من أنوار الزينبيات في الدعوة إلى التمهيد
في عصور الإسلام الفاضلة اشتهرت صحابيات وتابعيات ونساء فقيهات عالمات وأديبات وشاعرات حملن لواء الدعوة والأخلاق والعلم والمعرفة وانطلقن ينشرنََّ في أرجاء المعمورة آيات الحق وأهدافه وبيان مظلوميته فانتفع بعلمهن الكثير واقتدى بآثارهن القريب والبعيد ، فكنَّ ولا زلنَّ أقماراً وشموساً في سماء الإسلام الساطعة . واستكمالاً للمسيرة الفاطمية والراية الزينبية ودعما ًلإمامنا المهدي (عليه السلام) وانتصارا ًللقضية ، نقدم للأخت المسلمة الداعية لمحات يسيرة فيما يجب أن تكون عليه لتنجح دعوتها إلى الله ورسوله والمعصوم . وها نحن نسطر أدناه بعض النقاط المهمة التي تتكفل بضمان التمهيد الحقيقي والنصرة الحقيقية الصادقة التي يتأملها إمامنا مهدي الأمم (عليه السلام) ..
1- الممهدة الناجحة : تأتلف مع البعيدة وتربي القريبة وتداوي القلوب وتزيح أدرانها .
2- الممهدة الناجحة : تظن كل واحدة من أخواتها بأنها أحب أخت لديها عند لقائها بها ، قال تعالى : { وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِنِّي )
3- الممهدة الناجحة : عرفت الحق فعرفت أهله ، وإن لم تصورهم الأفلام ، أو تمدحهم الأقلام ، قال تعالى : { تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنْ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ }
4- الممهدة الناجحة : أذا قرعت فقيرةٌ بابها ذكرتها بفقرها إلى الله عز وجل ، فأحسنت إليها ، قال الله تعالى : { يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمْ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ }
5- الممهدة الناجحة : تعلم أنها بأخواتها ، فإن لم تكن بهن فلن تكون بغيرهن قال تعالى : { سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ وَنَجْعَلُ لَكُمَا سُلْطَانًا }
6- الممهدة الناجحة : لا تنتظر المدح في عملها من أحد ؛ إنما تنظر هل يصلح للآخرة أم لا يصلح ؟
7- الممهدة الناجحة : إذا رأت أختاً مفتونة لا تسخر منها ، فإن للقدر كرات قال تعالى : { وَلَوْلَا أَنْ ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلًا )، وليكن شعارك : ( يا مقلب القلوب ، ثبت قلبي على دينك )
8- الممهدة الناجحة : ترعى بنات الدعاة الكبار الذين أوقفوا وقتهم كله للدعوة، والجهاد في سبيل الله، بعيداً عن الأهل والبيت قال تعالى : { وَإِذْ غَدَوْتَ مِنْ أَهْلِكَ تُبَوِّئُ الْمُؤْمِنِينَ مَقَاعِدَ لِلْقِتَالِ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ } وفي الحديث : ( من خلف غازياً في أهله بخير فقد غزا ) .
9- الممهدة الناجحة : تجعل من بيتها مشغلاً صغيراً تنفع به الدعوة ، والمحتاجين ، كأم المساكين ( زينب ) رضي الله عنها .
10- الممهدة الناجحة : تعطي حق زوجها ، كما لا تنسى حق دعوتها حتى تكون من صويحبات مولاتنا خديجة الكبرى (عليها السلام) ، قال عنها النبي الأعظم والرسول الأكرم محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) : ( صدقتني إذ كذبني الناس ، وآوتني إذ طردني الناس ، وواستني بنفسها ومالها ، ورزقني الله منها الولد ، ولم يبدلني الله خيرا منها ) .
11- الممهدة الناجحة : مصباح خير وهدى في دروب التائهين .. تحرق نفسها في سبيل الله ... ( لأن يهدي الله بك رجلاً خير لك من حمر النعم )
12- الممهدة الناجحة : تعلم أن مناهجها على ورق إن لم تحييها بروحها وحسها وضميرها وصدقها وسلوكها وجهدها المتواصل .
13- الممهدة الناجحة : لا تهدأ من التفكير في مشاريع الخير التي تنفع المسلمين في الداخل والخارج .. أعمالها تظل إخوانها في كل مكان { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ }
14- الممهدة الناجحة : تنقل الأخوات من الكون إلى مكونه ، فلا تكون كبندول الساعة ، المكان الذي انطلق منه عاد إليه .. بل تشعر دائماً أنها وأخواتها في تقدم إلى الله . { لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَتَقَدَّمَ أَوْ يَتَأَخَّرَ }
15- الممهدة الناجحة : تشارك بقلمها في الجرائد والمجلات الإسلامية والمنتديات ، تشترك فيها وتقوم على إهدائها للأخوات وإرشادهن إلى أهم الموضوعات . والمقال القصير المقروء خير من الطويل الذي لا يقرأ (( أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قلَّ ))
16- الممهدة الناجحة : تحقق العلم على أرض الواقع ، كان خلق الرسول الكريم القرآن ، فهي تعلم أن العلم بلا عمل كالشجر بلا ثمر .
17- الممهدة الناجحة : تبحث عن الوسائل الجديدة والمشوقة في تبليغ دعوتها ، ولكن في حدود الشرع وسيأتي الزمن الذي تسود فيه التقنية والمرئيات على الكتب والمؤلفات في اكتساب المعلومات { وَيَخْلُقُ مَا لَا تَعْلَمُونَ }
18- الممهدة الناجحة : لها مفكرة تدون فيها ما يعرض لها من فوائد في كل زمان ومكان (( كل علم ليس في قرطاس ضاع ))
19- الممهدة الناجحة : تعرف في أخواتها النشاط وأوقات الفترة فتعطي كل وقت حقه ، فللنشاط إقبال تستغل ، وللفترة إدبار تترفق بهن (( لكل عمل شره ولكل شره فترة))
يتبع
تعليق