بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلي على محمد وال محمد
الطفل المدلّل
<FONT face="Century Gothic"><FONT size=5><FONT color=blue><B> وفي هذه المرحلة ينبغي للأبوين اتخاذ موقف مختلف
اللهم صلي على محمد وال محمد
الطفل المدلّل
لربما سأل سائل : هل يؤدي اتباع طرق تربوية صارمة إلى نتيجة ايجابية ، كترك الطفل يستمر في البكاء ، وعدم هزّه في المهد ، وعدم اجابته إلى طلباته كل مرّة ؟ والجواب عن ذلك هو النفي ، فحتى السنة الأولى من العمر يبكي الطفل لأنه يرغب حقا في الحصول على شيء ولا يملك القدرة على الشعور بالدلال . وبعد السنة الأولى يشعر الطفل الذي يجد تلبية دائمة لرغباته في نهاية المطاف بأنه متعلّق بأمّه تعلقاً مفرطاً ، ولا يقبل استجابة سلبيّة منها ويصبح معتمداً عليها ولا يقدر أن يكون مستقلاً عنها وتتجسّد هذه العوامل إذا بقي والداه تحت رحمته يحققان كل نزوة من نزواته ولا سيّما عندما يكون هو بكر والديه أو إذا جاء هذا الطفل لوالديه بعد طول انتظار .
وطبيعّي أن الأبوين يوليان اهتمامهما كله للطفل ويحاولان عدم حرمانه من أي شيء حتى يصلا إلى مرحلة فرض وجودهما عليه بصورة مستمرّة وبعد ذلك ، عندما يبتعدان عن الطفل ، ينتابه شعور بالهجر يورثه احساسا بالقلق وعدم الاطمئنان ، فيميل إذ ذاك إلى المضايقة والتشكي . والدلال في معظم الأحوال لا يفسد الطفل إذا كان هذا الطفل يتلقّى في أثناء الحياة اليومية القدر المناسب من الحنان والإهتمام والتعاون ، ولكن بشرط أن يترك وشأنه لفترات معيّنة من الزمن .
وخلاصة القول أنّ الطفل بحاجة إلى الأنس والحنان قبل كل شيء ولكن ينبغي أن يتاح له المجال ليكتسب استقلاله الذاتي . ففي ذلك يتمثل النمو المتوازن الحقيقي له وربما كان هذا هو الطريق الوحيد لتوازنه ومن دون هذا التوازن تبرز عيوب التربية . والحق أن هذا القول ينطبق على الاطفال الصغار ، ذلك أنّ هذا برنامج التربية يختلف باختلاف السن ، فالطفل الحديث الولادة يبكي من الألم ، فتأخذه أمّه وتحضنه بين ذراعيها وتهزّه فيهدأ ، وعلى النقيض من ذلك ، إذا خدش طفل في الثانية أو الثالثة من العمر نفسه ، أو سقط من مرتفع وجب على أمّه أن تواسيه وتعمل كل ما في وسعها لارضاء شعوره وأن تخفف في الوقت نفسه من هول الحادث ، وتبعد انتباهه عنه بجعله يفكر في أشياء أخرى ، وصرف اهتمامه عن بكائه وألمه إلى حدّ كبير .
والحق أنّه ينبغي للأمّ الإهتمام بطفلها في الحالات جميعاً ، وعدم قصر اهتمامها به على بكائه ، أو تعرّضه لمشكلة معيّنة فذلك يفسد الطفل ويجعله بكاّء ، إذ لا بأس في أن تحضن الأم طفلها وترعاه عندما يكون في مزاج سعيد وذلك حتى لا يشعر بضرورة اللجوء إلى البكاء والغضب عندما يواجه موقفاً غير سار . فإذا شعر الطفل أو اعتقد أنّ والديه لا يمنحانه وقتهما إلاّ عند بكائه وصراخه أخذ إذ ذاك بالتمثيل وتجسيد كل ما يتعرّض له من المواقف التافهة ، لذلك ينبغي الإهتمام بالطفل واحاطته بالحنان في حالة هدوئه فذلك يورثه ثقة في النفس أثناء نموّه ، ويمنحه مزيداً من السعادة .
وعندما يبلغ الطفل السنتين تبرز مشكلة تربيته من دون تدليله ، ففي السنة الثانية يبدأ الطفل باطلاق الرفض المتمثل في « اللاءات » ، والسنة الثانية هي سنة صعبة ، لأنها سنة تجارب واستقصاء . وفي السنة الثانية هذه يبدأ الطفل بالمشي والكلام ، ويمثل ذلك ثورة صغيرة في طريقة حياته السابقة التي كانت تتسم بهدوء نسبي حتى هذه المرحلة .
