتكف في محراب العبادة، فكيف إذا تدبر الإنسان في كل القرآن، أفلا يتحوّل من رجل إلى ملك، بل إلى من هو فوق درجات الملك؟! 2 - التدبر في القرآن هو الطريق الوحيد لفهم (قيم القرآن) و (أفكاره) و (مبادئه) كما أنزلها الله سبحانه. إن هنالك خيارات صعبة وعديدة تطرح أمام الفرد، وأمام الأمة، كل يوم، ولاختيار الطريق السليم بين هذه الخيارات، لابد من الرجوع إلى القرآن، والتدبر في آياته. ومن هنا، يقول الله سبحانه: (إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ). ومن هنا أيضاً أطلق القرآن على نفسه اسم (الفرقان) ذلك لأنه يفصل ويفرّق بين الحق والباطل، والهدى والضلال، ولكن، لمن؟! الجواب: لمن يفهم آياته، ويتدبر فيها. 3 - هنالك مشاكل كثيرة يصطدم بها الإنسان في حياته، سواء المشاكل الفردية التي لا تتعدّى إطار الفرد ذاته، أو المشاكل الاجتماعية التي تصيب الجميع. والقراءة الواعية للقرآن الكريم، والتدبر في آياته، يقومان بدور مزدوج في هذا المجال: فهما يقومان من جانب، بتطهير ما علق في نفس الإنسان من سلبيات. ومن هنا يقول الله سبحانه: (قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ). (وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ). ويقومان من جانب آخر، بوضع البرامج السليمة، للخروج بحل ناجح لهذه المشاكل. 4 - وأخيراً، فإن التدبر في القرآن هو الطريق للعمل بما جاء فيه، وذلك لأن العمل بالقرآن يتوقف على فهمه، وفهم القرآن لا يمكن إلا بالتدبر في آياته. ومن هنا، فإن الذين لا يتدبرون في القرآن سوف يفوتهم تطبيق الكثير من مبادئ الدين في حياتهم العملية، وهم لا يشعرون.
بسم الله الرحمن الرحيم اللهم صل على محمد وآل محمد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته : أرجو قبول مداخلتي لعلها تصب في بعض ثنايا الموضوع َسأل أحد العلماء عن تدبر القرآن الكريم فقال : إن مما يقطع به المتأمل هو أن واقع القرآن الكريم ليس ما نجريه على ألسنتنا طلبا لأجر التلاوة فحسب وان كانت ظواهر الألفاظ حجة على صاحبها،،،،،وذاك لأن المعاني التي أنزلهـا المولى على قلب نبيه (صلى الله عليه وآله وسلم ) بحقائقها الملكوتية لم يدركها إلا من خوطب بها وهم النبي وآله (صلوات الله عليهم أجمعين)وعليه فان استيعاب هذه المعاني التي توجب تصدع الجبال لو أنزلت عليها يحتاج إلى استمداد من الحق ، لتتحقق ـــ المسانخة ـــ التي تؤهل القلب لتلقّي مرتبة من تلك المعاني السامية وهي مرحلة انفتاح الأقفال التي يشير إليها القرآن الكريم (أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآَنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا) ومن مقدمات هذا الانفتاح: التلاوة الكثيرة ، والتدبر العميق ، والعمل بالمضامين مهما أمكن.
تعليق