تويت
التعاون من الأمور المهمة في حياة الأفراد وله أوجه كثيرة مختلفة ومتفرعة ممكن يكون بين فردين أواكثر أو بين جماعتين أو جماعات كثيرة ولايستغنى عن هذا الطريق الإجتماعي من خلال العلاقة القائمة المتواصلة وفق الطرق السليمة المؤدية إلى نتائج ايجابية وبالتالي نفعها يعم كما يعم الخير كالعادة 00
ممكن ادراج مسألة المشورة والتشاور ضمن بند التعاون المطلوب والمؤكد لأننا نحتاج للمشورة في بعض تحركاتنا لأنها مكملة لرأينا ومسددة له فربما نغفل عن نقطة جديرة بالإهتمام ونجد لها عند الآخرين مغزى ومكانا لايترك وقد روي عن الإمام علي عليه السلام قوله:
(الإستشارة عين الهداية , وقد خاطر من استغنى برأيه )
ونقرأفي حديث آخر روي عن الإمام مام علي (عليه السلام ) أيضا أنه قال :.
(لا يستغني العاقل عن المشاورة ) والسبب في ذلك واضح ايضا, وجاء ذلك في تعبير جميل ورد في بعض الروايات عن الإمام علي (عليه السلام ) في هذا المجال اذ قال :.
(حق على العاقل أن يضيف إلى رأيه رأي العقلاء ويضم إلى علمه علوم الحكماء) وجـاء فـي حـديـث آخـر أيـضـا عن الإمام علي (عليه السلام ) أنه قال : (من شاور ذوي العقول استضاء بأنوار العقول )
وبـنـاء عـلـى ذلـك فالمشاورة هي السبب في إضافة عقل الآخرين وعلمهم وتجربتهم إلى عقل المرء وعـلـمـه وتـجـربته , إذ أن الإنسان في هذه الحالة قليلا ما يقع في الخطأ والإنحراف
ومن نعم الله سبحانه وتعالى أن أنعم على عباده بمزايا طيبة تجلت في عباده وهم بدورهم تمكنوا من بذل مافي جهدهم لتحقيق بعض الخدمات لأقرانهم لحفظ خطواتهم نحو الكمال المنشود بشكل آمن من الزلل وقد روي عن الإمام علي عليه السلام قوله (شاور ذوي العقول تأمن من الزلل والندم )
وعن المعلى بن خنيس قال: قال أبو عبدالله (عليه السلام): (ما يمنع أحدكم إذا ورد عليه ما لا قبل له به أن يستشير رجلاً عاقلاً له دين وورع)، ثم قال أبو عبدالله (عليه السلام): (أما أنه إذا فعل ذلك لم يخذله الله بل يرفعه الله ورماه بخير الأمور وأقربها إلى الله)
وهناك حدود للمشورة والسيرفي طريق ناجح هادف يكفل نتائج طيبة قدر الإمكان كما روي عن الإمام الصادق عليه السلام:
(إن الـمـشورة لا تكون إلا بحدودها الأربعة فأولها أن يكون الذي تشاوره عاقلا,والثاني أن يكون حـرا مـتـديـنـا, والـثـالـث أن يـكون صديقا مؤاخيا, والرابع أن تطلعه على سرك فيكون علمه به كعلمك )
وأصحاب الخبرة والعلم والفهم والإدراك والتجارب فيهم البركة والخير في تحقيق مشورة جيدة ملموسة كما روي عن الإمام علي عليه السلام
(خير ما شاورت ذووا النهى والعلم وأولوا التجارب والحزم )
ومن كتاب تفسير من هدي القرآن روي معمر بن خلاد عن الإمام الرضا (عليه السلام) قال :
" هلك مولى لأبي الحسن الرضا يقال له سعد فقال : أشر علي برجل له فضل و أمانة ، فقلت : أنا أشير عليك ؟ فقال شبه المغضب : إن رسول الله كان يستشير أصحابه ثم يعزم على ما يريد الله "
إن الرأي الأخير يكون للقائد المنتخب الذي يجتهد في سبيل استنباطه من قيم الدين ولكن لا يتعجله بل:يسعى إليه عبر مشورة الرجال
وقد حددت النصوص معالم الشورى في الحياة الإجتماعية ، فقد روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) :
" استرشدوا العاقل ولا تعصوه فتندموا " و روي عن الإمام الصادق (عليه السلام) l استشر في أمرك الذين يخشون ربهم) الخ 000انتهى
في المقابل هناك محذور من مشورة بعض الأفراد الذين لهم تأثير سلبي ونتائج غير مضمونة وربما تكون عكسية
وقد روي عن رسول الله صلى الله عليه وآله قوله للإمام علي عليه السلام:
(يا علي لا تشاور جبانا فإنه يضيق عليك المخرج , ولا تشاور البخيل فانه يقصر بك عن غايتك , ولا تشاور حريصا فإنه يزين لكو اعلم يا علي أن الجبن و البخل و الحرص غريزة واحدة يجمعها سوء الظن)
المحصلة أن يكون المستشارين ـ وخاصة في الأمور المهمة ـ يجب أن يكونوامن الأذكيا, والعقلاء, والـمـحسنين , وذوي التجربة , والصادقين , والأمناء, والشجعان والأسخياء, وأن فقدان أو زوال كل واحدة من هذه الصفات يوجب وهن وتخلخل أركان وأسس المشاورة .
وهـنـاك مـلاحـظـة أخـرى جـديرة, اذ ليس من الضروري أن يكون مستوى الذين نـشاورهم أرفع درجة من المشاورين أنفسهم , ولربما نجد أفرادا بسطاء يمتلكون من العقل والفطنة الـفطرية ما يجعل مشاورتهم تحل الكثير من المعضلات فربما فتح الله على لسانهم 00
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر
نفحات القرآن
تفسير من هدي القرآن
تعليق