أظهرت البحوث التربوية والنفسية في ميدان تطور الكتابة في الطفولة المبكرة تغييرات مفاجئة
ففي الوقت الذي انشغل فيه المربون بتطور مهارة القراءة
عُدّت الكتابة في ذلك الوقت مهارة صعبة التعلم
لأنها تحتاج إلى تطور في العضلات الدقيقة وتآزر بصري يدوي
لذلك تم تأجيل تعليمها إلى أن يتقن الطفل مهارة القراءة أولاً
غير أن الدراسات التي أجريت على أطفال ما قبل المدرسة في بداية الستينيات من القرن الماضي
أشارت بوضوح إلى أن الأطفال الصغار يظهرون سلوكيات الكتابة في مرحلة مبكرة من حياتهم
ولا يحتاجون إلى إتقان الحروف الهجائية ولا حتى مبادئ القراءة حتى يتمكنوا من الكتابة
وأنه لا يوجد ما يشير إلى أن عملية القراءة تسبق عملية الكتابة
وخلصت الدراسات كذلك إلى أن الأطفال الصغار في تعلمهم الكتابة
يمرون عبر سلسة من المراحل الانتقالية المتطورة
تبدأ بالخربشة، فالرسم، فصنع أشكال مشابهة للحروف، فتوليد وحدات للحروف التي تم تعلمها مسبقاً، فالتهجئة المبتكرة، إلى الكتابة الرسمية
فالكتابة - في شكل علامات تخط على الورق- يمكن أن تبدأ في وقت مبكر جداً في حياة الطفل
كأن تبدأ مثلاً في السنة الأولى من عمره
وتستمر في تتابع متوقع لمن يعيش في بيئة منزلية يمارس أفرادها القراءة والكتابة ويقدرّون تعلمهما
فما يخطه الطفل قبل السنة الثانية من عمره من علامات على الورق
باستخدام أدوات الكتابة المختلفة (كالألوان وأقلام الشمع وغيرها) لا يحمل بداية أي تمثيل للرموز
غير أن تلك العلامات تعدّ لغزاً مثيراً لديهم فيما بعد لأنها تبدأ بالظهور ''بشكل سحري''
وبعد السنة الثانية يلعب الطفل ويوسع العلامات بشكل بنائي
عبر محاولاته الأولية محاكاة لغة البيئة المنزلية وما يوجد فيها من ملصقات ومواد مطبوعة
وفي عمر الأربع والخمس سنوا ت يصل المتعلم الصغير لفهم طبيعة رموز الكلمة المكتوبة
عن طريق التعرض للكتب ومشاهداته لكتابات الآخرين والتعامل معها واستكشاف أدوات الكتابة
فالكتابة كالقراءة تتطلب خبرات سابقة بالكتب والمواد المطبوعة وتستلزم وقتاً وممارسة للإتقان
فأدوات الكتابة والعلامات التي يمكن أن تصنع بفعلها بشكل طبيعي عفوي تسحر الأطفال وتفتنهم
فهذا الفضول في اكتشاف عملية الكتابة يدفع الطفل في السنة الأولى من عمره للنقر على الورقة بالقلم
كما يدفع الطفل الدارج إلى الخربشة والطفل ذو الأربعة أعوام إلى الرسم ويدفع طفل الروضة لابتكار الرموز الكتابية
بينما يدفع الطفل في الصف الأول إلى الاتصال من خلال الكتابة فتعلم الكتابة
والحالة هذه، عملية مذهلة لأن تطورها يعتمد على تطور الطفل المعرفي والحركي والاجتماعي والعاطفي والحسي
فعملية الكتابة المبكرة تعتمد على تعريض الأطفال للكتب والمواد المطبوعة وأدوات الكتابة
ومحاكاة الآخرين الذين يستخدمون الكتابة لأغراض وظيفية والتشجيع من قبل الكبار
أما الكتابة الرسمية أو المتعارف عليها- تلك الكتابة التي يظهرها الكبار-
فإنها تبدأ عادة في سن الخامسة أو السادسة عندما يدخل الطفل إلى المدرسة
فعندما نؤمن كآباء ومعلمين بأن بمقدورالأطفال الكتابة - لابتكار وإيجاد معنى-
قبل أن يدخلوا المدرسة ويستخدموا نظام الكتابة الرسمي
فإن استجابتنا لأعمالهم الكتابية حتماً ستشجعهم على الاستمرار في معرفة كيف تتم عملية الكتابة وكيف بإمكانهم أن يكتبوا لأغراض متعددة
وعلى الرغم من أنه ربما لا يمكننا أن نقرأ كتابات الأطفال في مرحلة ما قبل المدرسة لغموضها
فإن الأطفال يستطيعون قراءة كتاباتهم لنا
وعليه، فينبغي أن نثق بقدرة الأطفال الكتابية ونشجعهم على الكتابة حتى قبل أن يعرفوا جميع الحروف الأبجدية
ونقبل محاولاتهم الكتابية المبكرة وإظهار التقدير والإعجاب بها حتى لو كانت غير صحيحة أو مفهومة
فلندع الأطفال يجربون الكتابة ويبتكرون كتاباتهم الخاصة دون لومهم على ما يرتكبونه من أخطاء في الكتابة
و دون مطالبتهم بالاتقان والسرعة وجمال الخط
فلربما سيأتي يوم وتصبح كتاباتهم أعمال فنية رائعة لشعراء وروائيين ومسرحيين ومفكرين . . .
