السلام عليكم
دور عائشة بنت ابي بكر في قتل واغتيال عثمان بن عفان
لا يسع الباحث المنصف إلا أن يختار - راضياً أو مرغماً - الفرض الأخير ، حيث دلت عليه الدلائل وأشارت إليه المراجع السنية قبل غيرها .. فقد كانت تنادي بقتله وإباحة دمه على رؤوس الأشهاد وتشتمه بنبز قبيح أمامهم وتعاجله بفتوى التكفير ، ولا تقبل استتابته أو تسمح بتوبته !! ..
تقول عائشة في فتواها وقد حكمت على عثمان : (( اقتـلوا نعثـلاً فقـد كفـر )) !!
جاء في كتاب لسان العرب تفسير كلمه نعثل كالتالي :
( نعثل ) النَّعْثَلُ الشيخُ الأَحمقُ ويقال فيه نَعْثَلةٌ أَي حمق والنَّعْثَلُ الذِّيخُ وهو الذكَر من الضباع ونَعْثَلَ خَمَع والنَّعْثَلة أَن يمشِيَ الرجل مُفاجًّا ويَقْلِب قَدَمَيْه كأَنه يَغْرِفُ بهما وهو من التبختُر ونَعْثَل رجل من أَهل مِصْر كان طويل اللِّحْية قيل إِنه كان يُشْبِه عثمان bه هذا قول أَبي عبيد وشاتِمُو عثمان bه يسمونه نَعْثَلاً وفي حديث عثمان أَنه كان يخطب ذات يوم فقام رجل فنال منه فَوَذَأَهُ ابنُ سَلام فاتَّذَأَ فقال له رجل لا يَمْنَعَنَّك مكان ابن سلام أَن تَسُبَّ نَعْثَلاً فإِنه من شِيعته وكان أَعداءُ عثمان يسمونه نَعْثَلاً تشبيهاً بالرجل المِصْريّ المذكور آنفاً وفي حديث عائشة اقْتُلُوا نَعْثَلاً قَتَل اللهُ نَعْثَلاً تعني عثمان وكان هذا منها لما غاضَبَتْه وذهبتْ إِلى مكة وكان عثمان إِذا نِيلَ منه وعيب شبِّه بهذا الرجل المِصْريّ لطول لحيته ولم يكونوا يجدون فيه عيباً غير هذا والنَّعْثَلةُ مثل النَّقْثَلة وهي مِشْية الشيخ ابن الأَعرابي نَعْثَل الفرسُ في جريه إِذا كان يَقْعُد على رجليه من شدة العدْوِ وهو عيب وقال أَبو النجم كلّ مُكِبِّ الجَرْي أَو مُنَعْثِلهْ وفرس مُنَعْثِل يفرق قوائمه فإِذا رفعها فكأَنما يَنْزِعها من وَحَل يَخْفِق برأْسه ولا تتبعه رجلاه
ولا يخفى أن (( نعثلاً )) اسم لرجل يهودي أحمق وقيل كان كث اللحية !..
واما قول ام المؤمنين عائشة بنت ابي بكر اقتلوا نعثلا فقد كفر او فقد فجر جاء هذا الحديث في الكثير من كتب الاخوة اهل السنة منها التالي ويمكن الرجوع للمصادر التالية توثيقاً لمقالة أم المؤمنين :
1 - تاريخ الطبري ج 4 ص 407 .
2 - الكامل في التاريخ لابن الأثير ج 3 ص 206 .
3 - تذكرة الخواص لابن الجوزي ص61 و 64 .
4 - الإمامة والسياسة لابن قتيبة ج1 ص 49 .
5 - لسان العرب ج14 ص 193.
6 - تاج العروس ج 8 ص 141 .
7 - العقد الفريد ج4 ص290 .
وقد نقل ابن أبي الحديد المعتزلي في شرحه لنهج البلاغة ج 6 ص 215 بعض التفاصيل التحريضية التي اتبعتها أم المؤمنين عائشة لإثارة الناس حينما أورد :
(( قال كل من صنف في السير والأخبار : إن عائشة كانت من أشد الناس على عثمان حتى أنها أخرجت ثوبا من ثياب رسول الله صلى الله عليه وآله فنصبته في منزلها وكانت تقول للداخلين إليها : هذا ثوب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لم يبل و عثمان قد أبلى سنته .
