مقتبس من:
دراسةٌ شاملة لمسألة
التوحيدِوالشركِ والبدعةِ
وقضيةِ الاستشفاع والتوسّل والزيارة
للشيخ جعفر السبحاني
لقد كان رسول اللّه - صلّى الله عليه وآله وسلم - يقنع في قبول الاِسلام من الذين يريدون الانضواء تحت رايته، والاِيمان به وبرسالته، بالشهادتين وإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة، فإذا فَعَلها أحدٌ حُقن دمه وعِرضه ومالهُ وكان له ما للمسلمين وعليه ما عليهم. وقد قامت سيرة النبي - صلّى الله عليه وآله وسلم - هذه على أصلٍ قرآنيٍ ثابت حيث يقول اللّه تعالى:
(وَلاَ تَقُولُواْ لِمَن أَلْقَى إلَيْكُمُ السَّلاَمَ لَسْتَ مُوَْمِناً) (1)
وجاء في صحيح البخاري عن عبد اللّه بن عمر ـ رضي اللّه عنهما ـ: قال رسول اللّه - صلّى الله عليه وآله وسلم - : «بُني الاِسلام على خمس، شهادة أن لا إله إلاّ اللّه وأنَّ محمداً رسول اللّه، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، والحجّ، وصوم رمضان»(2).
بل كان - صلّى الله عليه وآله وسلم - يكتفي بأقل من هذا، رغم سعة رقعة التكاليف الاِسلامية، وكثرة جزئياتها وتفاصيلها.
فقد أخرج البخاري ومسلم في باب فضائل علي - عليه السّلام- أنّه قال رسول اللّه - صلّى الله عليه وآله وسلم - يوم خيبر: «لا َُعطينّ هذه الرايةَ رجلاً يحبّ اللّهَ ورسوله يفتح اللّه على يديه».
قال عمر بن الخطاب: ما أحببتُ الاِمارة إلاّ يومئذٍ، قال: فتساورتُ لها رجاءَ أن أُدعى لها، قال فدعى رسول اللّه - صلّى الله عليه وآله وسلم - عليَّ بن أبي طالب فأعطاه
____________
(1)النساء: 94.
(2)صحيح البخاري ج 1 كتاب الاِيمان.
إيّاها، وقال: «إمشِ ولا تلتفت حتّى يفتح اللّه عليك» فسار «عليٌّ» شيئاً ثم وقف ولم يلتفت وصرخ: يا رسول اللّه على ماذا أُقاتل الناس؟
قال - صلّى الله عليه وآله وسلم - : «قاتِلهُمْ حتى يشهدوا أن لا إله إلاّ اللّه وأن محمَّداً رسول اللّه، فإذا فعلوا ذلك فقد منعوا منك دماءهم وأموالهم إلاّ بحقّها وحسابهم على اللّه» (1)
قال الشافعيّ في كتاب «الاَم» عن أبي هريرة، أنّ رسول اللّه - صلّى الله عليه وآله وسلم - قال: «لا أزال أُقاتل الناس حتّى يقولوا لا إله إلاّ اللّه فإذا قالوا لا إله إلاّ اللّه فقد عصمُوا منّي دماءَهم وأموالهم إلاّ بحقّها وحسابهم على اللّه».
قال الشافعي: فأعلَمَ رسول اللّه أنّ فَرضَ اللّه أن يقاتلهم حتّى يُظهروا أن لا إله إلاّ اللّه فإذا فَعَلوا مَنَعوا دماءهم وأموالهم إلاّ بحقّها، يعني إلاّ بما يحكمُ اللّه عليهم فيها وحسابهم على اللّه بصدقهم وكذبهم وسرائرهم، اللّهُ العالم بسرائرهم، المتولّـي الحكم عليهم دون أنبيائه وحكّام خلقه، وبذلك مضت أحكام رسول اللّه فيما بين العباد من الحدود وجميع الحقوق، وأعلَمَهُمْ أنَّ جميع أحكامه على ما يظهرون وأنّ اللّه يدين بالسرائر (2)
قال، قال رسول اللّه - صلّى الله عليه وآله وسلم - : «من شهد أن لا إله إلاّ اللّه واستقبل قبلتنا وصلَّـى صلاتنا وأكل ذبيحتنا فذلك المسلمُ له ما للمسلم، وعليه ما على المسلم» (3)
____________
(1)صحيح البخاري ج2، مناقب عليّ - عليه السّلام- ، وصحيح مسلم ج6 باب فضائل عليّ -عليه السلام - .
(2)الاَُم 7: 296ـ297.
(3)جامع الاَُصول 1: 158ـ 159.
وقال: قال رسول اللّه - صلّى الله عليه وآله وسلم - روى أنس قال: أنّ رسول اللّه - صلّى الله عليه وآله وسلم - قال: «أُمرت أن أُقاتل الناس حتّى يقولوا: لا إله إلاّ اللّه وأنّ محمّداً رسول اللّه فإذا شهدوا أن لا إله إلاّ اللّه وأنّ محمّداً رسول اللّه واستقبلوا قبلتنا وأكلوا ذبيحتنا وصلُّوا صلاتنا، حرمت علينا دماوَهم وأموالهم إلاّ بحقّها» .
كل هذه الاَحاديث تصرّح بأنّ ما تُحقَن به الدماء وتُصان به الاَعراض ويدخل به الاِنسان في عداد المسلمين هو الاعتقاد بتوحيده سبحانه ورسالة الرسول، وهكذا يتّضح ما ذكرناه من بساطة العقيدة وسهولة التكاليف الاِسلامية.
