ورد في بحار الأنوار - العلامة المجلسي - (ج 22 / ص 355) قال :
عن محمد بن علي بن مهزيار، عن أبيه، عمن ذكره، عن موسى بن جعفر (عليه السلام) قال: قلت: يا
ابن رسول الله ألا تخبرنا كيف كان سبب إسلام سلمان الفارسي ؟ قال(عليه السلام):
" نعم، حدثني أبي صلوات الله عليه أن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات الله على وآله وسلمان الفارسي وأبا ذر وجماعة من قريش كانوا مجتمعين عند قبر النبي (صلى الله عليه وآله)، فقال أمير المؤمنين (عليه السلام) لسلمان: يابا عبد الله ألا تخبرنا بمبدء أمرك ؟
فقال سلمان: والله يا أمير المؤمنين لو أن غيرك سألني ما أخبرته، أنا كنت رجلا من أهل شيراز من أبناء الدهاقين، وكنت عزيزا على والدي، فبينا أنا سائر مع أبي في عيد لهم إذا أنا بصومعة، وإذا فيها رجل ينادي: أشهد أن لا إله إلا الله، وأن عيسى روح الله وأن محمدا حبيب الله، فرصف حب محمد في لحمي ودمي، فلم يهنئني طعام ولا شراب فقالت لي امي: يا بني مالك اليوم لم تسجد لمطلع الشمس ؟
قال: فكابرتها حتى سكتت، فلما انصرفت إلى منزلي إذا أنا بكتاب معلق في السقف، فقلت لامي: ما هذا
الكتاب ؟ فقالت: يا روزبه(1) إن هذا الكتاب لما رجعنا من عيدنا رأيناه معلقا فلا تقرب ذلك المكان، فإنك إن قربته قتلك أبوك، قال: فجاهدتها حتى جن الليل، ونام أبي وامي، فقمت وأخذت الكتاب فإذا فيه: بسم الله الرحمن الرحيم هذا عهد من الله إلى آدم، إنه خالق من صلبه نبيا يقال له: محمد، يأمر بمكارم الاخلاق وينهى عن عبادة الاوثان، يا روزبه ائت وصي عيسى فآمن واترك المجوسية. قال: فصعقت صعقة وزادني شدة،
قال: فعلم أبي وامي بذلك فأخذوني و جعلوني في بئر عميقة، وقالوا لي: إن رجعت وإلا قتلناك،
فقلت لهم: افعلوا بي ما شئتم، حب محمد لا يذهب من صدري، قال سلمان: والله ما كنت أعرف العربية قبل قراءتي الكتاب، ولقد فهمني الله العربية من ذلك اليوم، قال: فبقيت في البئر فجعلوا ينزلون إلي قرصا صغارا، فلما طال أمري رفعت يدي إلى السماء، فقلت:
يا رب إنك حببت محمدا ووصيه إلي، فبحق وسيلته عجل فرجي وأرحني مما أنا فيه، فأتاني آت عليه ثياب بيض قال: قم يا روزبه، فأخذ بيدي وأتى بي الصومعة فأنشأت أقول:
أشهد أن لا إله إلا الله، وأن عيسى روح الله، وأن محمدا حبيب الله فأشرف علي الديراني فقال: أنت روزبه ؟
فقلت: نعم، فقال: اصعد، فأصعدني إليه، وخدمته حولين كاملين، فلما حضرته الوفاة قال: إني ميت، فقلت له: فعلى من تخلفني ؟
فقال: لا أعرف أحد يقول بمقالتي إلا راهبا بانطاكية، فإذا لقيته فاقرأه منى السلام وادفع إليه هذا اللوح، وناولني لوحا، فلما مات غسلته وكفنته ودفنته، وأخذت اللوح وصرت به إلى انطاكية، وأتيت الصومعة وأنشأت أقول:
أشهد أن لا إله إلا الله، وأن عيسى روح الله، وأن محمدا حبيب الله، فأشرف علي الديراني فقال لي: أنت روزبه ؟
فقلت: نعم،
فقال: اصعد فصعدت إليه، فخدمتهحولين كاملين، فلما حضرته الوفاة قال لي: إني ميت،
فقلت: على من تخلفني، فقال: لا أعرف أحدا يقول بمقالتي إلا راهبا بالاسكندرية، فإذا أتيته فاقرأه مني
السلام وادفع إليه هذا اللوح، فلما توفي غسلته وكفنته ودفنته وأخذت اللوح وأتيت الصومعة، وأنشأت أقول: أشهد لا إله إلا الله، وأن عيسى روح الله، و أن محمدا حبيب الله، فأشرف على الديراني، فقال: أنت روزبه ؟ فقلت: نعم، فقال: اصعد فصعدت إليه وخدمته حولين كاملين، فلما حضرته الوفاة، قال لي: إني ميت
قلت: على من تخلفني ؟
فقال: لا أعرف أحدا يقول بمقالتي في الدنيا، وإن محمد بن عبد الله بن عبد المطلب قد حانت ولادته، فإذا أتيته فاقرأه مني السلام، و ادفع إليه هذا اللوح، فلما توفي غسلته وكفنته ودفنته وأخذت اللوح، وخرجت فصحبت قوما فقلت لهم:
يا قوم اكفوني الطعام والشراب أكفكم الخدمة ؟ قالوا نعم ...
(1) قال الشيخ الصدوق رحمه الله: كان اسم سلمان (روزبه بن جشبوذان) ، وما سجد قط لمطلع الشمس، وإنما كان يسجد لله عزوجل، وكانت القبلة التي امر بالصلاة إليها شرقية، وكان أبواه يظنان أنه إنما يسجد لمطلع الشمس كهيئتهم .
