بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين , وافضل الصلاة والسلام على خير الخلق اجمعين محمد واله الطيبين الطاهرين ..تحت شعار نحن اتباع محمد(صلى الله عليه واله وسلم) ادعوا كل اعضاء الكفيل الى كتابة مواضيع بخصوص الحبيب المصطفى(صلى الله عليه واله وسلم) لنقدم كل مابستطاعتنا ان نقدمه لسيد المرسلين وحبيب قلوب المؤمنين محمد الامين(صلى الله عليه واله وسلم) وسأبدأ انا رحلة وفاء بأدراج موضوع عن سيرته (صلى الله عليه واله وسلم) وارجو منكم التفاعل بملأ المنتدى المبارك بهكذا مواضيع
نبدأ على بركة الله
ولادة النبي (صلى الله عليه وآله)
أجمع الرواة على ان ولادة النبي (صلى الله عليه واله وسلم) في عام الفيل واتفق معظمهم على أنها كانت في شهر ربيع الأول من ذلك العام، ثم اختلفوا في تعيين يوم الولادة من ذلك الشهر على أقوال منها : ـ
فذهب بعضهم إلى ولادته في اليوم الثاني من شهر ربيع الأول
وقيل : في الثامن منه .
وقيل : في العاشر منه .
وقيل : في الثاني عشر منه.
وقيل : في السابع عشر منه .
وقيل : لثمانٍ بقين منه.
ولد محمد (صلى الله عليه واله وسلم) سليل أشرف عائلة في العرب ووريث أمجد اسرة ملكت من العز والجاه والقوة والشأن من لم يكن يدنو له الآخرون.
ولد النبي الأعظم (صلى الله عليه واله وسلم) في شعب بني هاشم (شعب ابي طالب) ولما ولد (صلى الله عليه واله وسلم) رجمت الشياطين وزلزل إيوان كسرى فسقطت منه ثلاثة عشر شرافة وخمدت نار فارس.
فهو ابن عبد الله الذي فداه ربه بمائئة من الإبل إنقاذاً له من القتل وفاءً لنذر أبيه، ويسرّ له الزواج السيدة آمنة بنت وهب وهي يومئذٍ من فضليات النساء نسباً وشرفاً، غير ان الأجل لم يمهل عبد الله كي يرى ولده البكر المؤمل، فتوفي وابنه حملٌ في بطن أمه.
وكان اول لبن شربه (صلى الله عليه واله وسلم) لبن أمه آمنة، ثم دفعه جده عبد المطلب إلى حليمة السعدية فأرضعته وبقي عندها أربع سنين ثم أعادته إلى جده وأمه.
(النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في كفالة جده عبد المطلب بعد وفاة أمه)
توفيت أمه آمنة بنت وهب وكان عمره الشريف ستة سنوات وثلاثة أشهر وعشرة أيام، فرّق عليه عبد المطلب رقة لم يرقها على ولده. فكان مع جده عبد المطلب (وكان يوضع لعبد المطلب فراش في ظل الكعبة، فكان بنوه يجلسون حول فراشه ذلك حتى يخرج إليه، لا يجلس عليه أحد من بنيه اجلالاً له، فكان رسول الله ((صلى الله عليه واله وسلم)). يأتي وهو غلام حتى يجلس عليه، فيأخذه أعمامه ليؤخروه عنه، فيقول عبد المطلب: دعوا ابني ، فوالله ان له لشأناً، ثم يجلسه ى الفراش ويمسح ظهره بيده). كان عبد المطلب بصيراً بما سيكون من النبي ((صلى الله عليه واله وسلم))في المستقبل لما عنده من العلم بخبره عن آبائه عنه إبراهيم (عليه السلام)، وما كان يرى من القرائن والعلامات في رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم)
وعندما أدركت عبد المطلب الوفاة، بعث إلى أبي طالب، فجاءه ومحمد (صلى الله عليه واله وسلم) على صدره وهو في غمرات الموت، فصار يبكي ويلتفت إلى أبي طالب، ويقول: يا أبا طالب انظر أن تكون حامياً لهذا الوحيد الذي لم يشم رائحة أبيه ولا ذاق شفقة أمه، يا ابا طالب ان أدركت أيامه. فاعلم اني كنت من أبصر الناس ومن أعلم الناس به، أنصره بلسانك ويدك ومالك، فأنه سيسود ويملك ما لم يملك أحد من آبائي، قال ابن اسحاق : ان عبد المطلب توفي ورسول الله ابن ثماني سنين.