قالوا : أول من سمى عثمان نعثلاً عائشة ، وكانت تقول : اقتلوا نعثلاً قتل الله نعثلاً )) .
وقد أحتج عمار بن ياسر رضي الله تعالى عنه على عائشة حينما خرجت على إمام زمانها علي بن أبي طالب صلوات الله وسلامه عليه في واقعة الجمل ، فذكرها بتحريضها على قتل عثمان .. فقد روى البلاذري في الأنساب قال :
(( خرجت عائشة رضي الله تعالى عنه باكية تقول : قتل عثمان رحمه الله !! فقال لها عمار بن ياسر : أنت بالأمس تحرضين عليه ثم أنت اليوم تبكينه !! )).
ويمكن مراجعة المصادر التالية للتوثيق :
1 - طبقات ابن سعد ، ج 5 ص 25 .
2 - أنساب البلاذري ، ج 5 ص 70 ، 75 ، 91 .
3 - الإمامة والسياسة ، ج 1 ص 43 ، 46 ، 57 .
4 - تاريخ الطبري ، ج 5 ص 140 ، 166 ، 172 ، 176 .
5 - العقد الفريد ، ج 2 ص 267 ، 272 .
6 - تاريخ ابن عساكر ، ج 7 ص 319 .
7 - الاستيعاب ترجمة الأحنف صخر بن قيس .
8 - تاريخ أبي الفداء ج 1 ص 172 .
9 - شرح ابن أبي الحديد ، ج 2 ص 77 ، 506 .
10 - تذكرة السبط ص 38 ، 40 .
11 - نهاية ابن الأثير ، ج 4 : 166 .
12 - أسد الغابة ، ج 3 ص 15 .
13 - الكامل لابن الأثير ، ج 3 ص 87 .
14 - الفتوح لابن أعثم ، ج1 ص 434 .
15 - القاموس ، ج 4 ص 59 .
16 - حياة الحيوان ، ج 2 ص 359 .
17 - السيرة الحلبية ، ج 3 ص 314 .
18 - لسان العرب ، ج 14 ص 193 .
19 - تاج العروس ، ج 8 ص 141 .
ولهذا فقد بلغت مقولة عائشة في عثمان عند الصحابة والتابعين من الاشتهار درجة لا يمكن تكذيبها حتى تمثل بذلك في الشعر فقيل :
وأنت أمرت بقتل الإمام ..... وقلت لنا إنه قد كفر
فهبنا أطعناك في قتله ..... وقاتله عندنا من أمر
ولم يسقط السقف من فوقنا ..... ولم ينكسف شمسنا و القمر
وقد بايع الناس ذا تدرء ..... يزيل الشبا و يقيم الصعر
ويلبس للحرب أثوابها ..... وما من وفى مثل من قد غدر
مراجع :
1 - الفتنة ووقعة الجمل لسيف بن عمرو ، ص 115 .
2 - تاريخ الطبري ج 3 ص 477 .
3 - الإمامة والسياسة لابن قتيبة ج 1 ص 72 و 52.
4 - الكامل في التاريخ لابن الأثير ج 2 ص 313 .
من خلال ما تقدّم اتضح لنا ملامح الدور التي قامت به أم المؤمنين عائشة وأنه ربما كان الدور الأول والفاعل الحقيقي في تحريك عجلة الثورة ضد عثمان بأقوى وأسطع صورها ..
ولكن ماذا بعد مقتل عثمان بن عفان ؟؟!
بعد مقتل عثمان جاء دور التبرير .. ما الذي دعى عائشة لانتهاك حرمة عثمان ؟!
هل كانت أم المؤمنين صادقة في تكفيرها لعثمان أم كان الأمر خلاف شخصي أم كان الاثنين معاً ؟؟!
باختصار مجمل دور وانتهاكات أم المؤمنين عائشة لعثمان !! فما الذي انتهكه عثمان ؟؟!!
كتاب المحصول ج: 4 ص: 492 ..
الحكاية الثانية : أن عثمان رضي الله عنه أخر عن عائشة رضي الله عنها بعض أرزاقها فغضبت !!
