فشاعرنا الميساني شاعر شعبي بدأ الكتابة في سن مبكرة لكن خطواته التوثيقية الاولى دونت في عام 1986م تأثر بمدينته الشاعرة ليحمل في نبراس محبته اربع مجاميع شعرية وهوية اتحاد الادباء الشعبين ورئيس رابطة الشعراء الشباب ميسان وعضو فاعل في المسرح العماراتي..
س: كيف نضمن هوية الشاعر الشعبي؟
الشاعر حيدر البهادلي: هوية الشاعر الحقيقية قصيدته والجمهور هو المخول الوحيد بالتوقيع عليها.. ولذلك لابد من امكانية ابداعية ترسم لنا معالم الصورة الواقعية بصور شعرية مع مزج خيال دافق وروحية شاعرة تستنطق وحدة الموضوع وسهولة التوصيل بعيدا عن منزلقات التغريبية اللعينة التي هومت لنا الشعر وابعدت عن التواصل روحية التلقي الشفاف والروح لاتتقبل بطبيعة الحال مالا يفهمه العقل ولا يستسيغه القلب فاذا اردنا ان نضمن هويتنا الابداعيةعلينا ان نعتمد على شمولية التلقي- وملاحظة روافد التلقي المتنوعة وامكانياتها التي لابد ان نحتكم عندها على ذائقة عالية توازن بين النخبوية والشمول العام فالشاعر يستطيع بابداعه ان يحتوي الجميع في آن واحد ويبقى امامنا الموضوع وتشعباته المتأثرة بواقع تاريخي او معاش يحمل شعاع وجداني يحقق مثل هذه التأثيرية.. لأن الكثير من المقومات تدخل في روحية الشاعر اولها التثقيف التاريخي ووعي الحاضر ومعرفة علم النفس فمن المؤكد سيتعلم كيفية الاسترخاء الجاذب داخل المكونات الشعرية وهذا يساعد على استمرار قنوات التوصيل المتفرعة من الشعورية ومرتكزة على معرفة تاريخية وفلسفية أي امتلاك جميع المعالم لتحرك مقومات التلقي.
س: والبيئة؟ وتأثرات البيئة؟ اين ستكون من هذا الكم الواعي؟
الشاعر حيدر البهادلي: من الطبيعي ان تحمل الصورة الشعرية سمات البيئةـ فتخلق منها شعرية الصورة أي ان ابناء الهور سيحملون في صورهم هذا الهور وستأثرون به وهذه بديهية لكن هل سيجعلون القوة التأثيرية لهذا الهور تنطلق الى عوالم باقي المحافظات هنا ستظهر جدية التأثر البيئي ومنها ولدت في قصائدنا (الحسجة) ولفظة (الجا)والآن لو ترى اهل بغداد يعشقون هذه المفردة في قصائدنا لحيويتها لكن رغم هذا ارى من الحنكة ان نبدع لغة ثالثة تحتوي جميع اللهجاتلاهية بالعامية الغارقة بعاميتها ولا هي بالفصحى المعقدة.
(الوكت صح رادني اخسر واغرك وي الروج
وما يدري حليبي ر اضعه من الهور)
فالصورة الشعرية ولادة بيئةوالخطر اصبح جليا عند من لايملك القابلية في حمل دقائق بيئته سيلجأ حينها الى التكليف الى قسر الصورة لتحمل سمات بيئة غير متأصلة في الذات وهذه الصورة من الطبيعي ان تكون ممجوجة وهذا يعني ان الصورة الشعرية السلسة لاتأتي من خلال عبث او عجز او قصور فكري بل تأتي مشحونة لدلائل الاستغال الفني متعوب عليها كي تكون سهلة بما تسمى نقديا بالسهل الممتنع وهذه الحالة تحتاج الى ثقافة عالية الى مراجع تاملية كبيرة اما ان تكون من مكونات شارع معاش او انتقائية واعية من مدون تاريخي او حالة من حالات الصراع الاجتماعي السياسي الموجود في الشارع العراقي اليوم فلكل صورة مقومات جمالية لتخرج الى الناس بما يليق بها واحيانا تولد القصيدة من صورة واحدة فقط بينما نجد الكثير من القصائد التي تعتمد على ومضات شعرية مستعرة هنا وهناك في جسد القصيدة.