النبي (صلى الله عليه واله وسلم) في كفالة عمه أبي طالب)
ضم ابو طالب النبي (صلى الله عليه واله وسلم) إليه بعد موت عبد المطلب وكان قد انتهت إليه زعامة قريش بعد أبيه، فكان يحبّه حباً شديداً ويؤثره بالنفقة والكسوة على نفسه وعلى جميع أهله وكان لا يفارقه ساعة في ليل أو نهار وكان لا ينام إلا إلى جنبه حتى بلغ ولا يأتمن عليه أحداً.
قال ابو طالب : لم أر منه كذبه لا رأيته يضحك في غير موضوع الضحك، ولا مع الصبيان في لغب.
وكانت فاطمة بنت اسد بن هاشم أمرأة ابي طالب وأم أولاده جميعاً تحنو عليه كأنها أمه.
ويروى عن رسول الله(صلى الله عليه واله وسلم) لما توفيت فاطمة بنت أسد وكانت مسلمة فاضلة : أنه قال : اليوم ماتت أمي، وكفنّها بقميصه، ونزل في قبرها واضطجع في لحدها، فقيل له يا رسول الله لقد اشتد جزعك على فاطمة! قال : إنها كانت أمي، إن كانت لتجيع صبيانها وتشبعني وتشعثهم وتدهنني
نشأته الشريفة
الحمد لله رب العالمين , وافضل الصلاة والسلام على خير الخلق اجمعين محمد واله الطيبين الطاهرين ..تحت شعار نحن اتباع محمد(صلى الله عليه واله وسلم) ادعوا كل اعضاء الكفيل الى كتابة مواضيع بخصوص الحبيب المصطفى(صلى الله عليه واله وسلم) لنقدم كل مابستطاعتنا ان نقدمه لسيد المرسلين وحبيب قلوب المؤمنين محمد الامين(صلى الله عليه واله وسلم) وسأبدأ انا رحلة وفاء بأدراج موضوع عن سيرته (صلى الله عليه واله وسلم) وارجو منكم التفاعل بملأ المنتدى المبارك بهكذا مواضيع
نبدأ على بركة الله
ولادة النبي (صلى الله عليه وآله)
أجمع الرواة على ان ولادة النبي (صلى الله عليه واله وسلم) في عام الفيل واتفق معظمهم على أنها كانت في شهر ربيع الأول من ذلك العام، ثم اختلفوا في تعيين يوم الولادة من ذلك الشهر على أقوال منها : ـ
فذهب بعضهم إلى ولادته في اليوم الثاني من شهر ربيع الأول
وقيل : في الثامن منه .
وقيل : في العاشر منه .
وقيل : في الثاني عشر منه.
وقيل : في السابع عشر منه .
وقيل : لثمانٍ بقين منه.
ولد محمد (صلى الله عليه واله وسلم) سليل أشرف عائلة في العرب ووريث أمجد اسرة ملكت من العز والجاه والقوة والشأن من لم يكن يدنو له الآخرون.
ولد النبي الأعظم (صلى الله عليه واله وسلم) في شعب بني هاشم (شعب ابي طالب) ولما ولد (صلى الله عليه واله وسلم) رجمت الشياطين وزلزل إيوان كسرى فسقطت منه ثلاثة عشر شرافة وخمدت نار فارس.
فهو ابن عبد الله الذي فداه ربه بمائئة من الإبل إنقاذاً له من القتل وفاءً لنذر أبيه، ويسرّ له الزواج السيدة آمنة بنت وهب وهي يومئذٍ من فضليات النساء نسباً وشرفاً، غير ان الأجل لم يمهل عبد الله كي يرى ولده البكر المؤمل، فتوفي وابنه حملٌ في بطن أمه.
