الذي يراجع تفاصيل الواقعة يجد إن سؤال علي (عليه السلام) من النبي (صلى الله عليه وآله) كان نتيجة زعم المنافقين أنه خلف علياً (عليه السلام) استثقالاً له ومقتاً، فأراد أمير المؤمنين (عليه السلام) تكذيبهم في ذلك وإظهار فضيحتهم فلحق النبي (عليه السلام) واستفهم منه عن ذلك وكان أسلوبه في السؤال هكذا كما يذكر الشيخ المفيد في (الإرشاد ج1 ص156): (يا رسول الله ان المنافقين يزعمون إنما خلفتني استثقالاً ومقتاً ؟ فقال له رسول الله (صلى الله عليه وآله): ارجع يا أخي إلى مكانك فان المدينة لا تصلح إلا بي أو بك، فأنت خليفتي في أهلي ودار هجرتي وقومي أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي).
فالذي يتابع الواقعة بكاملها يجد أن علياً (عليه السلام) لم يسأل عن سبب تخلفه مع النساء والصبيان لأجل الاعتراض على ذلك بل ليكشف الحال إلى المسلمين من خلال ما سيقوله رسول الله (صلى الله عليه وآله).