بسم الله الرحمن الرحيم
في مثل هذا اليوم ( 17 شوال المكرم ) سنة ( 5 هـ ) ، كانت غزوة الخندق( الأحزاب ) .
وقد ذكر أكثر المؤرخين وأصحاب الحديث والسير إلى أن الواقعة كانت في شوال سنة ( 5هـ ) أو ( 4 هـ ) ، ولم يذكروا تاريخ يومها .
ولم نظفر نحن بغير ما ذكره المحدث القمي في فيض العلام ، وهو ما إشرنا اليه ، وأعتمدنا عليه .
وسبب الغزوة هذه هو أن حيي بن أخطب ، وكنانة بن الربيع ، وسلام بن أبي الحقيق ، وجماعة من أهل اليهود قدموا مكة ، فصاروا من إلى أبي سفيان وغيره من قريش ، فدعوهم الى حرب الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وقالوا : أيدينا مع أيديكم ، ونحنُ معكم حتى نستأصله ، ثم خرجوا إلى غطفان ودعوهم إلى حرب رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، وأخبروهم بإتباع قريش إياهم ، فأجتمعوا معهم .
وخرجت قريش وقائدها أبو سفيان ، وغطفان وقائدها عيينة بن حصن ، والحارث بن عوف في بني مرة ، ومسعود بن رخيلة في قومه من أشجع ، وهم الأحزاب .
وسمع بهم رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، فخرج إليهم ، وذلك بعد أن أشار سلمان الفارسي أن يصنع خندقاً . . .
وأقبلت الأحزاب إلى النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، أمرهم ، فنزلوا ناحية من الخندق ، وأقاموا بمكانهم بضعاً وعشرين ليلة لم يكن بينهم حرب إلا الرمي بالنبل والحصى .
ثم انتدب فوارس من قريش لبراز ، منهم عمروا بن عبد ود ، وعكرمة بن أبي جهل . . وأقبلوا على خيولهم حتى وقفوا على الخندق ، فلما تأملوه قالوا : والله أن هذه لمكيدة ما كانت العرب تكيدها ، ثم تيمموا مكان من الخندق فيه ضيق ، فضربوا خيولهم فاقتحمته . . وخرج علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) في نفر معه حتى أخذوا عليهم الثقرة التي أقتحموها ، فتقدم عمروا بن عبد ود وطلب البراز ، فبرز إليه علي ( عليه السلام ) فقتله ، فلما رأى عكرمة وهبيرة عمراً صريعاً ولو منهزمين . . . وقام رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يصلي ، ثم نادى بأشجى صوته : يا صريخ المكروبين ، يا يا مجيب دعوة المضطرين ، أكشف همي وكربي ، فقد ترى حالي وحل من معي .
فنزل جبرئيل فقال : يارسول الله أن الله ( عز وجل ) سمع مقالتك وأستجاب دعوتك ، وكفاك هول من تحزب عليك وناواك . . إن الله قد نصرك وبعث عليهم ريحاً من السماء الدنيا فيها الحصى ، وريحاً من السماء الرابعة فيها الجنادل .
قال حذيفة ـ وكان رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أرسله لعلم خبرهم : فخرجت فإذا بنيران القوم طفئت وخدمت ، وأقبل جند الله الأول ريح شديدة فيها الحصى ، فما ترك لهم ناراً إلا أخمدها ، ولا خباء إلا طرحها ، ولا رمحاً إلا القاها ، حتى جعلوا يتترسون من الحصى . . فقام أبو سفيان إلى راحلته ثم صاح في قريش النجاه النجاه ، ثم فعل عيينة بن حصن مثلها ، وفعل الحارث بن العوف مثلها ، وذهب الأحزاب .
وقد تواتر أن عمروا بن عبد ود دعا المسلمين إلى المبارزة ، فأحجم الناس كلهم عنه لما علموا من بأسه وشدته ، ثم كرر النداء ، فقام عليّ ( عليه السلام ) فقال : أنا أبرز إلينه ، فقال له رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : أنه عمروا ، قال : نعم وأنا علي ، فأمره بالخروج إليه ، فلما خرج إليه قال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : برز الإيمان غلى الشرك كله ) .
وفي الحديث أن رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ـ لما بارز علي عمراً ـ ما زال رافعاً يديه نحو السماء ، داعياً ربه قائلاً : ( اللهم إنك أخذت مني عبيدة يوم بدر ، وحمزة يوم أحد ، فاحفظ علياً ( رَبَ لاتَذَرِنَي فرََداً وَأنتً خَيرَ الوارثينَ ). .
ولما قتل عمراً أحتز رأسه وألقاه بين يديه رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ،، ووجه رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، يتهلل ، فقال: هذا أول النصر .
وروي أنه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قال يوم قتل عمرو : ( ذهبت ريحهم ، ولا يغزونا بعد اليوم ، ونحن نغزوهم أن شاء الله .
وقال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : ( لمبارزة علي بن أبي طالب يوم الخندق أفضل من أعمال أمتي إلى يوم القيامة ) .
وكان الكفار في غزوة الأحزاب 10000 رجل ، أما المسلمون فكان 3000 رجل ، وكان عدد الشهداء المسلمين فيها ستة ، كلهم من الأنصار .
