بسم الله الرحمن الرحيم........ ((إمّا أن ْ يتكلم الجَمَلُ أو يموتُ الطاغية )) هذه عبارة كثيرا ما رددها أحدُ العلماء الواعين العاملين في ساحة المواجهة ضد طغاة الدنيا في قديم الزمان على ما حكت القصص البشرية عن معاناة شعبٍ ما كان مُستَضعفاً من قبل طاغية عنيد وظالم إستنفذ كلَّ حُججه في سبيل قتل شعبه البريء فلم تبقى له حُجة سوى جمله الرئاسي الذي جعل منه حجة أخيرة لتصفية خصومة ومعارضيه ورافضي ظلمه ففي يومٍ ما أرسل الطاغية الى أحد علماء وقته من الرافضين لظلمه وحكمه طالباً منه أن يجعل من ((الجَمَل الرئاسي متكلما )) فقال له العالم الواعي في بداية الأمر إنّ ذلك شيء مستحيل تحققه فقال الطاغية لابُد من ذلك وإلاّ يُقطع رأسكفتأمل العالم برهة علّه يجد مخرجا من المأزق الذي وقع فيه فجائته فكرة القبول المؤقت لفترة أربعين يوما طالبا فيها الاءمهال من الطاغية لتعليم الجَمَل (التكلم) فوافق الطاغية على ذلك وفعلا بقي العالم الواعي أربعين يوما يَهمُس سراً في إذن الجمل قائلاً له ((إمّا أن تتكلم أو يموت الطاغية )) وفي نهاية المطاف لا الجملَ تكلم ولا الطاغية مات فإُ عدِمَ العالمُ الواعي ظلما وعدوانا .........ويبدوا وللأسف الشديدأنّ تلك القصة تشبه بوجوه كثيرة مُعاناتنا الحياتية والتي كانت مسرحا للظلم والطغيانالبشري ولا زالت .........ففي الحقيقة لاجَمَلنا تكلم ولا طاغيتنا مات مفهوما وإن كان طاغية الوقت مصداقا مات فعلا ولكن المحنة والمصيبة في مفهوم الطاغية وسريانه في عقول وسلوك البشر حاليا.........وهنا تكمن الطامة الكبرى...وأترك تحليل المداليل والعبر للمتأمل الفطن.................والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته...
إعـــــــلان
تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.
((إمّا أنْ يتكلم الجَمَلُ أو يموتُ الطاغية ))
تقليص