وكان اول لبن شربه (صلى الله عليه واله وسلم) لبن أمه آمنة، ثم دفعه جده عبد المطلب إلى حليمة السعدية فأرضعته وبقي عندها أربع سنين ثم أعادته إلى جده وأمه.
(النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في كفالة جده عبد المطلب بعد وفاة أمه)
توفيت أمه آمنة بنت وهب وكان عمره الشريف ستة سنوات وثلاثة أشهر وعشرة أيام، فرّق عليه عبد المطلب رقة لم يرقها على ولده. فكان مع جده عبد المطلب (وكان يوضع لعبد المطلب فراش في ظل الكعبة، فكان بنوه يجلسون حول فراشه ذلك حتى يخرج إليه، لا يجلس عليه أحد من بنيه اجلالاً له، فكان رسول الله ((صلى الله عليه واله وسلم)). يأتي وهو غلام حتى يجلس عليه، فيأخذه أعمامه ليؤخروه عنه، فيقول عبد المطلب: دعوا ابني ، فوالله ان له لشأناً، ثم يجلسه ى الفراش ويمسح ظهره بيده). كان عبد المطلب بصيراً بما سيكون من النبي ((صلى الله عليه واله وسلم))في المستقبل لما عنده من العلم بخبره عن آبائه عنه إبراهيم (عليه السلام)، وما كان يرى من القرائن والعلامات في رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم)
وعندما أدركت عبد المطلب الوفاة، بعث إلى أبي طالب، فجاءه ومحمد (صلى الله عليه واله وسلم) على صدره وهو في غمرات الموت، فصار يبكي ويلتفت إلى أبي طالب، ويقول: يا أبا طالب انظر أن تكون حامياً لهذا الوحيد الذي لم يشم رائحة أبيه ولا ذاق شفقة أمه، يا ابا طالب ان أدركت أيامه. فاعلم اني كنت من أبصر الناس ومن أعلم الناس به، أنصره بلسانك ويدك ومالك، فأنه سيسود ويملك ما لم يملك أحد من آبائي، قال ابن اسحاق : ان عبد المطلب توفي ورسول الله ابن ثماني سنين.
النبي (صلى الله عليه واله وسلم) في كفالة عمه أبي طالب)
ضم ابو طالب النبي (صلى الله عليه واله وسلم) إليه بعد موت عبد المطلب وكان قد انتهت إليه زعامة قريش بعد أبيه، فكان يحبّه حباً شديداً ويؤثره بالنفقة والكسوة على نفسه وعلى جميع أهله وكان لا يفارقه ساعة في ليل أو نهار وكان لا ينام إلا إلى جنبه حتى بلغ ولا يأتمن عليه أحداً.
قال ابو طالب : لم أر منه كذبه لا رأيته يضحك في غير موضوع الضحك، ولا مع الصبيان في لغب.
وكانت فاطمة بنت اسد بن هاشم أمرأة ابي طالب وأم أولاده جميعاً تحنو عليه كأنها أمه.
ويروى عن رسول الله(صلى الله عليه واله وسلم) لما توفيت فاطمة بنت أسد وكانت مسلمة فاضلة : أنه قال : اليوم ماتت أمي، وكفنّها بقميصه، ونزل في قبرها واضطجع في لحدها، فقيل له يا رسول الله لقد اشتد جزعك على فاطمة! قال : إنها كانت أمي، إن كانت لتجيع صبيانها وتشبعني وتشعثهم وتدهنني
نشأته الشريفة
نشأ محمد (صلى الله عليه واله وسلم) نشأة فريدة بين حنان الجد وعواطف الأعمام وحبهم العميق ورعايتهم الفائقة، تنقل بين مكة والمدينة فتعايش مع خشونة الصحراء وجفافها وخبر صعابها وأهوالها، فأصبح بفضل ذلك قوي الشكيمة، شجاع القلب صلب العود، خرج وهو غلام في التاسعة من عمره أو في الثانية عشر مع عمه أبي طالب إلى بلاد الشام وكان عمه قد ذهب إليها تاجراً، فزاده ذلك معرفةً بشؤون الحياة.
