اللهم صل على محمد وآله الطيبين الطاهرين
قال أبو عبد الله الإمام جعفر الصّادق عليه السّلام: لَيْسَ مِنْ شِيْعَتنَا مَنْ قَالَ بِلِسَانِهِ وَ خَالفَنَا فِي أعْمَالنا وَ آثارَنا وَ لكِنْ شيْعَتنَا مَنْ وَافَقنَا بِلِسَانِهِ وَ قِلبِهِ وَ اتّبَعَ آثارَنا وَ عَمِلَ بأعْمَالنا أولَئِكَ شِيْعَتُنَا.
تفضلوا مع النور المنتظر الامام الحاضر الغائب تزودوا
كان أحد العلماء يتمنى رؤية الإمام المنتظر سلام الله عليه وروحي له الفداء وكان يتألم
كثيراً لعدم تحقق هذه الأمنية فدأب على ممارسة الرياضة الروحية ، وكان من المعروف
بين طلاب العلوم الدينية وفضلاء الروضة العلوية في النجف الأشرف أن كل من يزور
مسجد السهلة أربعين ليلة أربعاء متواصلة بلا انقطاع ويصلي المغرب والعشاء هناك ،
يحظى برؤية الإمام المنتظر صلوات ربي عليه .
فاستمرّ هذا العالم بهذه الأعمال مدة مديدة لكنه لم ينل غايته . ثم التجأ إلى العلوم
الغريبة وأسرار الحروف والأعداد وانكبّ على ترويض نفسه إلا أنه لم يحصل على أية نتيجة .
ولكن بما أنه كان يسهر الليالي ويتهّجد في الأسحار فقد صُقلت نفسه وصفا ضميره
وأصبح يتمتع بشئ من النورانية وكان ينقدح أمام بصره في بعض ال موا ق ف بريق يضئ
له طريقه ؛ فكانت تأتيه جذبه يرى على أثرها حقائق ويسمع أصواتاً متناهية في البعد .
وفي إحدى هذه الحالات قيل له : لن يتسنى لك رؤية إمام الزمان إلا بالسفر إلى مدينة
كذا ومع أن السفر إلى تلك المدنية كان محفوفاً بالمصاعب ولكن هونّتها الرغبة في بلوغ
المقصود .
فينقل هذا الشخص قائلاً :
وصلت بعد عدّة أيام إلى تلك المدينة واستغرقت في الرياضة الروحية مدة أربيعن يوماً ،
وفي اليوم السابع والثلاثين أو الثامن والثلاثين قيل لي : أنّ صاحب الزمان عليه السلام
جالس الآن في دكان شيخ يبيع الأقفال في سوق الحدادين ؛ فقم الآن لرؤيته الآن .
نهضت مسرعاً نحو دكان الحداد فرأيته بالشكل الذي أراه في عالم الخلسة ووقفت على
بابه فإذا الإمام صاحب الزمان عليه السلام جالساً هناك يتحدث مع الشيخ بانشراح وودّ .
فلّما سلمت عليه أجابني وأشار إليّ بلزوم الصمت والنظر فقط إذ أنهم في حالة سير معنوي .
إنصاف الشيخ بائع الأقفال :
وفي تلك الحالة شاهدت عجوزاً ضعيفة منحنية الظهر وهي تتوكأ على عصا بيد مرتعشة
واقتربت من الحداد وأرته قفلاً وقالت : هل لك أن تشتري هذا القفل منّي بملغ ثلاث شاهيات
فأنا بحاجة إلى هذا المبلغ .
نظر الشيخ إلى القفل فرآه قفلاً سالماً لا عيب فيه . فقال لها : يا أختي هذا القفل قيمته
ثمانية شاهيات؛ لأنه لا يحتاج إلاّ إلى مفتاح وقيمة مفتاحه أقل من ربع شاهي . ولو أنكِ
دفعتِ لي ربع شاهي فسأصنع له مفتاحاً ويكون ثمنه حينئذ عشرة شاهيّات،
فقالت له العجوز : لا داعي لذلك فأنا الآن بحاجة إلى مبلغ ثلاثة شاهيات ولو انك تشتريه
منّي بهذا المبلغ فسأكون لك شاكرة وأدعو لك بالتوفيق .