س: وملامح البيئة وهويتها كيف ستدخل في مضمون الانشاء الشعري وهل ستبتعد عن الاطر التخيلية ام هناك ترابطات مويقة بين هذه المقومات؟
الشاعر حيدر البهادلي: الشاعر يرسم صورته من ربى بيئته كما قلنا لانها تمثل الهوية لكون البيئة تمثل الهوية فالقصيدة الشعبية هي عروس عراقية لان عروس عمارة عراقية وعروس كربلاء عراقية ولو تأملنا سنجد ان عروس الجنوب سمراء وعروس بغداد بيضاء وهذا الجمع المتباين يمثل هوية امة اما مسألة الخيال والتخييل فهذه تتبع الوعي التكويني للشاعر وعند انفتاحي على عوالم المسرح اصبحت لي امكانية تجسيد الحركة, الايماءة داخل الواقعي والمتخيل.
(وانتظرك علجرف رمله شواطي وانت لاروج وتجي ولاريح جابك)
فليعمل الشاعر اذا في أي خيال يراه لكن عليه ان يضع امام عينيه مفرداته الشمولية. فالعصافير ليست ملك نخبة ولاجعل من قصائدي عصافيرا تغرد للجميع.. يغرد للجميع. فمصطلح النخبة يتلائم مع فالخيال الذي يمتلك اشتغالات مبدعة يستطيع ان يحتوي الجميع لأن الابدع شمولي وليس نخبوي ومهما كانت صعوبة الصورة من الممكن أن تبسط وأن نتزل من عرشها اللغوي إلى الناس
النهــــــــر:عمره النهر ما يزعل على الكاع نايم ما وقف مرة ورفع نفسه
فهناك متلقي نخبوي ومتلقي مسرحي يبحث عن الصورة المسحرحية ومتلقي أديب يبحث عن المفردة ومتلقي راوي ينظر إلى يحبكة القصيدة ومتلقي بسيط فهل سنحرمه بل علينا أن نبحث عن الواقع اذا ابتعندنا لنبحث عن معناه تصبح القصيدة كذبة.
شاعر يكتب عن استتباب الأمن ومذيع يعلن عن عدة تفجيرات فمن الذي سيصدق والمطلوب من الشاعر إذاً أن يكتب عن الواقع عن مأساة الشعب إلى جراحه انظر إلى الأيتام الى أطفال تنام بلا أشلاء إلى بنات يفترشن قوارع الطريق بلا ظفائر فلنترك معنى الواقع إلى ما بعد استقراربه لأنه يحتاج إلى فسحة كبيرة من التأمل لكن الواقع دون معناه سيترك محور الشعر وحده في الساحة لأن محور المعنى ليس من مهمة الشاعر على الأقل وعلينا أيضاً أن ليس كل مباشر واضح فلذلك أجد الاقتران في الصورة الواقعية بشيء من الخيال الجاد الذي يمثل أشياء واقعية مثلاً عندي شكوى لأمير المؤمنين
(وصور ماكو صور وندكه عالحيطان هلنه عالحيطان هلنة أطفال دكنة)
وهذه تدخل ضمن ثلاث محاور الواقع وومعنى الواقع والواقعية.
س: يتراوح في النص الشعري نصوص قصصية وروائية وموروث شعبي وأنت تهيئ لنا لغة ثالثة فما خصوصية هذه اللغة وما جدواها؟
الشاعر حيدر البهادلي: يكتب الشاعر ضمن مؤطرات الوحدة الموضوعية وغالبا ما يأخذ الشكل القصي أستهلال ثم متن ثم خاتمة لتمكنحنا قصة شعرية وانا كشاعر ومسرحي وجدت فعلا أن مسرحنا أحتوا بعض القصائد ومسرحها بشكل جميل وللننظر من زاوية اخرى لدنيا شعراء شعبين اصبحوا روائيين معروفين في العراق ومن ناحية أخرى لي أصدقاء مثل عادل الدراجي يكتب قصيدة القصية اوالقصيدة المسرحية كونها تتميز بخيال عالي وثقافة مسؤولة واما التغيير الذي حصل في هذا الزمن وأبتعاد الشباب عن الحسكة وعن الصورة الشعرية فلذلك فقدت القصيدة الكثير من جماليتها والمشكلة ان الحسكة لاتقبل التزييف فكيف لشاعر ان يكتب عن الناعور وهو لم يرى ناعورا في حياته والبعض من الشباب عبأ قصيدته بغرائب أمور الحسكة التي لم نفهم منها مايقال واليوم نحن نعيش عوالم التطور والثقافة وإعلام الفضائيات ولم تبقى من عوالم الحسكة سوى عفوتها فلابد للشاعر أن يتطور ضمن النسق العام للتطور الفضائي لكون الشاعر الشعبي اصبح اليوم شاعرا عالميا فمن يضمن لأبن الموصل أن يفهم حسكة
تعليق