ثم قالت : يا عثمان اختلفا أمانتك (( !! )) وضيعت الرعية (( !! )) وسلطت عليهم الأشرار (( !! )) من أهل بيتك ؟؟!!
والله لولا الصلوات الخمس لمشى إليك أقوام ذوو بصائر (( !! )) يذبحونك كما يذبح الجمل !! ..
فقال عثمان رضي الله عنه : (( ضرب الله مثلاً للذين كفروا امرأة نوح وامرأة .. الآية )) !! ..
فكانت عائشة رضي الله عنها تحرض عليه جهدها وطاقتها (( !! )) وتقول :
(( أيها الناس هذا قميص رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يبل وقد بليت سنته .. اقتلوا نعثلاً قتل الله نعثلاً )) !!
حتى أخرجت عائشة قميص النبي وقالت : لقد أبلى عثمان سنة النبي قبل أن يبلى قميصه . العبارة مذكورة في كتب التاريخ فلا مجال للتشكيك في وجودها في المصادر ، فقد نقلها أبو الفداء في تاريخه قائلا : " وكانت عائشة تنكر على عثمان مع من ينكر عليه وكانت تخرج قميص رسول الله وشعره وتقول : هذا قميصه وشعره لم يبل ، وقد بلى دينه . تاريخ أبي الفداء ( المختصر في أخبار البشر ) ج1 ص 239
وذكر الخبر البلاذري بسنده عن الزهري قال : " وكان في الخزائن سفط فيه حلي ، فأخذ منه عثمان فحلى به بعض أهله ، فأظهروا عند ذلك الطعن عليه ، وبلغه ذلك فخطب فقال : هذا مال الله أعطيه من شئت وامنعه من شئت ، فأرغم الله أنف من رغم ، فقال عمار : أنا والله أول من رغم أنفه من ذلك ، فقال عثمان : لقد اجترأت علي يا بن سمية ، وضربه حتى غشي عليه ، فقال عمار : ما هذا بأول ما أوذيت في الله ، وأطلعت عائشة شعرا من شعر رسول الله (ص) ونعله وثيابه من ثيابه - فيما يحسب وهب - ثم قالت : ما أسرع ما تركتم سنة نبيكم. أنساب الأشراف ج6 ص209
وكذلك ذكره ابن أبي حديد في شرحه لنهج البلاغة قائلا : " قال كل من صنف في السير والأخبار : إن عائشة كانت من أشد الناس على عثمان حتى أنها أخرجت ثوبا من ثياب رسول الله (ص) فنصبته في منزلها ، وكانت تقول للداخلين إليها : هذا ثوب رسول الله (ص) لم يبل وعثمان قد أبلى سنته . شرح نهج البلاغة ج6 ص215
وذكر ذلك ابن أعثم الكوفي قال : " وكانت عائشة تحرض على قتل عثمان جهدها وطاقتها ، وتقول : أيها الناس ! هذا قميص رسول الله (ص) لم يبل وبليت سنته ، اقتلوا نعثلا ، قتل الله نعثلا . الفتوح 419 -420
ثم إن عائشة ذهبت إلى مكة فلما قضت حجها وقربت من المدينة أخبرت بقتل عثمان ..
فقالت : ثم ماذا ؟؟!
فقالوا : بايع الناس علي بن أبي طالب !!..
فقالت عائشة : قتل عثمان والله مظلوماً وأنا طالبة بدمه (( !! )) والله ليوم من عثمان خير من علي الدهر كله !!.. )) ..
دور عائشة بنت ابي بكر في قتل واغتيال عثمان بن عفان
لا يسع الباحث المنصف إلا أن يختار - راضياً أو مرغماً - الفرض الأخير ، حيث دلت عليه الدلائل وأشارت إليه المراجع السنية قبل غيرها .. فقد كانت تنادي بقتله وإباحة دمه على رؤوس الأشهاد وتشتمه بنبز قبيح أمامهم وتعاجله بفتوى التكفير ، ولا تقبل استتابته أو تسمح بتوبته !! ..
تقول عائشة في فتواها وقد حكمت على عثمان : (( اقتـلوا نعثـلاً فقـد كفـر )) !!