دراسةٌ شاملة لمسألة
التوحيدِوالشركِ والبدعةِ
وقضيةِ الاستشفاع والتوسّل والزيارة
للشيخ جعفر السبحاني
لقد كان رسول اللّه - صلّى الله عليه وآله وسلم - يقنع في قبول الاِسلام من الذين يريدون الانضواء تحت رايته، والاِيمان به وبرسالته، بالشهادتين وإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة، فإذا فَعَلها أحدٌ حُقن دمه وعِرضه ومالهُ وكان له ما للمسلمين وعليه ما عليهم. وقد قامت سيرة النبي - صلّى الله عليه وآله وسلم - هذه على أصلٍ قرآنيٍ ثابت حيث يقول اللّه تعالى:
(وَلاَ تَقُولُواْ لِمَن أَلْقَى إلَيْكُمُ السَّلاَمَ لَسْتَ مُوَْمِناً) (1)
وجاء في صحيح البخاري عن عبد اللّه بن عمر ـ رضي اللّه عنهما ـ: قال رسول اللّه - صلّى الله عليه وآله وسلم - : «بُني الاِسلام على خمس، شهادة أن لا إله إلاّ اللّه وأنَّ محمداً رسول اللّه، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، والحجّ، وصوم رمضان»(2).
بل كان - صلّى الله عليه وآله وسلم - يكتفي بأقل من هذا، رغم سعة رقعة التكاليف الاِسلامية، وكثرة جزئياتها وتفاصيلها.
فقد أخرج البخاري ومسلم في باب فضائل علي - عليه السّلام- أنّه قال رسول اللّه - صلّى الله عليه وآله وسلم - يوم خيبر: «لا َُعطينّ هذه الرايةَ رجلاً يحبّ اللّهَ ورسوله يفتح اللّه على يديه».
قال عمر بن الخطاب: ما أحببتُ الاِمارة إلاّ يومئذٍ، قال: فتساورتُ لها رجاءَ أن أُدعى لها، قال فدعى رسول اللّه - صلّى الله عليه وآله وسلم - عليَّ بن أبي طالب فأعطاه
____________
(1)النساء: 94.
(2)صحيح البخاري ج 1 كتاب الاِيمان.
إيّاها، وقال: «إمشِ ولا تلتفت حتّى يفتح اللّه عليك» فسار «عليٌّ» شيئاً ثم وقف ولم يلتفت وصرخ: يا رسول اللّه على ماذا أُقاتل الناس؟
قال - صلّى الله عليه وآله وسلم - : «قاتِلهُمْ حتى يشهدوا أن لا إله إلاّ اللّه وأن محمَّداً رسول اللّه، فإذا فعلوا ذلك فقد منعوا منك دماءهم وأموالهم إلاّ بحقّها وحسابهم على اللّه» (1)
قال الشافعيّ في كتاب «الاَم» عن أبي هريرة، أنّ رسول اللّه - صلّى الله عليه وآله وسلم - قال: «لا أزال أُقاتل الناس حتّى يقولوا لا إله إلاّ اللّه فإذا قالوا لا إله إلاّ اللّه فقد عصمُوا منّي دماءَهم وأموالهم إلاّ بحقّها وحسابهم على اللّه».
قال الشافعي: فأعلَمَ رسول اللّه أنّ فَرضَ اللّه أن يقاتلهم حتّى يُظهروا أن لا إله إلاّ اللّه فإذا فَعَلوا مَنَعوا دماءهم وأموالهم إلاّ بحقّها، يعني إلاّ بما يحكمُ اللّه عليهم فيها وحسابهم على اللّه بصدقهم وكذبهم وسرائرهم، اللّهُ العالم بسرائرهم، المتولّـي الحكم عليهم دون أنبيائه وحكّام خلقه، وبذلك مضت أحكام رسول اللّه فيما بين العباد من الحدود وجميع الحقوق، وأعلَمَهُمْ أنَّ جميع أحكامه على ما يظهرون وأنّ اللّه يدين بالسرائر (2)
قال، قال رسول اللّه - صلّى الله عليه وآله وسلم - : «من شهد أن لا إله إلاّ اللّه واستقبل قبلتنا وصلَّـى صلاتنا وأكل ذبيحتنا فذلك المسلمُ له ما للمسلم، وعليه ما على المسلم» (3)
____________
(1)صحيح البخاري ج2، مناقب عليّ - عليه السّلام- ، وصحيح مسلم ج6 باب فضائل عليّ -عليه السلام - .
(2)الاَُم 7: 296ـ297.
(3)جامع الاَُصول 1: 158ـ 159.
وقال: قال رسول اللّه - صلّى الله عليه وآله وسلم - روى أنس قال: أنّ رسول اللّه - صلّى الله عليه وآله وسلم - قال: «أُمرت أن أُقاتل الناس حتّى يقولوا: لا إله إلاّ اللّه وأنّ محمّداً رسول اللّه فإذا شهدوا أن لا إله إلاّ اللّه وأنّ محمّداً رسول اللّه واستقبلوا قبلتنا وأكلوا ذبيحتنا وصلُّوا صلاتنا، حرمت علينا دماوَهم وأموالهم إلاّ بحقّها» .
كل هذه الاَحاديث تصرّح بأنّ ما تُحقَن به الدماء وتُصان به الاَعراض ويدخل به الاِنسان في عداد المسلمين هو الاعتقاد بتوحيده سبحانه ورسالة الرسول، وهكذا يتّضح ما ذكرناه من بساطة العقيدة وسهولة التكاليف الاِسلامية.
تعليق