والطفل عند انتهاء سنته الأولى يستطيع اظهار عواطفه من غضب وغيره وحب واستياء عن طريق اشارات مميّزة واضحة . أمّا في السنة الثانية فهو يستطيع السير إلى أماكن لم يكن حظّه منها سابقاً سوى أن ينظر إليها بعينيه ، وهذا ما يمنحه ثقة في نفسه ، كما يستطيع الإمساك بالأشياء وامتلاكها ، وأن ينطق بالأسماء ، ولا سيّما كلمة « لا » . وهذا الإستقلال الحديث للطفل ربما أضفى عليه صفة العدوانية والجرأة فأوجد موقفاً محرجاً أمام الحنان الذي تمنحه إياه الأم ويزداد هذا الموقف احراجاً مع استقلال الطفل الذاتي .
وطبيعّي أن الأبوين يوليان اهتمامهما كله للطفل ويحاولان عدم حرمانه من أي شيء حتى يصلا إلى مرحلة فرض وجودهما عليه بصورة مستمرّة وبعد ذلك ، عندما يبتعدان عن الطفل ، ينتابه شعور بالهجر يورثه احساسا بالقلق وعدم الاطمئنان ، فيميل إذ ذاك إلى المضايقة والتشكي . والدلال في معظم الأحوال لا يفسد الطفل إذا كان هذا الطفل يتلقّى في أثناء الحياة اليومية القدر المناسب من الحنان والإهتمام والتعاون ، ولكن بشرط أن يترك وشأنه لفترات معيّنة من الزمن .
وخلاصة القول أنّ الطفل بحاجة إلى الأنس والحنان قبل كل شيء ولكن ينبغي أن يتاح له المجال ليكتسب استقلاله الذاتي . ففي ذلك يتمثل النمو المتوازن الحقيقي له وربما كان هذا هو الطريق الوحيد لتوازنه ومن دون هذا التوازن تبرز عيوب التربية . والحق أن هذا القول ينطبق على الاطفال الصغار ، ذلك أنّ هذا برنامج التربية يختلف باختلاف السن ، فالطفل الحديث الولادة يبكي من الألم ، فتأخذه أمّه وتحضنه بين ذراعيها وتهزّه فيهدأ ، وعلى النقيض من ذلك ، إذا خدش طفل في الثانية أو الثالثة من العمر نفسه ، أو سقط من مرتفع وجب على أمّه أن تواسيه وتعمل كل ما في وسعها لارضاء شعوره وأن تخفف في الوقت نفسه من هول الحادث ، وتبعد انتباهه عنه بجعله يفكر في أشياء أخرى ، وصرف اهتمامه عن بكائه وألمه إلى حدّ كبير .
والحق أنّه ينبغي للأمّ الإهتمام بطفلها في الحالات جميعاً ، وعدم قصر اهتمامها به على بكائه ، أو تعرّضه لمشكلة معيّنة فذلك يفسد الطفل ويجعله بكاّء ، إذ لا بأس في أن تحضن الأم طفلها وترعاه عندما يكون في مزاج سعيد وذلك حتى لا يشعر بضرورة اللجوء إلى البكاء والغضب عندما يواجه موقفاً غير سار . فإذا شعر الطفل أو اعتقد أنّ والديه لا يمنحانه وقتهما إلاّ عند بكائه وصراخه أخذ إذ ذاك بالتمثيل وتجسيد كل ما يتعرّض له من المواقف التافهة ، لذلك ينبغي الإهتمام بالطفل واحاطته بالحنان في حالة هدوئه فذلك يورثه ثقة في النفس أثناء نموّه ، ويمنحه مزيداً من السعادة .
وعندما يبلغ الطفل السنتين تبرز مشكلة تربيته من دون تدليله ، ففي السنة الثانية يبدأ الطفل باطلاق الرفض المتمثل في « اللاءات » ، والسنة الثانية هي سنة صعبة ، لأنها سنة تجارب واستقصاء . وفي السنة الثانية هذه يبدأ الطفل بالمشي والكلام ، ويمثل ذلك ثورة صغيرة في طريقة حياته السابقة التي كانت تتسم بهدوء نسبي حتى هذه المرحلة .
والطفل عند انتهاء سنته الأولى يستطيع اظهار عواطفه من غضب وغيره وحب واستياء عن طريق اشارات مميّزة واضحة . أمّا في السنة الثانية فهو يستطيع السير إلى أماكن لم يكن حظّه منها سابقاً سوى أن ينظر إليها بعينيه ، وهذا ما يمنحه ثقة في نفسه ، كما يستطيع الإمساك بالأشياء وامتلاكها ، وأن ينطق بالأسماء ، ولا سيّما كلمة « لا » . وهذا الإستقلال الحديث للطفل ربما أضفى عليه صفة العدوانية والجرأة فأوجد موقفاً محرجاً أمام الحنان الذي تمنحه إياه الأم ويزداد هذا الموقف احراجاً مع استقلال الطفل الذاتي .
<FONT face="Century Gothic"><FONT size=5><FONT color=blue><B> وفي هذه المرحلة ينبغي للأبوين اتخاذ موقف مختلف
تعليق