تحقق الشرطة النمساوية حاليا في لعبة فيديو معادية للإسلام أطلقها «حزب الحرية» اليميني المتطرف الذي كان يتزعمه السياسي الراحل الشهير يورغ هايدر.
ووقالت مجلة «دير شبيغل » الألمانية، التي أوردت الخبر، إن الهدف الذي يسعى إليه اللاعب هو إيقاف بناء المساجد.
ويرد زعيم الحزب، غيرهارد كوتسمان، على منتقديه بالقول: «نفضل سارازن على المؤذن». ويذكر أن (تيلو) سارازن هذا عضو في مجلس إدارة البنك المركزي الألماني «البوندسبانك»، وكان قد تحدث عن «نواقص» المهاجرين المسلمين وعن أن اليهود يتقاسمون مورّثة معيّنة.
واللعبة، التي أطلقها حزب الحرية في ولاية ستيريا كجزء من حملته الانتخابية البرلمانية بنهاية الشهر الحالي، تسمى Moschee ba ba! (وداعا للمسجد)، ويحاول اللاعب فيها إيقاف بناء المسجد باستخدام لافتة كتب عليها «توقف»! فإذا أخفق في هذا الهدف ظهر مؤذن ملتح وبدأ الأذان على خلفية جبال الألب.
وبنهاية اللعبة، التي ظهرت على الإنترنت منذ بداية الأسبوع الحالي، يُخبر اللاعب بأن «ستيريا تعج بالمساجد والمآذن.
وإذا أردت تغيير هذا الوضع فامنح صوتك للدكتور غيرهارد كوتسمان ولحزب الحرية في 26 سبتمبر / ايلول».
وتقدم «حزب الخضر» في الولاية بشكوى قضائية إلى المدعي العام على حزب الحرية بشأن هذه اللعبة. لكن هذا لم يزحزح كروتسمان الذي قال إن الهدف منها هو توعية شباب الولاية بنوع المشاكل المفترضة التي تحملها المساجد والمآذن.
ووصف، في مؤتمر صحافي عقده الأربعاء النقد الذي أثارته بأنه «عاصفة في فنجان.. بلا شك فإننا نفضل سارازان على المؤذن».
ويوم الثلاثاء أصدر مكتب المدعي العام في غراتس، عاصمة الولاية، بيانا قال فيه إنه بدأ تحقيقا في لعبة الفيديو بعد تلقيه شكوى «حزب الخضر».
ويذكر أن التحريض الديني أو التحرش بالأديان جريمة يعاقب عليها القانون النمساوي بفترات في السجن أقصاها عامان.
ويوم الأربعاء أيضا تقدم رئيس هيئة المسلمين في النمسا، أنس شقفة، بشكوى قضائية أيضا. وقال في تصريح نقلته صحيفة «دي برس» النمساوية: «هذا عداء غير مسبوق تجاه دين بعينه وتجاه الأجانب». وانتقد اللعبة أيضا أسقف الكنيسة الكاثوليكية في الولاية قائلا إنها «تنتهك مواثيق الاحترام المتبادل بين الأديان وتهدد أسس التفاهم بين سائر المعتقدات في المجتمع».
والواقع أن اللعبة نفسها تكرار لأخرى ظهرت العام الماضي في سويسرا قبل الاستفتاء على منع إقامة المساجد في البلاد، وبالتالي فهي لا ترتبط بالجدل الدائر حاليا عن مسجد «غرواند زيرو» في نيويورك.
تعليق