عن محمد بن علي بن مهزيار، عن أبيه، عمن ذكره، عن موسى بن جعفر (عليه السلام) قال: قلت: يا
ابن رسول الله ألا تخبرنا كيف كان سبب إسلام سلمان الفارسي ؟ قال(عليه السلام):
" نعم، حدثني أبي صلوات الله عليه أن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات الله على وآله وسلمان الفارسي وأبا ذر وجماعة من قريش كانوا مجتمعين عند قبر النبي (صلى الله عليه وآله)، فقال أمير المؤمنين (عليه السلام) لسلمان: يابا عبد الله ألا تخبرنا بمبدء أمرك ؟
فقال سلمان: والله يا أمير المؤمنين لو أن غيرك سألني ما أخبرته، أنا كنت رجلا من أهل شيراز من أبناء الدهاقين، وكنت عزيزا على والدي، فبينا أنا سائر مع أبي في عيد لهم إذا أنا بصومعة، وإذا فيها رجل ينادي: أشهد أن لا إله إلا الله، وأن عيسى روح الله وأن محمدا حبيب الله، فرصف حب محمد في لحمي ودمي، فلم يهنئني طعام ولا شراب فقالت لي امي: يا بني مالك اليوم لم تسجد لمطلع الشمس ؟
قال: فكابرتها حتى سكتت، فلما انصرفت إلى منزلي إذا أنا بكتاب معلق في السقف، فقلت لامي: ما هذا
الكتاب ؟ فقالت: يا روزبه(1) إن هذا الكتاب لما رجعنا من عيدنا رأيناه معلقا فلا تقرب ذلك المكان، فإنك إن قربته قتلك أبوك، قال: فجاهدتها حتى جن الليل، ونام أبي وامي، فقمت وأخذت الكتاب فإذا فيه: بسم الله الرحمن الرحيم هذا عهد من الله إلى آدم، إنه خالق من صلبه نبيا يقال له: محمد، يأمر بمكارم الاخلاق وينهى عن عبادة الاوثان، يا روزبه ائت وصي عيسى فآمن واترك المجوسية. قال: فصعقت صعقة وزادني شدة،
قال: فعلم أبي وامي بذلك فأخذوني و جعلوني في بئر عميقة، وقالوا لي: إن رجعت وإلا قتلناك،
فقلت لهم: افعلوا بي ما شئتم، حب محمد لا يذهب من صدري، قال سلمان: والله ما كنت أعرف العربية قبل قراءتي الكتاب، ولقد فهمني الله العربية من ذلك اليوم، قال: فبقيت في البئر فجعلوا ينزلون إلي قرصا صغارا، فلما طال أمري رفعت يدي إلى السماء، فقلت:
يا رب إنك حببت محمدا ووصيه إلي، فبحق وسيلته عجل فرجي وأرحني مما أنا فيه، فأتاني آت عليه ثياب بيض قال: قم يا روزبه، فأخذ بيدي وأتى بي الصومعة فأنشأت أقول:
أشهد أن لا إله إلا الله، وأن عيسى روح الله، وأن محمدا حبيب الله فأشرف علي الديراني فقال: أنت روزبه ؟
فقلت: نعم، فقال: اصعد، فأصعدني إليه، وخدمته حولين كاملين، فلما حضرته الوفاة قال: إني ميت، فقلت له: فعلى من تخلفني ؟
فقال: لا أعرف أحد يقول بمقالتي إلا راهبا بانطاكية، فإذا لقيته فاقرأه منى السلام وادفع إليه هذا اللوح، وناولني لوحا، فلما مات غسلته وكفنته ودفنته، وأخذت اللوح وصرت به إلى انطاكية، وأتيت الصومعة وأنشأت أقول:
أشهد أن لا إله إلا الله، وأن عيسى روح الله، وأن محمدا حبيب الله، فأشرف علي الديراني فقال لي: أنت روزبه ؟
فقلت: نعم،
فقال: اصعد فصعدت إليه، فخدمتهحولين كاملين، فلما حضرته الوفاة قال لي: إني ميت،
فقلت: على من تخلفني، فقال: لا أعرف أحدا يقول بمقالتي إلا راهبا بالاسكندرية، فإذا أتيته فاقرأه مني
السلام وادفع إليه هذا اللوح، فلما توفي غسلته وكفنته ودفنته وأخذت اللوح وأتيت الصومعة، وأنشأت أقول: أشهد لا إله إلا الله، وأن عيسى روح الله، و أن محمدا حبيب الله، فأشرف على الديراني، فقال: أنت روزبه ؟ فقلت: نعم، فقال: اصعد فصعدت إليه وخدمته حولين كاملين، فلما حضرته الوفاة، قال لي: إني ميت
قلت: على من تخلفني ؟
فقال: لا أعرف أحدا يقول بمقالتي في الدنيا، وإن محمد بن عبد الله بن عبد المطلب قد حانت ولادته، فإذا أتيته فاقرأه مني السلام، و ادفع إليه هذا اللوح، فلما توفي غسلته وكفنته ودفنته وأخذت اللوح، وخرجت فصحبت قوما فقلت لهم:
يا قوم اكفوني الطعام والشراب أكفكم الخدمة ؟ قالوا نعم ...
"
"
"
للقصة بقية فانتظرونا
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــ"
"
للقصة بقية فانتظرونا
(1) قال الشيخ الصدوق رحمه الله: كان اسم سلمان (روزبه بن جشبوذان) ، وما سجد قط لمطلع الشمس، وإنما كان يسجد لله عزوجل، وكانت القبلة التي امر بالصلاة إليها شرقية، وكان أبواه يظنان أنه إنما يسجد لمطلع الشمس كهيئتهم .
تعليق