آهة تطوي المسافات وقلب يلم السنوات وميض ذكرى ودمعة تحمل التهنئة الى صدى الروضتين من مصورها السيد غسان الياسري الذي أخذته المحطات الى حيث المانيا حاملا الحزن لهفة شوق ... نسأله اين خبأ لحظة الرحيل قلب الفنان وعين الكاميرا وذكريات كربلاء ... تجيبني آهته ...ياه ماذا فعلت بي كم قاس هو السؤال ـ ليتك ترى لهاث الحنين ودم الحزن ودمع الذكريات
***
السيد غسان الياسري :ـ خبأتها في اروقة صحن ساقي العطاشا سيدي ابي الفضل العباس عليه السلام ، تحوم مع حمام الحضرة ... وأخذت معي ذاكرة مذبوحة الوريد .. واعتقد ان الصمت سيد البلاغة عندما تفيض الجراح ..
***
س) ...هل طورت الغربة فن التصوير لديك ؟
السيد غسان الياسري :ـ من الطبيعي ان يكون للمكان دور كبير في تطوير هذه الآلة بسبب حداثة الشاهدة كون العين تشاهد المناظر لأول مرة ويجب على الفنان أو المصور ان يطور نفسه دائما وان لايبقى في محور واحد .. وما دمنا تحدثنا عن المكان دعني أواسي وجعي مادامه قادر على العطاء رغم جمال الطبيعة وانفتاح فضاوات الطبيعة الا ان هذا المكان فرض علي ـ جاء على حساب مكان آخر عندي غير محدود فالصحن المقدس في كربلاء والحضرة والعوالم التابعة لها مكان غير محدود اصلا ويختلف عن جمودية الطبيعة فعوالم الحياة تتجدد في الحضرة كل يوم وكل ساعة فكل لحظة نجد لقظة جديدة دموع حزن فرح .. تعابير الوجه عند الرجاء تعابير اليد عند التوسل ... صمت الوقار وضجة الحياة اشياء تفتقدها لكونها أكبر من مناظر طبيعية أو غير طبيعية لاتصل الى الروحي الفاعل ..
***
س) هل للكاميرا مشاعر ، احاسيس ، لسان ... واجمل مافيها هو صدق حديثها .. وليس هناك شيء اقسى من الصورة لكونها تمارس تجميد اللحظة الشعورية .. فرح، حزن وفي كل الاحوال لها علاقة حميمية جدا مع المصور والمصور ـ وتعبير عن الذات وخاصة عندما يعشق المصور كاميرته ولم يحدد كل الاعتبارات الاخرى من ضمن المسعى الارتزاقي ستحفل الكاميرا باحاسيسها وعشقها ومحبتها .. انا اشعر عندما اسهو عنها ولا امنحها الروح تزعل و هي احيانا تسألني أين رحت لماذا انت لست معي وعتابها مر فهي قلب نابض وشباب دائم ..
***
س) كيف بدأ المشوار الاول مع الكاميرا ؟
السيد غسان الياسري :ـ كان عندي حب التصوير ، العين التي تشاهد الصورة لكن لم أكن امتلك الكاميرا التي توثقها ... لفترة طويلة اتأمل مع الصور واختزنها في ذاكرتي لحين امتلاكي كاميرا بسيطة أوثق ما تراه عيني .. بعدها وفقت بان أكون احد خدمة ساقي العطاشا ( ع) مصورا للجنة الاعلامية وصار الناس يسموني ( مصور الحضرة العباسية ) فاشعر اني امتلك الدنيا كلها ،
وافتخر باني امتلك ارشيفا ضخما داخل الحضرة لكل الحضرة عند هذه القداسة كونت تأريخي الفني لقد من الله علي بهذه النعمة ، الشرف ، الاحترام، الذي امتلكه هو من بركات أبي الفضل العباس (ع) عملت مصورا صحفيا في وكالة ( aap) لفترة من الزمن وانتفعت كثيرا من خبر ات الاساتذة الذين عملت معهم
***
س) للصورة افآق الواقع ـ كل شيء تراه العين ـ هل تحب رسم اللاواقعي أظهار بعض التخيلا ت ـ الافكار عبر تقنية التصوير ؟
السيد غسان الياسري :ـ لقد أصبحت في الفترة الاخيرة تنعم التكنلوجيا بتطور ملحوظ وخاصة في التصوير الفوتغرافي والتصوير الرقمي .. الكاميرا أصبحت تسهل عليك الكثير من الصعوبات وتقدر ان ترسم بها اللا واقعية ـ لكن الافضل نقل الواقع وهناك تواريخ فنية اجادت وقدمت الجمالية والرسم بالكاميرا منذ سبعينيات القرن المنصرم امثال محي عارف رحمه الله ـ والفنان الشاعر والاديب العراقي سفيان الخزرجي الذي حصل على لب المايستر و أعلى لقب للمصورين واعمال عراقية فازت بجوائز عالمية وبعض الصور العراقية تدرس الآن في اكاديمياتهم ..واستطيع ان اقول من خلال تجربتي الاخيرة التي منحتني الاطلاع على العالم ان المصوريين الكربلائيين فنانين كبار وكان لي الشرف ان التقي بهم وانهل من بحر خيراتهم الكبيرة كلهم اساتذة كبار ...