ثم شهد مع أعماه وهو في العشرين أو أقل من ذلك أو أكثر على اختلاف الروايات بعض أيام حرب الفجار بين قريش وأحلافهم من كنانة وبين قيس عيلان، فأضاف بهذا الشهود إلى خبرته خبرة وحنكة، وإلى درايته واتقاناً.
كما حضر حلف الفضول مع آله وقبيلته ـ وهو ابن عشرين سنة ـ وكان قد دعا إليه عمه الزبير بن عبد المطلب، فتعاقدت فيه قريش وتعاهدت بالله على ان تكون مع المظلوم حتى يؤدى إليه حقه، فكان له (صلى الله عليه واله وسلم) في هذا الحضور المزيد من الصقل والتعلم والإطلاع.
تزوج بخديجة بنت خويلد (رض) في عامة الخامس والعشرين فحفظ الله تعالى ذريته ونسبه ببركة هذه المرأة الصالحة وما ولدت وأنجبت.
ولما كان رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) في عامه الخامس والثلاثين قامت قريش بهدم الكعبة لتحديد بنائها بعد ان هدّم السّيل الكعبة، فجمعت القبائل الحجارة وبدأوا العمل حتى إذا بلغ البنيان موضع الركن أختصموا فيه، كل قبيلة تريد أن ترفعه إلى موضعه دون الأخرى، ثم اشتد الخصام في ذلك إلى حد الإستعداد للقتال فيما بينهم، فمكثت قريش أربع ليالٍ أو خمس ليالٍ على ذلك، فأقترح عليهم أحد رجالهم ـ وكان أسنهم ـ ان يجعلوا بينهم حكماً أول من يدخل من باب المسجد، فرضوا بذلك، فكان أول من دخل عليهم رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم). فلما رأوه قالوا : هذا الأمين: قد رضينا به، هذا محمد، فلما انتهى إليهم وأخبروا الخبر قال : هلمّ إليّ ثوباً، فأتي به ، فأخذ الركن موضعه فيه بيده ثم قال : لتأخذ كل قبيلة بناحية من الثوب ثم أرفعوه جميعاً ففعلوا، حتى إذا بلغوا به موضعه وضعه بيده ثم بنى عليه.
وهكذا دلف محمد (صلى الله عليه واله وسلم) إلى عامه الأربعين وقد تكاملت فيه جميع صفات الرجولة الحقة نبلاً ومجداً وعراقة وشرفاً وذكاءً وفهماً، ومعرفة وعبقرية ثم ضم إليها كل ما منحته الحياة من خبرات واسعة وتجارب عظيمة الآثار، فقد رعى القطعان ومارس التجارة وشهد الحروب وحضر مجالس الأحلاف وجرّب الأسفار وعاش حياة الصحراء القاحلة الماحلة وكل ذلك مما يدعم تلألؤ الرجولة ولمعانها في الإنسان.
وربما يصح ان يضاف إلى قائمة ميزات هذا الرجل: أنه فقير لم تلامس قلبه قسوة الغني والترف ولم تطغه مشاعر الثراء واليسار، وأنه يتيم الأبوين لم تلن قناته التربية العاطفية السائبة ولم يقعد به التدليل المفسد، فكان ـ كما أريد له ومنه ـ قوي الإرادة حصيف الرأي متواضع الخلق عظيم الصبر، على الرغم مما كان يمنحه جده ثم عمه من بعده وسائر أهله من ألوان الود والدلال والحنان والتفضيل.
