الى المتكبرين مع التحية
كنت دائماً ازعج أمي وشقيقتي في كل مرة أجد فيها ملابسي مغسولة ولم تكن مكويه ولكن رزقني الله سبحانه وتعالى عقوبة والحمد لله علمتني كيف يتواضع الانسان ولا يتكبر على نعمه من نعم الله سبحانه وتعالى وها أنا أقص لكم قصة عن أفضل الملابس
كان هارون الرشيد يبث عيونه وجواسيسه في المجتمع ليأتوه بأخبار مخالفيه وليكون على علم من عقائدهم ومذاهبهم. وذات يوم وشي ببهلول إليه بأنه من اتباع ومحبي الامام موسى الكاظم (عليه السلام). وحيث أن هارون الرشيد كان على حذر شديد من الامام الكاظم (عليه أفضل الصلاة والسلام) وأنه كان يسعى دائما لمعرفة شيعته ومحبيه للقضاء عليهم ، ولما جاءه خبر بأن بهلولاً من شيعة الامام قرر إحضارهُ وإنزال العقوبة به ليكون عبرة للآخرين. ولما أحضر بهلول إلى القصر وقف أمام هارون - الذي كان الغضب مستوليًا عليه - فقال له هارون : (( سمعت بأنك من شيعة ومحبي موسى بن جعفر وأنك تسعى في خلافي )) ؟.
سكت بهلول ولم يتكلم بشيء ، وكان هذا السكوت مؤذيًا لهارون الرشيد ومثيراً لغضبه أكثر قال هارون :- (( تظاهرت بالجنون لتفر عن عقوبتنا لكني لست بتاركك ))
قال بهلول : (( ما كنت تفعل إن كنت صادقًا فيما تقول ؟ ))
كان هارون الرشيد يتوقع من بهلول أنه بعد التهديد يقول شيئا يظهر به برائته من الامام الكاظم (عليه السلام) ، لكنه فوجئ بما سمعه من بهلول ، وصمم هذه المرة أنزال العقوبة ببهلول ، ولكن أي نوع من العقوبة يمكنها إنزالها ببهلول الذي كان من أرحام الخليفة هارون من جهة وأنه قد أشتهر بين الناس أن بهلولاً مجنون من جهة آخرى ، فلا يمكن إنزال أشد العقوبة به ، لأنه بعقوبته سيقول الناس بأن هارون الرشيد لم يقدر إلا على المجانين . فأخذ هارون يفكر في طريقة لعقوبة بهلول ، وأخيرا أمر بخلع ملابس بهلول وألبسه ما يسرج به الفرس ثم أمر بوضع لجام على فمه وأخذوا يدورون به في المدينة ،؟ ولما عادوا ببهلول إلى القصر وأجري في حقه أمر الخليفة كان وزير هارون في القصر، وحيث ان الوزير لم يكن يعلم خبر بهلول وانه لماذا يفعلون به هكذا قال : (( ماذا فعل بهلول ؟ ))
لم يجبه أحد بشيء، قام هارون من كرسيه ونفض رداءه بغرور ثم وقف أمام بهلول وقال : (( ألم تسمع ما قال وزيرنا ؟، أجبه إذن ))
التفت بهلول إلى الوزير بكل وقار وسكينة ولم يبدو على وجهه آثار الانزجار من الخليفة ، ثم قال (( دعاني أمير المؤمنين وسأل مني شيئا فأجبته جواب الحق ، فخلع أمير المؤمنين لأجل ذلك ملابسه الغاليه وأهداها إلي ))
حينما قال بهلولاً ذلك تغير وضع مجلس الخليفة بسماع هذا الكلام فلم يتمالك الجميع انفسهم من شدة الضحك بما فيهم هارون فإنه ضحك ضحكًا كثيرًا . وبعد لحظات هدأ المجلس ثم أمر هارون بخلع ماعلى بهلول من السرج
واللجام ، وأمر بإحضار خياطه الخاص ، وقال له : (( إهد اليه افضل ماخطته بي من الملابس))
لكن وقبل أن يأتمر الخياط بأمر الخليفة قال بهلول : (( لا حاجة لي بملابس الخليفة )) ثم لبس ملابسه البالية وخرج من القصر
وفي ختام القصة أحبائي هناك قول أود أن أذكره لكم بأن الانسان لايمكن أن تغيره ملابسه أو منصبه أو نسبه ويبقى هو الانسان ذاته كما قال أمير المؤمنين (عليه السلام):-
(كن أبن من شئت فأنتَ من ترُاب)
قال بهلول : (( ما كنت تفعل إن كنت صادقًا فيما تقول ؟ ))
كان هارون الرشيد يتوقع من بهلول أنه بعد التهديد يقول شيئا يظهر به برائته من الامام الكاظم (عليه السلام) ، لكنه فوجئ بما سمعه من بهلول ، وصمم هذه المرة أنزال العقوبة ببهلول ، ولكن أي نوع من العقوبة يمكنها إنزالها ببهلول الذي كان من أرحام الخليفة هارون من جهة وأنه قد أشتهر بين الناس أن بهلولاً مجنون من جهة آخرى ، فلا يمكن إنزال أشد العقوبة به ، لأنه بعقوبته سيقول الناس بأن هارون الرشيد لم يقدر إلا على المجانين . فأخذ هارون يفكر في طريقة لعقوبة بهلول ، وأخيرا أمر بخلع ملابس بهلول وألبسه ما يسرج به الفرس ثم أمر بوضع لجام على فمه وأخذوا يدورون به في المدينة ،؟ ولما عادوا ببهلول إلى القصر وأجري في حقه أمر الخليفة كان وزير هارون في القصر، وحيث ان الوزير لم يكن يعلم خبر بهلول وانه لماذا يفعلون به هكذا قال : (( ماذا فعل بهلول ؟ ))
لم يجبه أحد بشيء، قام هارون من كرسيه ونفض رداءه بغرور ثم وقف أمام بهلول وقال : (( ألم تسمع ما قال وزيرنا ؟، أجبه إذن ))
التفت بهلول إلى الوزير بكل وقار وسكينة ولم يبدو على وجهه آثار الانزجار من الخليفة ، ثم قال (( دعاني أمير المؤمنين وسأل مني شيئا فأجبته جواب الحق ، فخلع أمير المؤمنين لأجل ذلك ملابسه الغاليه وأهداها إلي ))
حينما قال بهلولاً ذلك تغير وضع مجلس الخليفة بسماع هذا الكلام فلم يتمالك الجميع انفسهم من شدة الضحك بما فيهم هارون فإنه ضحك ضحكًا كثيرًا . وبعد لحظات هدأ المجلس ثم أمر هارون بخلع ماعلى بهلول من السرج
واللجام ، وأمر بإحضار خياطه الخاص ، وقال له : (( إهد اليه افضل ماخطته بي من الملابس))
لكن وقبل أن يأتمر الخياط بأمر الخليفة قال بهلول : (( لا حاجة لي بملابس الخليفة )) ثم لبس ملابسه البالية وخرج من القصر
وفي ختام القصة أحبائي هناك قول أود أن أذكره لكم بأن الانسان لايمكن أن تغيره ملابسه أو منصبه أو نسبه ويبقى هو الانسان ذاته كما قال أمير المؤمنين (عليه السلام):-
(كن أبن من شئت فأنتَ من ترُاب)
أخوكم العرداوي
تعليق