ففي الوقت الذي انشغل فيه المربون بتطور مهارة القراءة
عُدّت الكتابة في ذلك الوقت مهارة صعبة التعلم
لأنها تحتاج إلى تطور في العضلات الدقيقة وتآزر بصري يدوي
لذلك تم تأجيل تعليمها إلى أن يتقن الطفل مهارة القراءة أولاً
غير أن الدراسات التي أجريت على أطفال ما قبل المدرسة في بداية الستينيات من القرن الماضي
أشارت بوضوح إلى أن الأطفال الصغار يظهرون سلوكيات الكتابة في مرحلة مبكرة من حياتهم
ولا يحتاجون إلى إتقان الحروف الهجائية ولا حتى مبادئ القراءة حتى يتمكنوا من الكتابة
وأنه لا يوجد ما يشير إلى أن عملية القراءة تسبق عملية الكتابة
وخلصت الدراسات كذلك إلى أن الأطفال الصغار في تعلمهم الكتابة
يمرون عبر سلسة من المراحل الانتقالية المتطورة
تبدأ بالخربشة، فالرسم، فصنع أشكال مشابهة للحروف، فتوليد وحدات للحروف التي تم تعلمها مسبقاً، فالتهجئة المبتكرة، إلى الكتابة الرسمية
فالكتابة - في شكل علامات تخط على الورق- يمكن أن تبدأ في وقت مبكر جداً في حياة الطفل
كأن تبدأ مثلاً في السنة الأولى من عمره
وتستمر في تتابع متوقع لمن يعيش في بيئة منزلية يمارس أفرادها القراءة والكتابة ويقدرّون تعلمهما
فما يخطه الطفل قبل السنة الثانية من عمره من علامات على الورق
باستخدام أدوات الكتابة المختلفة (كالألوان وأقلام الشمع وغيرها) لا يحمل بداية أي تمثيل للرموز
غير أن تلك العلامات تعدّ لغزاً مثيراً لديهم فيما بعد لأنها تبدأ بالظهور ''بشكل سحري''
وبعد السنة الثانية يلعب الطفل ويوسع العلامات بشكل بنائي
عبر محاولاته الأولية محاكاة لغة البيئة المنزلية وما يوجد فيها من ملصقات ومواد مطبوعة
وفي عمر الأربع والخمس سنوا ت يصل المتعلم الصغير لفهم طبيعة رموز الكلمة المكتوبة
عن طريق التعرض للكتب ومشاهداته لكتابات الآخرين والتعامل معها واستكشاف أدوات الكتابة
فالكتابة كالقراءة تتطلب خبرات سابقة بالكتب والمواد المطبوعة وتستلزم وقتاً وممارسة للإتقان
فأدوات الكتابة والعلامات التي يمكن أن تصنع بفعلها بشكل طبيعي عفوي تسحر الأطفال وتفتنهم
فهذا الفضول في اكتشاف عملية الكتابة يدفع الطفل في السنة الأولى من عمره للنقر على الورقة بالقلم
كما يدفع الطفل الدارج إلى الخربشة والطفل ذو الأربعة أعوام إلى الرسم ويدفع طفل الروضة لابتكار الرموز الكتابية
بينما يدفع الطفل في الصف الأول إلى الاتصال من خلال الكتابة فتعلم الكتابة
والحالة هذه، عملية مذهلة لأن تطورها يعتمد على تطور الطفل المعرفي والحركي والاجتماعي والعاطفي والحسي
فعملية الكتابة المبكرة تعتمد على تعريض الأطفال للكتب والمواد المطبوعة وأدوات الكتابة
ومحاكاة الآخرين الذين يستخدمون الكتابة لأغراض وظيفية والتشجيع من قبل الكبار
أما الكتابة الرسمية أو المتعارف عليها- تلك الكتابة التي يظهرها الكبار-
فإنها تبدأ عادة في سن الخامسة أو السادسة عندما يدخل الطفل إلى المدرسة
فعندما نؤمن كآباء ومعلمين بأن بمقدورالأطفال الكتابة - لابتكار وإيجاد معنى-
قبل أن يدخلوا المدرسة ويستخدموا نظام الكتابة الرسمي
فإن استجابتنا لأعمالهم الكتابية حتماً ستشجعهم على الاستمرار في معرفة كيف تتم عملية الكتابة وكيف بإمكانهم أن يكتبوا لأغراض متعددة
وعلى الرغم من أنه ربما لا يمكننا أن نقرأ كتابات الأطفال في مرحلة ما قبل المدرسة لغموضها
فإن الأطفال يستطيعون قراءة كتاباتهم لنا
وعليه، فينبغي أن نثق بقدرة الأطفال الكتابية ونشجعهم على الكتابة حتى قبل أن يعرفوا جميع الحروف الأبجدية
ونقبل محاولاتهم الكتابية المبكرة وإظهار التقدير والإعجاب بها حتى لو كانت غير صحيحة أو مفهومة
فلندع الأطفال يجربون الكتابة ويبتكرون كتاباتهم الخاصة دون لومهم على ما يرتكبونه من أخطاء في الكتابة
و دون مطالبتهم بالاتقان والسرعة وجمال الخط
فلربما سيأتي يوم وتصبح كتاباتهم أعمال فنية رائعة لشعراء وروائيين ومسرحيين ومفكرين . . .
تعليق