—¤÷(`[¤* ( نور الحجاب ) *¤]´)÷¤—
ربّما توحي كلمة (الحجاب) و التي تعني الستر الشرعي بمعنی سلبي، و كأنّ الاسلام یرید للمرأة أن تحتجب عن المجتمع و تنعزل عنه فلا تمارس دورها فیه. و هذا ما قد ركزته بعض الاحادیث الموضوعة التي تتعارض مع صریح القرآن الكریمدفع المرأة إلی ممارسة دورها الرسالي و السیاسي و الاجتماعي ، كالقول : النساء عيّ و عورات ، فداووا عیّهنّ بالسكوت و عوراتهنّ بالبیوت» ، و القول : فاحبسوا نساءكم یا معشر الرجال و غیرها ، في حین أنّ الواقع التاریخي لمسیرة المرأة لا یلتقي مع ذلك ، فلقد كانت تخطب و تشارك في المعارك كمداویة للجرحی ، و ساقیة للعطاشی ، أو مستنهضة للعزائم و الهِمَم ، و تساهم في النشاطات العامّة بما لا یخرجها عن حدود الالتزام و العفّة.
و لذلك فإنّ من الانسب في التعبیر هو (الستر الشرعي) ، لأنّ مصطلح الحجاب لم یرد في أيّ من كتب الشریعة ، و إنّما هو اصطلاح دارج، و مع ذلك فإننا سنستعمله في الاشارة إلی الستر.
فلماذا أراد الله للفتاة أو المرأة أن تستتر؟
لقد أجبنا عن ذلك بعض الإجابة ، و قد تأكد ـ فیما سبق ـ أنّ الاسلام یرید التركیز علی إنسانیة المرأة دون أن یلغي خصوصیتها الانثویة.
و لم یحدّد الاسلام شكلاً معیّناً للستر، بل تحدّث عنه في الاطار العام و المواصفات التي یجب أن یتّصف بها لباس المرأة دون الخوض في تفاصیل اللون و الشكل و تصمیم الأزیاء ، و ذلك ضمن النقاط التالیة:
1ـ أوجب علی المرأة ستر ما زاد عن الوجه و الكفّین ـ و علی بعض الاراء القدمین أیضاً ـ و ذلك لغیر الزوج و المحارم كالأب و العم و الخال و الإخوة ، و أجاز النظر إلی تلك المساحة المحدودة علی اعتبار أنّ هذه المواضع (الوجه و الكفّین ) هي ممّا تحتاجه المرأة في التعامل الاجتماعي.
2ـ أوجب علیها أن تستر فتحة الصدر ، لأنها من مواضع الإثارة ، و ذلك هو قوله تعالی : و لیضربن بخمرهنّ علی جیوبهنّ و الخمر جمع خمار و هو غطاء الرأس ، والجیوب جمع جیب و هو فتحة الصّدر من الثوب . فالواجب علی الفتاة أو المرأة المسلمة أن تغطّي رأسها بخمارها، و أن تستر به صدرها لنظرات المتطلّعین ،و حتی لا تكون المرأة المسلمة كالمرأة المتبرّجة في الجاهلیة و لا تبرّجن تبرّج الجاهلیة الأولی، لأنّ التبرّج لغةً هو إظهار ما یجب إخفاؤه . و لقد كانت المرأة في الجاهلیة تخرج و تمشي بین الرجال ، لها مشیة تكسّر و تغنّج ، و تلقي الخمار علی رأسها و لا تشدّه ، فتبدو في زینتها.
3ـ أوجب علیها أن لا تبدي زینتها إلّا ما ظهر منها ، و یقال إنّ المراد من الزینة هي الزینة الطبیعیة كالشعر و المحاسن الجسمیة ، فیجوز إظهار ما بدا منها ، و هما الوجه و الیدان . و أمّا الزینة الاصطناعیة ، كالاصباغ و المساحیق ، فلایجوز إظهارها و إن یستعففن خیر لهنّ
و لقد صدق من قال : لقد تساهل الاسلام مع المسنّات و شدّد علی الشابّات ـ في مسألة الحجاب ـ و لكن جاء العمل علی عكس ما أمر القرآن الكریم ، حیث نری التبرّج و التهتّك في الشابّات و التستّر و التحفّظ من المسنّات ، فتساهلن فیما شدّد الله ، و تشدّدن فیما تساهل
4ـ في الستر الشرعي ، أراد الاسلام لملابس المرأة أن تكون موافقة لشروطه ، و هي :
أ ـ أن تغطّي جمیع الجسم عدا المستثی منه(ماظهر منها)
ب ـ أن لا یشفّ و لا یصف ما تحته ، أي أن لا یكون رقیقاً یحكي البشرة و یبرزها.
ج ـ أن لا یحدّد أجزاء الجسم أو یبرز مفاتنه ، أي أن لا یكون مثیراً للشهوات ، و ذلك قوله تعالی : یدنین علیهنّ من جلابیبهنّ و أن لا یكون مصداقاً للتبرّج بأن ترتدي الفتاة أو المرأة لباساً یستر جسدها ، لكن موضته ـ أي طریقة صناعته أو خیاطته ـ تخلق حالة من الإثارة ربّما تفوق إظهار المفاتن.
تعليق