جاء في كتاب لسان العرب تفسير كلمه نعثل كالتالي :
( نعثل ) النَّعْثَلُ الشيخُ الأَحمقُ ويقال فيه نَعْثَلةٌ أَي حمق والنَّعْثَلُ الذِّيخُ وهو الذكَر من الضباع ونَعْثَلَ خَمَع والنَّعْثَلة أَن يمشِيَ الرجل مُفاجًّا ويَقْلِب قَدَمَيْه كأَنه يَغْرِفُ بهما وهو من التبختُر ونَعْثَل رجل من أَهل مِصْر كان طويل اللِّحْية قيل إِنه كان يُشْبِه عثمان bه هذا قول أَبي عبيد وشاتِمُو عثمان bه يسمونه نَعْثَلاً وفي حديث عثمان أَنه كان يخطب ذات يوم فقام رجل فنال منه فَوَذَأَهُ ابنُ سَلام فاتَّذَأَ فقال له رجل لا يَمْنَعَنَّك مكان ابن سلام أَن تَسُبَّ نَعْثَلاً فإِنه من شِيعته وكان أَعداءُ عثمان يسمونه نَعْثَلاً تشبيهاً بالرجل المِصْريّ المذكور آنفاً وفي حديث عائشة اقْتُلُوا نَعْثَلاً قَتَل اللهُ نَعْثَلاً تعني عثمان وكان هذا منها لما غاضَبَتْه وذهبتْ إِلى مكة وكان عثمان إِذا نِيلَ منه وعيب شبِّه بهذا الرجل المِصْريّ لطول لحيته ولم يكونوا يجدون فيه عيباً غير هذا والنَّعْثَلةُ مثل النَّقْثَلة وهي مِشْية الشيخ ابن الأَعرابي نَعْثَل الفرسُ في جريه إِذا كان يَقْعُد على رجليه من شدة العدْوِ وهو عيب وقال أَبو النجم كلّ مُكِبِّ الجَرْي أَو مُنَعْثِلهْ وفرس مُنَعْثِل يفرق قوائمه فإِذا رفعها فكأَنما يَنْزِعها من وَحَل يَخْفِق برأْسه ولا تتبعه رجلاه
ولا يخفى أن (( نعثلاً )) اسم لرجل يهودي أحمق وقيل كان كث اللحية !..
واما قول ام المؤمنين عائشة بنت ابي بكر اقتلوا نعثلا فقد كفر او فقد فجر جاء هذا الحديث في الكثير من كتب الاخوة اهل السنة منها التالي ويمكن الرجوع للمصادر التالية توثيقاً لمقالة أم المؤمنين :
1 - تاريخ الطبري ج 4 ص 407 .
2 - الكامل في التاريخ لابن الأثير ج 3 ص 206 .
3 - تذكرة الخواص لابن الجوزي ص61 و 64 .
4 - الإمامة والسياسة لابن قتيبة ج1 ص 49 .
5 - لسان العرب ج14 ص 193.
6 - تاج العروس ج 8 ص 141 .
7 - العقد الفريد ج4 ص290 .
وقد نقل ابن أبي الحديد المعتزلي في شرحه لنهج البلاغة ج 6 ص 215 بعض التفاصيل التحريضية التي اتبعتها أم المؤمنين عائشة لإثارة الناس حينما أورد :
(( قال كل من صنف في السير والأخبار : إن عائشة كانت من أشد الناس على عثمان حتى أنها أخرجت ثوبا من ثياب رسول الله صلى الله عليه وآله فنصبته في منزلها وكانت تقول للداخلين إليها : هذا ثوب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لم يبل و عثمان قد أبلى سنته .
قالوا : أول من سمى عثمان نعثلاً عائشة ، وكانت تقول : اقتلوا نعثلاً قتل الله نعثلاً )) .
وقد أحتج عمار بن ياسر رضي الله تعالى عنه على عائشة حينما خرجت على إمام زمانها علي بن أبي طالب صلوات الله وسلامه عليه في واقعة الجمل ، فذكرها بتحريضها على قتل عثمان .. فقد روى البلاذري في الأنساب قال :
(( خرجت عائشة رضي الله تعالى عنه باكية تقول : قتل عثمان رحمه الله !! فقال لها عمار بن ياسر : أنت بالأمس تحرضين عليه ثم أنت اليوم تبكينه !! )).