فقال لها الحداد : يا أختي ، أنتِ مسلمة وأنا أيضاً مسلم فلماذا أشتري بضاعة المسلم
بثمن بخس وأغبنه حق ؟ فهذا القفل قيمته ثمانية شاهيات ولو أنني أردت الحصول على
نفع فإني أشتريه منكِ بمبلغ سبعة شاهيات ! ويكون نفعي شاهياً واحداً وهو نفع معقول
بالنسبة لي .
ظنّت العجوز أن هذا الرجل لا يصدقها القول لأنّها عرضت هذا القفل على حدّادين قبله فلم
يدفعوا لها أكثر من ربع شاهي ، لكنها لم تبعه ، لأنها كانت بحاجة إلى مبلغ ثلاثة شاهيات
فدفع لها هذا الشيخ الحداد مبلغ سبعة شاهيات واشترى القفل منها .
الإمام عليه السلام يتفقّد الحداد :
وبعدما ذهبت العجوز قال لي مولاي صاحب الزمان عجل الله تعالى له الفرج :
ايها السيد العزيز / هل رأيت هذه الحالة من السلوك المعنوي؟ إذا كنت على هذه
الشاكلة فإنني سوف أزوك بنفسي ولا داعي لترويض النفس ، كن مثل هذا ولمدة أربعين
يوماً لا أكثر ، وما جدوى اللجوء إلى الجفر أو السفرإلى هنا وهناك وانّما يكفي أن تثبت تديّنك
وإخلاصك بالعمل لكي أكون في عونك .
وقد وقع اختياري على هذا الشيخ من بين أهالي هذه المدينة لأنّه رجل متدين وعارف بربه .
وقد رأيت هذا الإختبار الذي مرّ به ؛ فالحدادون حينما شاهدوا هذه العجوز في وضع اضطراري
لم يشتروا منها القفل حتى بثلاثة شاهيات، أما هذا الرجل فقد دفع لها سبعة شاهيات .
فلا يمر أسبوع إلاّ وأنا آتيه وأتفقده ..
السلام على قائم آل محمد (ص) عجل الله فرجه الشريف و جعلنا و إياكم من أنصاره و المستشهدين بين يديه
قال أبو عبد الله الإمام جعفر الصّادق عليه السّلام: لَيْسَ مِنْ شِيْعَتنَا مَنْ قَالَ بِلِسَانِهِ وَ خَالفَنَا فِي أعْمَالنا وَ آثارَنا وَ لكِنْ شيْعَتنَا مَنْ وَافَقنَا بِلِسَانِهِ وَ قِلبِهِ وَ اتّبَعَ آثارَنا وَ عَمِلَ بأعْمَالنا أولَئِكَ شِيْعَتُنَا.
تفضلوا مع النور المنتظر الامام الحاضر الغائب تزودوا
كان أحد العلماء يتمنى رؤية الإمام المنتظر سلام الله عليه وروحي له الفداء وكان يتألم
كثيراً لعدم تحقق هذه الأمنية فدأب على ممارسة الرياضة الروحية ، وكان من المعروف
بين طلاب العلوم الدينية وفضلاء الروضة العلوية في النجف الأشرف أن كل من يزور
مسجد السهلة أربعين ليلة أربعاء متواصلة بلا انقطاع ويصلي المغرب والعشاء هناك ،
يحظى برؤية الإمام المنتظر صلوات ربي عليه .
فاستمرّ هذا العالم بهذه الأعمال مدة مديدة لكنه لم ينل غايته . ثم التجأ إلى العلوم
الغريبة وأسرار الحروف والأعداد وانكبّ على ترويض نفسه إلا أنه لم يحصل على أية نتيجة .
ولكن بما أنه كان يسهر الليالي ويتهّجد في الأسحار فقد صُقلت نفسه وصفا ضميره
وأصبح يتمتع بشئ من النورانية وكان ينقدح أمام بصره في بعض ال موا ق ف بريق يضئ
له طريقه ؛ فكانت تأتيه جذبه يرى على أثرها حقائق ويسمع أصواتاً متناهية في البعد .
وفي إحدى هذه الحالات قيل له : لن يتسنى لك رؤية إمام الزمان إلا بالسفر إلى مدينة
كذا ومع أن السفر إلى تلك المدنية كان محفوفاً بالمصاعب ولكن هونّتها الرغبة في بلوغ
المقصود .
