لما استقام الامر الى الخليفة ابي بكر، بعث الى فدك من أخرج وكيل فاطمة بنت رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) منها.
فجاءت فاطمة الزهراء (عليها السلام) الى أبي بكر، ثم قالت: لم تمنعني ميراثي يا أبا بكر من أبي رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وأخرجت وكيلي من فدك وقد جعلها لي رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) بأمر الله تعالى؟
فقال لها أبوبكر؛ هاتي على ذلك بشهود!!!
عندما قال أبوبكر لفاطمة الزهراء (عليها السلام): هاتي على ذلك بشهود!
فجاءت بأم أيمن ـ بركة بنت ثعلبة؛ قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم): أم أيمن أمي بعد أمي، وكان يكرمها ويزورها ـ .
فقالت له أم ايمن: لا أشهد يا أبا بكر حتى أحتجّ عليك بما قاله رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم)، أنشدك بالله، ألست تعلم أن رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) قال: «ام أيمن إمرأة من أهل الجنة».
فقال: بلى.
قالت: «فأشهد أن الله عزّوجلّ أوحى الى رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم): (فآت ذا القربى حقه) فجعل فدكاً لفاطمة بأمر الله تعالى».
ثم شهد علي (عليه السلام) بمثل ما شهدت به أم أيمن.
فكتب أبوبكر لها كتاباً ودفعه إليها.
دخل عمر… فرأى الكتاب بيد فاطمة الزهراء (عليها السلام) فقال: ما هذا الكتاب؟
فقال: إن فاطمة ادّعت في فدك، وشهدت لها ام أيمن وعلي، فكتبت لها.
فأخذ عمر الكتاب من فاطمة ـ عليها السلام ـ فتفل فيه و مزّ قه!!! وقال… هذا فيء للمسلمين، فإن أقامت شهوداً أن رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) جعله لها، وإلا فلا حق لها فيه!!
عجيب هذا الامر!! وأكثر من عجيب… خليفة يأمر بأمر، وأحد أصحابه يتفل بالكتاب و يمزّقه بمرأى وبمسمع من الخليفة!!! فهل هناك عجب أكثر من هذا؟!
تعليق