بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد المصطفى وعلى أهل بيته الطيبين الطاهرين.
رسول لله (ص) وأهل بيته المعصومون لا يتحددون في أطر محدودة ، فهم أوسع رقعة من كل الحدود والأطر ، إنهم لا يتحجمون بحجم المدن أو البلاد التي تضم أضرحتهم ، ولا يتحددون زمنيا بأزمنتهم التي عاشوا فيها ولا بالأزمنة الطويلة التي جاءت بعدهم ، فهم أكبر من حدود الأمصار والأزمان بل وحتى الأمم ، فإن الكثير من الروآيات ونصوص الروايات المروية عن المعصومين تؤكد على أن ولاية أهل البيت كانت مفروضة على جميع الأنبياء والرسل منذ أن خلق الله الخلق ، فهم ورثة الأنبياء فلا تحدهم حتى الإنتماءات الدينية ، إذ هم أئمة كل البشر وليش الشيعة أو المسلمين فقط.
من هذا المنطلق فإن على كل العاملين في المجالات المرتبطة بأهل البيت ، سواء في روضاتهم وعتباتهم أو في مؤسسات ترتبط بأسمائهم ، أن يتعالوا على حواجز الزمان والمكان.
فمن الظلم – مثلا – أن نعتبر الإمام الحسين عليه السلام حكرة على العتبة الحسينية أو على أهالي كربلاء أو شعب العراق ، أو الشيعة فقط بل ولا المسلمين ، بل الحسين هو لكل العالم ، ولكل المظلومين والمحرومين والمؤمنين. وكذلك الأمر للإمام الرضا عليه السلام فهو ليس إمام الخراسانيين أو الإيرانيين فقط ، ولا إمام الشيعة فقط ، بل هو إمام البشرية كلها.
ولذلك علينا أن نسمو إلى الدرجات العالية من سعة الصدر والإنفتاح والعطاء بما يليق ومكانة أهل البيت عليهم السلام. علينا أن نستثمر كل الإمكانات المتاحة اليوم لإيصال صوت ونور أهل البيت إلى كل بيت في العالم. علينا أن نشجع الفضائيات المختلفة على نشر علوم ومعارف أهل البيت وكل ما يتعلق بهم في كل مكان.
فليس من المقبول أن نحتكر الإمكانات المتاحة لأنفسنا ونمنع العالم من هذه الينابيع الصافية الرقراقة. علينا أن نكون أكثر إنفتاحا على جميع المجالات الإعلامية المتاحة في عالم اليوم.
فماذا يضيرنا لو فسحنا المجال لبث مباشر وعلى طول الأيام والشهور والسنين من الحرم الرضوي والحرم العلوي والروضة الحسينية والعباسية والكاظمية وغيرها لكل العالم وبكل اللغات؟
لماذا حصر هذه الإمكانية بأيدي الفئات العاملة في هذه الروضات والعتبات وحرمان الآخرين منها؟.
ماذا يضير لو فسحنا المجال أمام عدسات الفضائيات المختلفة من كل أنحاء العالم وبكل اللغات ومن مختلف الإنتماءات لكي تنقل شعائر ومراسم الزيارات والصلوات والمراسم والشعائر لكل بيت ينبض بالإيمان وبحب أهل البيت في كل أرجاء العالم؟.
إن هذه رسالتنا ، وعلينا أن نبتعد كل الإبتعاد عن الذاتيات الضيقة التي لا تنسجم ولا تتلاءم مع جلال وسمو أهل البيت وسعة الآفاق التي تخضع لمعنوياتهم وروحهم عبر الزمان والمكان.
فلكي نكون في خدمة أهل البيت حقا ، علينا أن نسمو على كل الحواجز ، وندع جانبا كل الفوارق ، ونتعامل مع كل من ينتمي لأهل البيت ومنهجهم بروح أهل البيت المتسامحة ، وبغير هذا المنهج نكون ممن يظلمون أهل البيت ويؤطرونهم في حدود ضيقة.