فينقل هذا الشخص قائلاً :
وصلت بعد عدّة أيام إلى تلك المدينة واستغرقت في الرياضة الروحية مدة أربيعن يوماً ،
وفي اليوم السابع والثلاثين أو الثامن والثلاثين قيل لي : أنّ صاحب الزمان عليه السلام
جالس الآن في دكان شيخ يبيع الأقفال في سوق الحدادين ؛ فقم الآن لرؤيته الآن .
نهضت مسرعاً نحو دكان الحداد فرأيته بالشكل الذي أراه في عالم الخلسة ووقفت على
بابه فإذا الإمام صاحب الزمان عليه السلام جالساً هناك يتحدث مع الشيخ بانشراح وودّ .
فلّما سلمت عليه أجابني وأشار إليّ بلزوم الصمت والنظر فقط إذ أنهم في حالة سير معنوي .
إنصاف الشيخ بائع الأقفال :
وفي تلك الحالة شاهدت عجوزاً ضعيفة منحنية الظهر وهي تتوكأ على عصا بيد مرتعشة
واقتربت من الحداد وأرته قفلاً وقالت : هل لك أن تشتري هذا القفل منّي بملغ ثلاث شاهيات
فأنا بحاجة إلى هذا المبلغ .
نظر الشيخ إلى القفل فرآه قفلاً سالماً لا عيب فيه . فقال لها : يا أختي هذا القفل قيمته
ثمانية شاهيات؛ لأنه لا يحتاج إلاّ إلى مفتاح وقيمة مفتاحه أقل من ربع شاهي . ولو أنكِ
دفعتِ لي ربع شاهي فسأصنع له مفتاحاً ويكون ثمنه حينئذ عشرة شاهيّات،
فقالت له العجوز : لا داعي لذلك فأنا الآن بحاجة إلى مبلغ ثلاثة شاهيات ولو انك تشتريه
منّي بهذا المبلغ فسأكون لك شاكرة وأدعو لك بالتوفيق .
فقال لها الحداد : يا أختي ، أنتِ مسلمة وأنا أيضاً مسلم فلماذا أشتري بضاعة المسلم
بثمن بخس وأغبنه حق ؟ فهذا القفل قيمته ثمانية شاهيات ولو أنني أردت الحصول على
نفع فإني أشتريه منكِ بمبلغ سبعة شاهيات ! ويكون نفعي شاهياً واحداً وهو نفع معقول
بالنسبة لي .
ظنّت العجوز أن هذا الرجل لا يصدقها القول لأنّها عرضت هذا القفل على حدّادين قبله فلم
يدفعوا لها أكثر من ربع شاهي ، لكنها لم تبعه ، لأنها كانت بحاجة إلى مبلغ ثلاثة شاهيات
فدفع لها هذا الشيخ الحداد مبلغ سبعة شاهيات واشترى القفل منها .
الإمام عليه السلام يتفقّد الحداد :
وبعدما ذهبت العجوز قال لي مولاي صاحب الزمان عجل الله تعالى له الفرج :
ايها السيد العزيز / هل رأيت هذه الحالة من السلوك المعنوي؟ إذا كنت على هذه
الشاكلة فإنني سوف أزوك بنفسي ولا داعي لترويض النفس ، كن مثل هذا ولمدة أربعين
يوماً لا أكثر ، وما جدوى اللجوء إلى الجفر أو السفرإلى هنا وهناك وانّما يكفي أن تثبت تديّنك
وإخلاصك بالعمل لكي أكون في عونك .
وقد وقع اختياري على هذا الشيخ من بين أهالي هذه المدينة لأنّه رجل متدين وعارف بربه .
وقد رأيت هذا الإختبار الذي مرّ به ؛ فالحدادون حينما شاهدوا هذه العجوز في وضع اضطراري
لم يشتروا منها القفل حتى بثلاثة شاهيات، أما هذا الرجل فقد دفع لها سبعة شاهيات .
فلا يمر أسبوع إلاّ وأنا آتيه وأتفقده ..
السلام على قائم آل محمد (ص) عجل الله فرجه الشريف و جعلنا و إياكم من أنصاره و المستشهدين بين يديه
تعليق