سُئِلَ قَنْبَرٌ [1] مَوْلَى مَنْ أَنْتَ؟
فَقَالَ: مَوْلَايَ مَنْ ضَرَبَ بِسَيْفَيْنِ، وَ طَعَنَ بِرُمْحَيْنِ، وَ صَلَّى الْقِبْلَتَيْنِ، وَ بَايَعَ الْبَيْعَتَيْنِ، وَ
هَاجَرَ الْهِجْرَتَيْنِ، وَ لَمْ يَكْفُرْ بِاللَّهِ طَرْفَةَ عَيْنٍ.
أَنَا مَوْلَى صَالِحِ الْمُؤْمِنِينَ، وَ وَارِثِ النَّبِيِّينَ، وَ خَيْرِ الْوَصِيِّينَ، وَ أَكْبَرِ الْمُسْلِمِينَ، وَ يَعْسُوبِ
الْمُؤْمِنِينَ، وَ نُورِ الْمُجَاهِدِينَ، وَ رَئِيسِ الْبَكَّاءِينَ، وَ زَيْنِ الْعَابِدِينَ، وَ سِرَاجِ الْمَاضِينَ، وَ ضَوْءِ
الْقَائِمِينَ، وَ أَفْضَلِ الْقَانِتِينَ، وَ لِسَانِ رَسُولِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، وَ أَوَّلِ الْمُؤْمِنِينَ مِنْ آلِ يس، الْمُؤَيَّدِ
بِجَبْرَئِيلَ الْأَمِينِ، وَ الْمَنْصُورِ بِمِيكَائِيلَ الْمَتِينِ، وَ الْمَحْمُودِ عِنْدَ أَهْلِ السَّمَاءِ أَجْمَعِينَ، سَيِّدِ
الْمُسْلِمِينَ وَ السَّابِقِينَ، وَ قَاتِلِ النَّاكِثِينَ وَ الْمَارِقِينَ وَ الْقَاسِطِينَ، وَ الْمُحَامِي عَنْ حَرَمِ
الْمُسْلِمِينَ، وَ مُجَاهِدِ أَعْدَائِهِ النَّاصِبِينَ، وَ مُطْفِئِ نَارِ الْمُوقِدِينَ، وَ أَفْخَرِ مَنْ مَشَى مِنْ قُرَيْشٍ
أَجْمَعِينَ، وَ أَوَّلِ مَنْ أَجَابَ وَ اسْتَجَابَ لِلَّهِ، أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ، وَ وَصِيِّ نَبِيِّهِ فِي الْعَالَمِينَ، وَ
أَمِينِهِ عَلَى الْمَخْلُوقِينَ، وَ خَلِيفَةِ مَنْ بُعِثَ إِلَيْهِمْ أَجْمَعِينَ، سَيِّدِ الْمُسْلِمِينَ وَ السَّابِقِينَ، وَ مُبِيدِ
الْمُشْرِكِينَ، وَ سَهْمٍ مِنْ مَرَامِي اللَّهِ عَلَى الْمُنَافِقِينَ، وَ لِسَانِ كَلِمَةِ الْعَابِدِينَ، نَاصِرِ دِينِ اللَّهِ، وَ
وَلِيِّ اللَّهِ، وَ لِسَانِ كَلِمَةِ اللَّهِ، وَ نَاصِرِهِ فِي أَرْضِهِ، وَ عَيْبَةِ عِلْمِهِ، وَ كَهْفِ دِينِهِ، إِمَامِ أَهْلِ
الْأَبْرَارِ [إِمَامِ الْأَبْرَارِ]، مَنْ رَضِيَ عَنْهُ الْعَلِيُّ الْجَبَّارُ، سَمِحٌ سَخِيٌّ حَيِيٌّ، بُهْلُولٌ سَنَحْنَحِيٌّ زَكِيٌّ،
مُطَهَّرٌ أَبْطَحِيٌّ، جَرِيُّ هُمَامٌ، صَابِرٌ صَوَّامٌ، مَهْدِيٌّ مِقْدَامٌ، قَاطِعُ الْأَصْلَابِ، مُفَرِّقُ الْأَحْزَابِ،
عَالِي الرِّقَابِ، أَرْبَطُهُمْ عِنَاناً، وَ أَثَبْتُهُمْ جَنَاناً، وَ أَشَدُّهُمْ شَكِيمَةً، بَازِلٌ بَاسِلٌ، صِنْدِيدٌ هَزَبْرٌ،
