ان المرأة التي اصبحت في احيان كثيرة عرضة للاستضعاف والاستغلال وسلب حريتها وكرامتها هي احوج ما تكون الى من يعتد بها في سلوكها وتصرفاتها في نطاق المجتمع والاسرة، لتكون هذه القدوة هي المدافعة عن حقوقها وكرامتها من الاجحاف والتطاول، ولتثبت للنسوة كافة المعنوية العالية، والثقة بالنفس للدفاع عن كرامتهن، والمطالبة بحقوقهن، واستنكار الانحراف والاعوجاج في التعامل الاجتماعي معهن، وخصوصا فيما يتعلق باستبداد الرجال واستضعافهم لهن.
1- دروس في العفاف والحشمة والحجاب، وصيانة الشرف والكرامة، وحذرتهن من الوقوع في شرك الشهوات الرخيصة، وسدت عليهن عبر سيرتها المباركة ابسط منفذ من الممكن ان يؤدي بهن الى الانحطاط والابتذال، عن انس بن مالك قال: قال رسول الله (ص): ما خير للنساء فلم ندري ما نقول؟ فسار علي الى فاطمة واخبرها بذلك فقالت (ع) فهلا قلت له: خير لهن ان لا يرين الرجال ولا يروهن.وعن علي بن الحسين بن علي (ع): ان فاطمة بنت رسول الله (ص) استأذن عليها اعمى فحجبته فقال لها النبي (ص): لم حجبته وهو لا يراك؟ فقالت: يا رسول الله ان لم يمن يراني فانا اراه وهو يشم الريح. فقال النبي (ص) اشهد انك بضعة مني.
2- دروس في حفظ كرامتها وعزتها، وصون استقلالها وشخصيتها، والا ترضى لنفسها ان تكون دمية او اداة بيد طلاب الشهوات، وحذرتها من التبرج والتهتك المؤديين الى الانحلال والفساد والانحطاط الاخلاقي.
3- دروس في تحمل قساوة الدنيا والصبر على مراراتها ومصاعبها.
4- دروس الجهاد والشجاعة والاصرار على مواصلة المسيرة الرسالية في الدفاع عن الحق المبين فبقيت قمرا منيرا لا يأفل، يستضئ بها من يرفض الظلام ويهتدي بها كل من ينبذ الضلال.
5- دروس في كونها زوجة صالحة تبث الرحمة والحنان على زوجها وتكون له خير عون وخير سكن.
6- دروس في كونها ام عطوفة رحيمة واعية ومربية ناجحة نسلت احد عشرة كوكبا يستضئ بهم العالم ومن قبل كانت ام ابيها.
7- دروس في تجلي الاخلاق الحسنة من كرم وايثار وبشاشة وجه وكل الخصال الحميدة.
8- دروس في التضحية والعطاء بكل غال ونفيس من (ولدها وزوجها وابيها) من اجل نصرة دين الله والعقيدة، ضاربة بذلك اروع الامثلة في الذوبان في الرسالة الالهية والاندماج فيها، وتفضيلها على كل العلائق الدنيوية.
9- اذا ترعرعت المرأة في احضان القرآن والتعاليم الرسالية فانها حتما تتحول الى انموذج في التسامي والتكامل وتحدي غرائز وعوامل الضعف في النفس البشرية.
10- دروس في الفاعلية والنشاط والمثابرة على العبادة والضراعة في الليل والقيام بمهام واعباء الاسرة وخدمة الزوج والابناء والاهل والمجتمع والدين.
صحيح ان المرأة المسلمة يفصلها اليوم عن (ع) اربعة عشر قرنا، لكن سيرتها الوضاءة تستطيع ان تلهمها وان تكون المعلمة لها فالمرأة مطالبة بالاستفادة من كل هذه الدروس وبأداء كل الواجبات من خلال تزويد نفسها بالارادة التي من الممكن ان تستوحيها من نساء عظيمات مثل (ع).
تعليق