· صاح وبكى ، واحمر وجهه وأذناه وهرب منه الكلام ، ولما حاول التكلم جف حلقه ، وارتعشت يداه ، وزادت سرعة نبضات قلبه .. بل أحيانًا يكاد يغمى عليه ... ما الحل ؟
· طفلي مدهش ، كثير الحركة ، ذو نشاط جم وحب للسيطرة داخل البيت فقط ، وأما خارج البيت فيبدو خجولاً منطويًا لدرجة أنه يخفي رأسه إذا رأى شخصًا يعرفه في مكان ما بل يشتد خجله إذا حادثه ، إنني لا أدري كيف أتعامل معه ، إذ أخشى أن تزيد حالته سوءًا .
· طفلي يبكي ويصرح ولا يتكلم ، إذا زرنا أحدًا أو زارنا أحد ، مما يزيد إحراجي . طفلي ينقصه التركيز ، ولا يحب كثرة الناس في المكان ، إنه لا يحب المباراة والمنافسة خوفًا من أن يتغلب عليه الآخرون .
· طفلي لا يحب اللعب مع الأطفال ، حاولت مرارًا تأنيبه ، ولكن حالته في ازدياد ، إنه يلعب مع أطفال البيت فقط ، أما الغرباء فلا يحب الاجتماع بهم .
· طفلي يعرف إجابة السؤال الذي يطرحه معلمه في الصف ، لكنه لا يجرؤ على الإجابة .. أخاف أن يقلل هذا من سعادته ، أو يُفقده حب الناس له .
كلي أمل في الحياة أن أراه سعيدًا في الدنيا والآخرة .. ما الحل ؟
هذه الأشياء هي الأعراض المذمومة للخجل والتي قد يتعرض لها طفلنا العزيز وتصاحبه طوال حياته إذا لم تعالج بحكمة .
إنها أعراض قد تبدأ مع الطفل في أي لحظة من السنوات العشر الأولى ، وقد تستمر معه إذا لم تعالج بحكمة وصبر .
حقًا ، إنها مشاكل كبيرة يسببها الخجل للطفل ؛ فالطفل الخجول يجد صعوبة في تكوين علاقة طيبة مع من حوله ، أو عقد صداقات سريعة من أقرانه .
وقد يُفضي الخجل بالطفل إلى الخوف والرهبة واضطراب الأعصاب ، وكذلك إلى الخوف من القيام بأي عمل خشية الإخفاق ، وقد يجد صعوبة في التركيز فيما يجري حوله ، ولا يعرف كيف يواجه الحياة منفردًا ، وخاصة عند دخوله المدرسة ، فقد يشعر بعدم الرضا عن نفسه ؛ فلا يتجرأ على طرح الأسئلة خوفًا من الرفض أو الصد . لذلك فإن الباحثين يهتمون بهذه الظاهرة لما لها من آثار سيئة على نفسية الطفل .
ولكن ما الأسباب والدوافع التي تؤدي بالطفل إلى ذلك الخجل المذموم ؟؟
1. العامل الوراثي :
يرى فريق من الباحثين ، أن فسيولوجية الدماغ عند الأطفال المصابين بالخجل هي التي تهيؤهم لتلك الاستجابة . من هنا فإن العامل الوراثي بالإضافة إلى البيئة المحيطة له أثره ، كذلك فإن الاضطرابات الانفعالية والعاطفية والحالات النفسية التي تعاني منها الأم خلال مرحلة الحمل ، قد تؤثر على نمو الطفل ، وتهيؤه لظهور حالة الخجل لديه في مستقبل حياته .
2. طريقة تعامل الوالدين مع الطفل :
بالإضافة إلى العامل الوراثي فإن الوالدين مسؤولان عن إصابة الطفل بالخجل دون أن يشعرا ، ويحدث هذا من خلال مواقف بسيطة ، أو ملاحظات عابرة ، لا يشعران بتأثيرها على الطفل .
فقلق الأم الدائم والزائد على طفلها ولهفتها عليه من أكبر أسباب تكون الخجل لدى الطفل ، فهي لشدة حبها له تجعل عينيها دائمًا على كل تصرفاته ، بهدف حمايته وهي لا تدري أنها بذلك تحول دون انطلاقه بغير قصد منها ، مما يجعله لا يستمتع باللعب أو الجري ، لأنه يتوقع في كل لحظة أن يُصاب بأذى فيفضل البقاء بجانب أمه منطويًا .
3. الخلافات بين الزوجين :
تسبب مخاوف غامضة للطفل ، وتجعله لا يشعر بالأمان ، مما يؤثر على نفسيته ، وقد يصل في هذه الحالة إلى الإنطواء ويلوذ بالخجل .
4. إثارة الغيرة لدى الطفل :
وذلك بالمقارنة بينه وبين أحد أقرانه ، أو أشقائه ، إذا كان متفوقًا في أي جانب من الجوانب وذلك بمدحه على ذكائه ،أو حسن تصرفه وخاصة أمام الآخرين مما قد يُشعر الطفل بالإحباط والحرج ويؤدي إلى شعوره الشديد بالخجل .
5. القسوة في العقوبة :
وذلك بمعاقبة الطفل لمجرد ارتكابه أي خطأ ، أو تقصير في أداء الوظائف المنزلية ، أو انخفاض درجات الاختبار .
6. مشكلات خاصة :
كأن يكون مصابًا بعيب خَلقي ، أو مرض مزمن ، أو عيب في النطق ، مثل التأتأة ، فيشعر الطفل أنه أقل من نظرائه ويبتعد عنهم ولا يشاركهم نشاطهم .
كل ذلك يؤدي إلى شعور بالنقص أو التقليل من قيمة نفسه ...
وهذا أصل الخجل .
تعليق