سعيا لاظهار الثراء الجمالي الذي يحمله اصدار اسلامي يختص بشؤون المرأة المسلمة ويمتاز بتجليات المكان وقدسية التمثيل الاسمى عبر منظومة متنوعة تسعى لبث الوعي المؤمن لمدرسة ائمة اهل البيت عليهم السلام ولرسم خطى الموقف المدرك لمواجهة المغريات المستوردة الساعية لزحزحة اليقين الروحي والفكري العام وتواصلا مع هذا المفهوم حمل الاصدارنقاء رمز مبارك ( رياض الزهراء ) وقد اشرف عليه قسم الشؤون الفكرية والثقافية في العتبة العباسية المقدسة ونفذته هيئة تحرير نسوية تمرست تجربتها عبر ثلاث سنوات تنامت خطواتها لتقدم لنا منشورا متنوعا استقطب كاتبات لهن باع في العمل الاكاديمي... ومن اجل الولوج الى الرؤى الاسلوبية سنتخذ من العدد (34) مسندا للاستشهاد وتدوين بعض النقاط المهمة التي واكبت مسيرة الثلاث سنوات .. حيث استطاعت التخلص بشكل ملحوظ من المستنسخ الكلي وابقت ماهو رهين الانتقاء الجاد .. واراها نجحت في بناء اضافات تحمل توقيعها كمنجز يبدع رؤى وافكار واسماء .. في خطاب شمولي تبنته رياض الزهراء والمعروف عن الشمولية سعي جمالي يرسم الوعي المدرك كما في الموضوعة الفقهية التي ركزت على معطيات الفقهه الشرعي بما يخص المرأة ومعالجة بعض المصطلحات الفقهية العامة .. وخصصت بعض مواضيع السير لتسليط الاضواء على حياة بعض الرموز المقدسة مثل سيرة السيدة حميدة والدة الامام الكاظم عليه السلام وسيرة السيدة زينب التي ابدعت فيه الكاتبة ( وصال الفتلاوي ) اذ قدمتها بطريقة شعرية ارتكزت على جاذبية الاستفهام وتكراره لسبع صولات ...وموضوعة الامام محمد الجواد والتي اجادت الكاتبة (الآء السلامي ) في دقة التكثيف وتعميق الرؤيا .... واخذت موضوعة الرمز بحيثيات التفكير المبدع لهيئة التحرير التي وجدت ان التواصل الحقيقي مع الرمز المقدس يبدا من وجودنا نحن فسعت الكاتبة ( لوية هادي الفتلاوي ) الى رمز معاصر ليعطي فاعلية استلهام الروح المثابرة .... واظهرت المقاربات الموضوعية عن حداثوية المسعى من خلال مشاركة الدكتورة المبدعة ايمان الموسوي للجواب على بعض الاشكاليات التي تعيشها الازمات .. وموضوع الكاتبة (عبير حسين )لذة الاكتشاف الذي قدمته باسلوب قصصي تخلصا من المباشرة الميتة فلبس حلة مبدعة مثل موضوع الكاتبة ( ام مريم ) والذي كان عبارة عن تنهدات وجدانية تفتعل في ضمير الأب وفي ضمير الأبن ..
ونجد ان رياض الزهراء امتازت فعلا في مسيرتها الحافلة بالبركة بجرأة العرض وهذه الجرأة تفصح عن فضاء يفتعل النواح الندمي ليكون تشخيصا لعبرة النهوض مع قساوة العنونة مثل / تائهات في الطريق ، والمرأة وتيارات الاغواء / وتجسيدا لبعض العوالم المهمة خصصت موادا لاحتواء عوالم الطفولة والعوالم العلمية والروحية والصحية والتراثييات والنوادر ... باقلام كاتبات مهمات مثل ( وسن الربيعي ـ سرى مضر ـ دعاء ضياء ـ مريم المياحي ـ وأم البنين مؤيد ـ سلمى العلي ـ افراح العزبة ـ مريم قتيبة ـ مريم محمد الموسوي ) ونجد ان الانتماءات الاجتماعية هي مداليل لها علاقة بحركة الحياة عبر معالجة الظواهر السلبية وهذا يبرز اهمية الموضوع الذي حقتته ( ليلى ابراهيم الهر ) المعنون التسول ظاهرة غير حضارية لتخلق ثلاث روافد موضوعية اولها صاحب المشكلة المتسول نفسه وثانيا مناقشة مختص (الدكتورة ايمان الموسوي ) اختصاص علم النفس التربوي والتي ارجعت الاسباب الى عدة مرجعيات منها التعويد التربوي ومعاناة وحشية النبذ شعور نفسي عند بعض المتسوليين فيكون التسول حينها كمدا على المجتمع وتنهل الكاتبة من الرافد الثالث وهو الرافد الشرعي فتلتقي فضيلة الشيخ ( صلاح الخفاجي ) مسؤول قسم الشؤون الدينية في العتبة العباسية لتضفي على موضوعها مسالك روحية ونجد ان التنوعات المعرفية والثقافية المسؤولة التي اظهرت من خلالها هيئة التحرير حرصها للارتقاء بالاثر الى اجراءات اسلوبية تميزت بالتكثيف .. الذي شهده المفتتح والساعي لاستلهام صدق التعامل العام ... ولم يكتف المنشور بالايجاز بل راح يسعى الى حداثوية التناول الموضوعي الذي وصل حد الابتكارية الناضجة ، سلاسة العرض الجملي مع تضمير المطلوب كالموضوع الجميل للكاتبة ( سارة ابر اهيم ) / حوار بين العباءة المحتشمة والعباءة الحديثة /وهذا سعي رائع من اجل التخلص من سرديات المباشرة التي خلقت الملل عند المتلقي ولانقصد كل انواع السرد فقهناك المضيء والذي حضر في هذا المنجز من خلال لغة الكاتبة ( آيات سعدي التميمي ) العاطفية المملوءة باحاسيس الصدق والمشاعر النبيلة ... أو لغة التحاور الثقافي كالمدون النقاشي عن اهمية الكتاب كان محاورات سريعة مع بعض الشخصييات النسوية المعروفة وبرز في اساليب المنجز اسليب متنوعة من اساليب القصصية والحكايات ..
نقول نعم لقد خرجت / رياض الزهراء / من الحلة الكلاسيكية الى محاولات تجريبية مع بعض المواضييع الواعية كتحقيق الكاتبة ( آمال كاظم ) عن الصحن الكاظمي المقدس التي حاوت به ثلاث محاور مهمة احتوت الموضوع حيث ابتدأت بالمسؤول الاعلامي (عامر عزيز الانباري )ومرت على محاورة مسؤولة القسم النسوي السيدة ( أم اسامة ) ثم حاورت خبيرة في التر ميم الدكتورة (امتثال كاظم )..سعيا لاستيعاب النوع المعرفي المطلوب ..
ولايمكن تدوين رأي دون الانحياز لاصدار مبارك نقدم له عبق الامنيات بتقدم وازدهار .. وعسانا قدمنا عرضا موفقا لمنجز يستحق منا كل تقدير
تعليق