تويت
أمير المؤمنين ولي المسلمين ....... بقلمي
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلي على محمد وآل محمد وعجل فرجهم يا كريم
إنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ (سورة المائدة آية رقم 55)
كلام رب الأرباب على لسان نبينا الكريم المصطفى عليه وآله أفضل الصلاة وأتم التسليم ، نص صريح من الله في الكتاب الذي تعهد الباري سبحانه بحفظه إلى يوم يبعثون يصرح فيه تنصيب ولي على الأمة الإسلامية كافة وهو ذاك الذي يقيم الصلاة ويؤتي الزكاة وهو راكع ولكن السؤال يأتي هنا !!! من هو صاحب هذه المهمة العظيمة في تحمل مسؤولية الأمة من بعد النبي صلى الله عليه وآله وسلم ؟؟ حيث ذكر بالآية أولا أن الله عز وجل ولي المسلمين وبعده الرسول الذي بعثه وأختاره واصطفاه على الخلائق أجمعين عليه وآله أفضل الصلاة وأكثر التسليم وبعده هذا الوالي عليهم من بعد الله ونبيه الكريم .
لنقوم بطرح هذا السؤال على بعض المذاهب الإسلامية
بالنسبة للمذهب الجعفري :
فالمفسرون والمحدثون وحتى المؤرخون في هذا المذهب يذكرون بأن هذه الآية الكريمة نزلت في حق أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام ويجتمعون على مثل هذا التفسير مثل تفسير نور الثقلين للعلامة الشيخ عبد علي بن جمعة العروسي الحويزي و والميزان في تفسير القرآن للعلامة محمد حسين الطباطبائي وغيرها فلا يمكن بعد أن أجمعوا جميعهم على هذا التفسير من أن يكون هناك شك أو ريب بأن هذه الآية المباركة كانت في حق مولى الموحدين علي عليه السلام .
وذكرت أحاديث كثيرة مروية عن أهل البيت سلام الله عليهم يذكرون ويؤكدون فيها أن آية الولاية نزلت في علي بن أبي طالب سلام الله عليه تنصيبا له وليا وخليفة على المسلمين ونكتفي برواية واحدة مروية عن الإمام محمد بن علي الباقر عليه السلام : أن قوما من اليهود منهم عبدالله بن سلام وأسد وثعلبة وابن صوريا اسلموا فجاؤا إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وقالوا : يا نبي الله ... إن موسى أوصى إلى يوشع بن نون ، فمن وصيك ؟؟ ومن ولينا من بعدك؟؟ فنزلت هذه الآية : (إنَّمَا وَلِيُّكُمُ.....) فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قوموا ... فقاموا وأتوا المسجد فإذا سائل يخرج من المسجد
فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم : يا سائل ما أعطاك أحد شيئا .
فقال السائل : بلى ... هذا الخاتم .
فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم : من أعطاكه ؟
قال السائل : أعطانيه ذاك الذي يصلي في المسجد ...وأشار إلى علي عليه السلام .
فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم : على أي حال أعطاك ؟
فقال السائل : كان راكعا !!!
فقال النبي : الله أكبر ..... وكبر أهل المسجد .