في مثل هذا اليوم ( 17 شوال المكرم ) سنة ( 5 هـ ) ، كانت غزوة الخندق( الأحزاب ) .
وقد ذكر أكثر المؤرخين وأصحاب الحديث والسير إلى أن الواقعة كانت في شوال سنة ( 5هـ ) أو ( 4 هـ ) ، ولم يذكروا تاريخ يومها .
ولم نظفر نحن بغير ما ذكره المحدث القمي في فيض العلام ، وهو ما إشرنا اليه ، وأعتمدنا عليه .
وسبب الغزوة هذه هو أن حيي بن أخطب ، وكنانة بن الربيع ، وسلام بن أبي الحقيق ، وجماعة من أهل اليهود قدموا مكة ، فصاروا من إلى أبي سفيان وغيره من قريش ، فدعوهم الى حرب الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وقالوا : أيدينا مع أيديكم ، ونحنُ معكم حتى نستأصله ، ثم خرجوا إلى غطفان ودعوهم إلى حرب رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، وأخبروهم بإتباع قريش إياهم ، فأجتمعوا معهم .
وخرجت قريش وقائدها أبو سفيان ، وغطفان وقائدها عيينة بن حصن ، والحارث بن عوف في بني مرة ، ومسعود بن رخيلة في قومه من أشجع ، وهم الأحزاب .
وسمع بهم رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، فخرج إليهم ، وذلك بعد أن أشار سلمان الفارسي أن يصنع خندقاً . . .
وأقبلت الأحزاب إلى النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، أمرهم ، فنزلوا ناحية من الخندق ، وأقاموا بمكانهم بضعاً وعشرين ليلة لم يكن بينهم حرب إلا الرمي بالنبل والحصى .
ثم انتدب فوارس من قريش لبراز ، منهم عمروا بن عبد ود ، وعكرمة بن أبي جهل . . وأقبلوا على خيولهم حتى وقفوا على الخندق ، فلما تأملوه قالوا : والله أن هذه لمكيدة ما كانت العرب تكيدها ، ثم تيمموا مكان من الخندق فيه ضيق ، فضربوا خيولهم فاقتحمته . . وخرج علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) في نفر معه حتى أخذوا عليهم الثقرة التي أقتحموها ، فتقدم عمروا بن عبد ود وطلب البراز ، فبرز إليه علي ( عليه السلام ) فقتله ، فلما رأى عكرمة وهبيرة عمراً صريعاً ولو منهزمين . . . وقام رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يصلي ، ثم نادى بأشجى صوته : يا صريخ المكروبين ، يا يا مجيب دعوة المضطرين ، أكشف همي وكربي ، فقد ترى حالي وحل من معي .
فنزل جبرئيل فقال : يارسول الله أن الله ( عز وجل ) سمع مقالتك وأستجاب دعوتك ، وكفاك هول من تحزب عليك وناواك . . إن الله قد نصرك وبعث عليهم ريحاً من السماء الدنيا فيها الحصى ، وريحاً من السماء الرابعة فيها الجنادل .
قال حذيفة ـ وكان رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أرسله لعلم خبرهم : فخرجت فإذا بنيران القوم طفئت وخدمت ، وأقبل جند الله الأول ريح شديدة فيها الحصى ، فما ترك لهم ناراً إلا أخمدها ، ولا خباء إلا طرحها ، ولا رمحاً إلا القاها ، حتى جعلوا يتترسون من الحصى . . فقام أبو سفيان إلى راحلته ثم صاح في قريش النجاه النجاه ، ثم فعل عيينة بن حصن مثلها ، وفعل الحارث بن العوف مثلها ، وذهب الأحزاب .
وقد تواتر أن عمروا بن عبد ود دعا المسلمين إلى المبارزة ، فأحجم الناس كلهم عنه لما علموا من بأسه وشدته ، ثم كرر النداء ، فقام عليّ ( عليه السلام ) فقال : أنا أبرز إلينه ، فقال له رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : أنه عمروا ، قال : نعم وأنا علي ، فأمره بالخروج إليه ، فلما خرج إليه قال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : برز الإيمان غلى الشرك كله ) .
وفي الحديث أن رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ـ لما بارز علي عمراً ـ ما زال رافعاً يديه نحو السماء ، داعياً ربه قائلاً : ( اللهم إنك أخذت مني عبيدة يوم بدر ، وحمزة يوم أحد ، فاحفظ علياً ( رَبَ لاتَذَرِنَي فرََداً وَأنتً خَيرَ الوارثينَ ). .
ولما قتل عمراً أحتز رأسه وألقاه بين يديه رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ،، ووجه رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، يتهلل ، فقال: هذا أول النصر .
وروي أنه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قال يوم قتل عمرو : ( ذهبت ريحهم ، ولا يغزونا بعد اليوم ، ونحن نغزوهم أن شاء الله .
وقال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : ( لمبارزة علي بن أبي طالب يوم الخندق أفضل من أعمال أمتي إلى يوم القيامة ) .
وكان الكفار في غزوة الأحزاب 10000 رجل ، أما المسلمون فكان 3000 رجل ، وكان عدد الشهداء المسلمين فيها ستة ، كلهم من الأنصار .
تعليق