الكاتب : سماحة العلامة المحقق السيد جعفر مرتضى العاملي دامت بركاته
العلامات الحتمية هي المتصلة بالظهور مباشرة ، لأجل الدلالة على الإمام ( عجل الله فرجه ) ، حتى لا يبقى عذر لمعتذر على وجه الأرض ، فيقول : إنه ما عرف الإمام ، أو شك فيه .
فهذه العلامات ، ومنها الخسف بالبيداء ، وخروج الشمس من مغربها ، وخروج السفياني . والأمور الأخرى التي ذكرت في الأحاديث ، تكون لقطع العذر ، وإقامة الحجة .
أما العلامات غير الحتمية فقد ورد في الروايات ، أنها تكون في معرض البداء ، ويمكن هنا توضيح البداء بصورة مختصرة جداً ، فنقول :
البداء هو في الحقيقة إخبار عن الأمور بحسب ما تقتضيه طبائعها ، دون أن يخبر عن الطوارئ والعوارض ، كأن نقول : إن هذه السيارة بحسب وضعها العادي تخدم عشر سنوات ، لكن لم نقل : إنها بعد عشرة أيام ستتعرض لحادث مروع وتتحطم .
أو نقول : هذا الإنسان يعيش مئة سنة بحسب تكوينه الطبيعي وما يقتضيه قانون الحياة ، ولكن لا نخبر أحداً عن أن إنساناً سيقتله وهو في سن الثلاثين رغم معرفتنا بذلك ، أو لا نقول : إنه إذا وصل رحمه سيعيش مئة وثلاثين سنة ، وإذا قطع رحمه فينقص من عمره ثلاثون عاماً .
فالذي يكتب في اللوح ـ لوح المحو والإثبات ـ وقد يطلع الله عليه بعض ملائكته أيضاً ، يقتصر على ذكر ما اقتضته القوانين والحكمة ، والرسول ( صلى الله عليه وآله ) يخبرنا به ، لكن لا يخبرنا عن الموانع والأشياء المستجدة . أما ما في أم الكتاب ففيه ذلك كله . . لكن الرسول إنما يخبرنا بما في لوح المحو والإثبات لأننا لو عرفنا ما في أم الكتاب ، وهو المطابق لعلم الله تعالى لصرنا جبريين ، ولأصبحنا لا نخطط ، ولا نعمل ولا نتنامى ، ولشُلت الحياة .
فالبداء شيء مهم جداً في ديمومة الحياة ، وفي الطموح للمستقبل ، بل إن الاطلاع على بعض الأحداث المستقبلية قد يفسد الحياة ، ويضر بالعلاقات الاجتماعية وغيرها . .
وهذا المبدأ مهم أيضاً في علامات الظهور ، فإنه يمنع أيضاً شعورنا بالجبرية ، والخمول ، والاستسلام للظالمين ، وخلاصة القول : أن الاعتقاد بالبداء في علامات الظهور لازم ، والاعتقاد بعلامات الظهور لازم أيضاً ، بحيث لو وُجد أحدهما دون الآخر لوقعنا في الخلل [1] . [1] كتاب : مقالات و دراسات ، تساؤلات حول ظهور القائم الحجة ( عجل الله فرجه ) ، و علامات آخر الزمان : مقابلة مجلة بقية الله ـ بيروت مع السيد جعفر مرتضى العاملي .
العلامات الحتمية هي المتصلة بالظهور مباشرة ، لأجل الدلالة على الإمام ( عجل الله فرجه ) ، حتى لا يبقى عذر لمعتذر على وجه الأرض ، فيقول : إنه ما عرف الإمام ، أو شك فيه .
فهذه العلامات ، ومنها الخسف بالبيداء ، وخروج الشمس من مغربها ، وخروج السفياني . والأمور الأخرى التي ذكرت في الأحاديث ، تكون لقطع العذر ، وإقامة الحجة .
أما العلامات غير الحتمية فقد ورد في الروايات ، أنها تكون في معرض البداء ، ويمكن هنا توضيح البداء بصورة مختصرة جداً ، فنقول :
البداء هو في الحقيقة إخبار عن الأمور بحسب ما تقتضيه طبائعها ، دون أن يخبر عن الطوارئ والعوارض ، كأن نقول : إن هذه السيارة بحسب وضعها العادي تخدم عشر سنوات ، لكن لم نقل : إنها بعد عشرة أيام ستتعرض لحادث مروع وتتحطم .
أو نقول : هذا الإنسان يعيش مئة سنة بحسب تكوينه الطبيعي وما يقتضيه قانون الحياة ، ولكن لا نخبر أحداً عن أن إنساناً سيقتله وهو في سن الثلاثين رغم معرفتنا بذلك ، أو لا نقول : إنه إذا وصل رحمه سيعيش مئة وثلاثين سنة ، وإذا قطع رحمه فينقص من عمره ثلاثون عاماً .
فالذي يكتب في اللوح ـ لوح المحو والإثبات ـ وقد يطلع الله عليه بعض ملائكته أيضاً ، يقتصر على ذكر ما اقتضته القوانين والحكمة ، والرسول ( صلى الله عليه وآله ) يخبرنا به ، لكن لا يخبرنا عن الموانع والأشياء المستجدة . أما ما في أم الكتاب ففيه ذلك كله . . لكن الرسول إنما يخبرنا بما في لوح المحو والإثبات لأننا لو عرفنا ما في أم الكتاب ، وهو المطابق لعلم الله تعالى لصرنا جبريين ، ولأصبحنا لا نخطط ، ولا نعمل ولا نتنامى ، ولشُلت الحياة .
فالبداء شيء مهم جداً في ديمومة الحياة ، وفي الطموح للمستقبل ، بل إن الاطلاع على بعض الأحداث المستقبلية قد يفسد الحياة ، ويضر بالعلاقات الاجتماعية وغيرها . .
وهذا المبدأ مهم أيضاً في علامات الظهور ، فإنه يمنع أيضاً شعورنا بالجبرية ، والخمول ، والاستسلام للظالمين ، وخلاصة القول : أن الاعتقاد بالبداء في علامات الظهور لازم ، والاعتقاد بعلامات الظهور لازم أيضاً ، بحيث لو وُجد أحدهما دون الآخر لوقعنا في الخلل [1] . [1] كتاب : مقالات و دراسات ، تساؤلات حول ظهور القائم الحجة ( عجل الله فرجه ) ، و علامات آخر الزمان : مقابلة مجلة بقية الله ـ بيروت مع السيد جعفر مرتضى العاملي .
تعليق