فلتفت النبي صلى الله عليه وآله وسلم إليهم وقال : علي بن أبي طالب وليكم بعدي .................إلخ
فكانت هذه الآية آية الولاية تنصيبا لعلي عليه السلام بتفسير جمع من علماء مدرسة أهل البيت عليهم السلام وليست فقط تنصيب لعلي عليه السلام بل تكريما له وللنبي صلى الله عليه وآله وسلم حيث ذكر سبحانه في بداية الآية (إنما ...) يحصر فيها نفسه ومن ثم ذكر الرسول والذين أمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون وبهذا أعطى نبيه ووليه على خلقه ما لنفسه المقدسة من الولاية المطلقة على الخلق هذا من القرآن الكريم وعلاوة على ذالك أحاديث النبي صلى الله عليه وآله وسلم التي لا حصر لها في سنته الكريمة التي تركها لأمته من بعد رحيله ونذكر منها واحد فقط في واقعة الغدير في خطبته العظيمة الطويلة نقتبس منها قوله صلى الله عليه وآله الذي يذكر فيها آية الولاية : ........أن علي بن أبي طالب أخي ووصيي وخليفتي والإمام من بعدي والذي محله مني محل هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي وهو وليكم بعد الله ورسوله وقد أنزل الله تبارك وتعالى على ذلك آية من كتابه إنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ
وعلي بن أبي طالب أقام الصلاة وأتى الزكاة وهو راكع يريد الله عز وجل في كل حال ..........إلخ (بحار الأنوار :ج37 ص206 )
وهذي شهادة واعتراف وبيان وتصريح واضح وتأكيد من خير البشر النبي المصطفى محمد صلى الله عليه وآله وسلم مستند بآية الولاية وهو صلى الله عليه وآله وسلم الذي لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى من الجبار القهار العزيز العليم وهذا هو الدين الصحيح المستند والممتثل على كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وآله وسلم وأهل البيت عليهم السلام فهل بعد هذا القول ريب وشك ؟؟؟؟!!!
أما بالنسبة للمذهب المخالف للمذهب الجعفري :
هناك من يقول من المذاهب المخالفة بأن هذه الآية نزلت في علي بن أبي طالب عليه السلام والبعض الآخر يقول بأنها نزلت في عبادة بن الصامت لتبرئه من يهود بني قينقاع ولكن هناك مصادر من مصادرهم تثبت صحة التفسير الذي يؤكد بأن سورة الولاية المباركة نزلة في أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام ومن أمثلتها تفسير الفخر الرازي ج3 وتفسير الكاشف للزمخشري الحنفي ج1 وأحكام القرآن للحافظ الجصاص ج2 وتفسير الدر المنثور للسيوطي الشافعي وتفسير الطبري حيث يقول الطبري بأن المقصود بالمؤمنين جميع المؤمنين أما الذي أختص بتأدية زكاته بالخاتم راكعا هو الإمام علي سلام الله عليه .
فبعد ذلك لا أعتقد بأن هناك أدنى شك في ولاية أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام على المسلمين من بعد النبي صلى الله عليه وآله وسلم حيث أتفق في ذلك كل المراجع التابعة للمذهب الجعفري وبعض علماء العامة مما يؤكد أصحيتها . وهذا كله في مايخص القرآن الكريم للذي يقول حسبنا كتاب الله أما بالنسبة للسنة النبوية عند علماء العامة فيذكرون أحاديث كثيرة وكتبهم ممتلئة بها عن تنصيب الأمير عليه السلام واليا على الأمة ومن الأحاديث جعل النبي مرتبة علي منه كمرتبة هارون من موسى وكلنا يعرف بأن مرتبة هارون من موسى كانت الخلافة والنبوة فالنبي أتمم حديثه بنفي وجود نبي بعده بقوله إلا أنه لا نبي بعدي ومثل هذا الحديث يذكروه علماء العامة في عدة مصادر من أصح كتبهم مثل صحيح البخاري و في كتب مسلم وكتب بن حنبل وفي كتب الترمذي وكتب النسائي وفي كتب الشافعي و...و....إلخ فلو كان مراد النبي صلى الله عليه وآله وسلم بمنزلة هارون من موسى أي الحب والقرابة فهذا حتما كلام خاطئ لأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أتمم حديثة بنفي النبوة لغيره فكيف تكون بقصد القرابة والمحبة ؟؟؟ ولا ننسى أنه صلى الله عليه وآله وسلم لا ينطق عن الهوى وغير هذا الحديث أحاديث كثيرة لا نستطيع حصرها في مقاله أو حتى بكتاب .فلا قول بعد قول الباري عز وجل وقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم
وهذا والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والرسل محمد صلى الله عليه وآله وسلم وعلى وصيه وخليفته وابن عمه ووارثه علي بن أبي طالب وعلى أهل بيت النبوة الأطهار الأبرار المنتجبين عليهم أفضل الصلاة وأتم التسليم .
تحياتي : عاشقة عبدالله الرضيع
تعليق