ضِرْغَامٌ حَازِمٌ عَزَّامٌ، حَصِيفٌ خَطِيبٌ مِحْجَاجٌ، كَرِيمُ الْأَصْلِ، شَرِيفُ الْفَصْلِ، فَاضِلُ الْقَبِيلَةِ،
نَقِيُّ الْعَشِيرَةِ، زَكِيُّ الرَّكَانَةِ، مُؤَدِّي الْأَمَانَةِ، مِنْ بَنِي هَاشِمٍ، وَ ابْنُ عَمِّ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِمَا، الْإِمَامُ الْمَهْدِيُّ الرَّشَادِ، مُجَانِبُ الْفَسَادِ، الْأَشْعَثُ الْحَاتِمُ، الْبَطَلُ الْجُمَاجِمُ، وَ اللَّيْثُ
الْمُزَاحِمُ، بَدْرِيٌّ مَكِّيٌّ، حَنَفِيٌّ رُوحَانِيٌّ شَعْشَعَانِيٌّ، مِنَ الْجِبَالِ شَوَاهِقُهَا، وَ مِنْ ذِي الْهِضَابِ
رُءُوسُهَا، وَ مِنَ الْعَرَبِ سَيِّدُهَا، وَ مِنَ الْوَغَى لَيْثُهَا، الْبَطَلُ الْهُمَامُ، وَ اللَّيْثُ الْمِقْدَامُ، وَ الْبَدْرُ
التَّمَامُ، مِحَكُ الْمُؤْمِنِينَ، وَ وَارِثُ الْمَشْعَرَيْنِ، وَ أَبُو السِّبْطَيْنِ الْحَسَنِ وَ الْحُسَيْنِ، وَ اللَّهِ أَمِيرُ
الْمُؤْمِنِينَ حَقّاً حَقّاً، عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِ مِنَ اللَّهِ الصَّلَوَاتُ الزَّكِيَّةُ وَ الْبَرَكَاتُ السَّنِيَّةُ" [2
] .
[1] قنبر هو غلام الإمام أمير المؤمنين ( عليه السَّلام )، وَ رُوِيَ عَنْ الإمام جعفر بن محمد الصادق ( عليه السَّلام ) أنَّهُ قَالَ: كَانَ لِعَلِيٍّ ( عليه السَّلام ) غُلَامٌ اسْمُهُ قَنْبَرُ، وَ كَانَ يُحِبُّ عَلِيّاً ( عليه السَّلام ) حُبّاً شَدِيداً، فَإِذَا خَرَجَ عَلِيٌّ ( عليه السَّلام ) خَرَجَ عَلَى أَثَرِهِ بِالسَّيْفِ، فَرَآهُ ذَاتَ لَيْلَةٍ.
فَقَالَ: "يَا قَنْبَرُ، مَا لَكَ"؟
قَالَ: جِئْتُ لِأَمْشِيَ خَلْفَكَ، فَإِنَّ النَّاسَ كَمَا تَرَاهُمْ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، فَخِفْتُ عَلَيْكَ.
قَالَ: "وَيْحَكَ، أَ مِنْ أَهْلِ السَّمَاءِ تَحْرُسُنِي، أَمْ مِنْ أَهْلِ الْأَرْضِ"؟
قَالَ: لَا، بَلْ مِنْ أَهْلِ الْأَرْضِ.
قَالَ: "إِنَّ أَهْلَ الْأَرْضِ لَا يَسْتَطِيعُونَ بِي شَيْئاً إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ مِنَ السَّمَاءِ، فَارْجِعْ" فَرَجَعَ ( بحار الأنوار: 5 / 104 ).
[2] بحار الأنوار ( الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار ( عليهم السلام ) ) : 42 / 133، للعلامة الشيخ محمد باقر المجلسي ، المولود بإصفهان سنة : 1037 ، و المتوفى بها سنة : 1110 هجرية ، طبعة مؤسسة الوفاء ، بيروت / لبنان ، سنة : 1414 هجرية .
تعليق