السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
كشف بحث أجري مؤخراً في الولايات المتحدة الأمريكية، أن المناطق الدماغية التي تتحكم بحاسة البصر، تتطور بشكل كبير خلال الأشهر الأولى عقب ولادة الطفل، كما قدم البحث معلومات قد تفيد في إيضاح المزيد حول مرض "التوحد".
وأجرى الباحثون وهم مختصون من جامعة "نورث كارولينا- تشاب هيل" الأمريكية بحثاً شمل 74 وليداً، حيث أخضعوا جميعاً للفحص الشعاعي بواسطة المرنان المغناطيسي وذلك خلال الأسابيع الأولى عقب الولادة.
وتشير نتائج البحث التي نشرتها "دورية علوم الأعصاب"، في عددها الصادر في السابع من شهر شباط (فبراير) الحالي، إلى أن المراكز الدماغية المسئولة عن الرؤية والمعلومات الحسية، وهي الموجودة في الأجزاء الخلفية من الدماغ، تطورت بشكل واضح خلال الأشهر الأولى بعد الولادة، في حين أن المراكز التي ترتبط "بالتفكير المجرد"، الذي لا يدرك بالحواس، شهدت تطوراً بسيطاً.
وطبقاً للنتائج فإن المادة الرمادية من الدماغ والتي تتألف بشكل رئيس من الخلايا العصبية، ازدادت بشكل واضح خلال الفترة الأولى من حياة الطفل مقارنة مع الأجزاء من المادة البيضاء، والتي تحوي الروابط العصبية في الدماغ، حيث أشارت النتائج إلى أن المادة الرمادية ازدادت بنسبة أربعين في المائة، مقارنة مع المادة البيضاء التي ازدادت بنسبة بسيطة، الأمر الذي قد يرتبط بتباين في تطور وظائف الدماغ في تلك الفترة.
وبحسب القائمين على البحث فإن النتائج الأخيرة ستسهم في إلقاء المزيد من الضوء على أسباب إصابة بعض الأطفال بمرض التوحد، حيث يظهر لديهم زيادة في حجم الدماغ، إلى جانب زيادة في "المادة الرمادية"، ما يشير إلى احتمالية حدوث الخلل الدماغي عند هؤلاء الأطفال خلال الأشهر الأولى بعد الولادة.
كما بين البحث الذي موله المعهد القومي للصحة العقلية و مدرسة الطب في الجامعة، أن الفرق في حجم الدماغ بين الجنسين لا يقتصر على البالغين وإنما يبدأ منذ الحياة الجنينية، فقد تبين أن الطفل الذكر عند ولادته يزيد حجم الدماغ لديه عن المولودة الأنثى بمقدار يصل إلى 7.8 في المائة، وهو يقارب الفرق في حجم الدماغ بين الذكر والأنثى من البالغين، حيث تبلغ الزيادة عند الرجل حوالي عشرة في المائة مقارنة مع المرأة.
وفي تعليق له على نتائج البحث أشار الدكتور "جون جليمور" أستاذ الطب لنفسي من الجامعة ورئيس فريق الباحثين، إلى شح المعلومات التي قدمتها البحوث السابقة حول الأشهر الأولى من حياة الوليد، لذا تكمن أهمية هذا البحث في كشف حدوث تطور هائل في أجزاء محددة من الدماغ عند الأطفال في تلك الفترة، وذلك بحسب رأيه.
تعليق