***
س) ما تسمي خوارق التصوير ... خرق النمطي قوة حداثوية ام تجاوز قانون ؟
السيد غسان الياسري :ـ احترام القانون والقواعد المتبعة شيء مطلوب فالقواعد وضعت من اجل ظهور الصورة ـ لكن هناك بعض الخروقات الانبهارية التي يستخدمها القليل من المحترفين فانا أرى من منطقة الضوء ، منطقة اشراق وأمل في المحتوى العام والعتمة مكان مظلم يخفي وراءه اشياء .. هذا اسمه الظل والضوء ـ والصورة تبقى هي الصورة رغم اختلاف القراءات والمنظر عبر مناطق التأويل فاللقطة تصور بالعين قبل الكاميرا ـ لتقرأ بعد ذلك بسهولة بعض الصور يصعب قراءتها كونها تحتاج الى مران وحس مرهف فني ـ الاختلاف موجود ـ ولا تهم التسمية خرق او غير ذلك ... المهم اذا صور مثلا مجموعة من المصورين شخصا في زورق فهل يعني انك سترى صورا متشابهة ـ ـ ثق ستجد تشابها فقط للوهلة الاولى ربما وبعدها ستنكشف فوارق كثيرة وكبيرة فوارق العين والروح والاحساس والخبرة فلكل واحد منهم شأنه ..
***
س) ذكريات اول صورة ؟
السيد غسان الياسري ):ـ أحساس يعيش في داخلي لايموت لكونه لايخص الزمن الماضي بل هذه الصورة مثلت عندي الاحساس المستمر والدائم .. صورة أمرأة عجوز تتوكأ على عصا سنواتها ملامح جنوبية قطعت مئات الكليومترات مشيا كي تزور ـ اعتبرها الصورة الاولى والباقية في ذاكرتي وكأنني التقطها كل يوم بل كل لحظة تصوير ارى دمعة الولاء ماثلة امامي ارى المودة والعاطفة والحنين أرى في وجهها التحدي والوداعة والاصرار عجيب أمر هذه الصورة .. خاصة وانا اجوب المواكب والشعائر الحسينية المعمورة ببركات الامام الحسين عليه السلام في المجالس الحسينية المقامة في المدن الالمانية وقد صورت مجموعة من الصور التي تمثل مواكب ومجالس حسينية وسط الثلوج والبرد القارص يحملون لافتات ( ابد والله ما ننسى حسيناه ) والحضور في هذه المجالس كبير يأتون من مدن بعيدة ومن دول أخرى مثل هولنده ، السويد ، يأتون لأحياء المراسيم ..
***
س) يعني انك عشت عاشوراء في المانية ؟
السيد غسان الياسري :ـ عاشوراء في بلاد الغربة له طعم خاص لما يحمل من معنى ـ أناس تأتي من امآكن بعيدة تتحدى الثلوج والبرد هم وعوائلهم ـ الاجواء العاشورائية هنا ساحرة لما تحمل من ذكرى مصيبة سيد الشهداء فتندمج الغربة بالاشتياق لصاحب المقام عليه السلام ـ فكيف بي وأنا أتأمل لحظتها صور العتبة العباسية المقدسة أعيش الالم دمعا والفرحة فخرا .. هناك بعض الحسينيات تتواجد فيها العوائل العراقية والعربية وهناك مواكب من شيعة اهل البيت عليهم السلام ومراكز اسلامية كبيرة خاصة بالشيعة فاتحة ابوابها للجميع فتتواجد بعض القوميات الاخرى والمذاهب الاخرى وهناك ايضا أذى الناصبية ارهاب يعاكس هذه الشعائر ..لكن الحمد لله تبقى كربلاء منصورة بهذا الولاء الحسيني المبارك
*****
تعليق