وبمجموع هذه الصفات الفضلى والخصال الرائعة كان محمداً مؤهلاً ـ بأعلى درجات التأهيل ـ لحمله الرسالة الكبرى والقيام بواجب الأمانة العظمى، وكانت جميع ملكاته وقابلياته وتصرفاته في مستوى ذلك المركز الكبير الخطير الذي أعده الله له، ولم يكن ينقصه إلا نزول الوحي والأمر بالتبليغ
ثم شهد مع أعماه وهو في العشرين أو أقل من ذلك أو أكثر على اختلاف الروايات بعض أيام حرب الفجار بين قريش وأحلافهم من كنانة وبين قيس عيلان، فأضاف بهذا الشهود إلى خبرته خبرة وحنكة، وإلى درايته واتقاناً.
كما حضر حلف الفضول مع آله وقبيلته ـ وهو ابن عشرين سنة ـ وكان قد دعا إليه عمه الزبير بن عبد المطلب، فتعاقدت فيه قريش وتعاهدت بالله على ان تكون مع المظلوم حتى يؤدى إليه حقه، فكان له (صلى الله عليه واله وسلم) في هذا الحضور المزيد من الصقل والتعلم والإطلاع.
تزوج بخديجة بنت خويلد (رض) في عامة الخامس والعشرين فحفظ الله تعالى ذريته ونسبه ببركة هذه المرأة الصالحة وما ولدت وأنجبت.
ولما كان رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) في عامه الخامس والثلاثين قامت قريش بهدم الكعبة لتحديد بنائها بعد ان هدّم السّيل الكعبة، فجمعت القبائل الحجارة وبدأوا العمل حتى إذا بلغ البنيان موضع الركن أختصموا فيه، كل قبيلة تريد أن ترفعه إلى موضعه دون الأخرى، ثم اشتد الخصام في ذلك إلى حد الإستعداد للقتال فيما بينهم، فمكثت قريش أربع ليالٍ أو خمس ليالٍ على ذلك، فأقترح عليهم أحد رجالهم ـ وكان أسنهم ـ ان يجعلوا بينهم حكماً أول من يدخل من باب المسجد، فرضوا بذلك، فكان أول من دخل عليهم رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم). فلما رأوه قالوا : هذا الأمين: قد رضينا به، هذا محمد، فلما انتهى إليهم وأخبروا الخبر قال : هلمّ إليّ ثوباً، فأتي به ، فأخذ الركن موضعه فيه بيده ثم قال : لتأخذ كل قبيلة بناحية من الثوب ثم أرفعوه جميعاً ففعلوا، حتى إذا بلغوا به موضعه وضعه بيده ثم بنى عليه.
وهكذا دلف محمد (صلى الله عليه واله وسلم) إلى عامه الأربعين وقد تكاملت فيه جميع صفات الرجولة الحقة نبلاً ومجداً وعراقة وشرفاً وذكاءً وفهماً، ومعرفة وعبقرية ثم ضم إليها كل ما منحته الحياة من خبرات واسعة وتجارب عظيمة الآثار، فقد رعى القطعان ومارس التجارة وشهد الحروب وحضر مجالس الأحلاف وجرّب الأسفار وعاش حياة الصحراء القاحلة الماحلة وكل ذلك مما يدعم تلألؤ الرجولة ولمعانها في الإنسان.
وربما يصح ان يضاف إلى قائمة ميزات هذا الرجل: أنه فقير لم تلامس قلبه قسوة الغني والترف ولم تطغه مشاعر الثراء واليسار، وأنه يتيم الأبوين لم تلن قناته التربية العاطفية السائبة ولم يقعد به التدليل المفسد، فكان ـ كما أريد له ومنه ـ قوي الإرادة حصيف الرأي متواضع الخلق عظيم الصبر، على الرغم مما كان يمنحه جده ثم عمه من بعده وسائر أهله من ألوان الود والدلال والحنان والتفضيل.
وبمجموع هذه الصفات الفضلى والخصال الرائعة كان محمداً مؤهلاً ـ بأعلى درجات التأهيل ـ لحمله الرسالة الكبرى والقيام بواجب الأمانة العظمى، وكانت جميع ملكاته وقابلياته وتصرفاته في مستوى ذلك المركز الكبير الخطير الذي أعده الله له، ولم يكن ينقصه إلا نزول الوحي والأمر بالتبليغ
يتبـــــــع
تعليق