ويمكن مراجعة المصادر التالية للتوثيق :
1 - طبقات ابن سعد ، ج 5 ص 25 .
2 - أنساب البلاذري ، ج 5 ص 70 ، 75 ، 91 .
3 - الإمامة والسياسة ، ج 1 ص 43 ، 46 ، 57 .
4 - تاريخ الطبري ، ج 5 ص 140 ، 166 ، 172 ، 176 .
5 - العقد الفريد ، ج 2 ص 267 ، 272 .
6 - تاريخ ابن عساكر ، ج 7 ص 319 .
7 - الاستيعاب ترجمة الأحنف صخر بن قيس .
8 - تاريخ أبي الفداء ج 1 ص 172 .
9 - شرح ابن أبي الحديد ، ج 2 ص 77 ، 506 .
10 - تذكرة السبط ص 38 ، 40 .
11 - نهاية ابن الأثير ، ج 4 : 166 .
12 - أسد الغابة ، ج 3 ص 15 .
13 - الكامل لابن الأثير ، ج 3 ص 87 .
14 - الفتوح لابن أعثم ، ج1 ص 434 .
15 - القاموس ، ج 4 ص 59 .
16 - حياة الحيوان ، ج 2 ص 359 .
17 - السيرة الحلبية ، ج 3 ص 314 .
18 - لسان العرب ، ج 14 ص 193 .
19 - تاج العروس ، ج 8 ص 141 .
ولهذا فقد بلغت مقولة عائشة في عثمان عند الصحابة والتابعين من الاشتهار درجة لا يمكن تكذيبها حتى تمثل بذلك في الشعر فقيل :
وأنت أمرت بقتل الإمام ..... وقلت لنا إنه قد كفر
فهبنا أطعناك في قتله ..... وقاتله عندنا من أمر
ولم يسقط السقف من فوقنا ..... ولم ينكسف شمسنا و القمر
وقد بايع الناس ذا تدرء ..... يزيل الشبا و يقيم الصعر
ويلبس للحرب أثوابها ..... وما من وفى مثل من قد غدر
مراجع :
1 - الفتنة ووقعة الجمل لسيف بن عمرو ، ص 115 .
2 - تاريخ الطبري ج 3 ص 477 .
3 - الإمامة والسياسة لابن قتيبة ج 1 ص 72 و 52.
4 - الكامل في التاريخ لابن الأثير ج 2 ص 313 .
من خلال ما تقدّم اتضح لنا ملامح الدور التي قامت به أم المؤمنين عائشة وأنه ربما كان الدور الأول والفاعل الحقيقي في تحريك عجلة الثورة ضد عثمان بأقوى وأسطع صورها ..
ولكن ماذا بعد مقتل عثمان بن عفان ؟؟!
بعد مقتل عثمان جاء دور التبرير .. ما الذي دعى عائشة لانتهاك حرمة عثمان ؟!
هل كانت أم المؤمنين صادقة في تكفيرها لعثمان أم كان الأمر خلاف شخصي أم كان الاثنين معاً ؟؟!
باختصار مجمل دور وانتهاكات أم المؤمنين عائشة لعثمان !! فما الذي انتهكه عثمان ؟؟!!
كتاب المحصول ج: 4 ص: 492 ..
الحكاية الثانية : أن عثمان رضي الله عنه أخر عن عائشة رضي الله عنها بعض أرزاقها فغضبت !!
ثم قالت : يا عثمان اختلفا أمانتك (( !! )) وضيعت الرعية (( !! )) وسلطت عليهم الأشرار (( !! )) من أهل بيتك ؟؟!!
والله لولا الصلوات الخمس لمشى إليك أقوام ذوو بصائر (( !! )) يذبحونك كما يذبح الجمل !! ..
فقال عثمان رضي الله عنه : (( ضرب الله مثلاً للذين كفروا امرأة نوح وامرأة .. الآية )) !! ..
فكانت عائشة رضي الله عنها تحرض عليه جهدها وطاقتها (( !! )) وتقول :
(( أيها الناس هذا قميص رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يبل وقد بليت سنته .. اقتلوا نعثلاً قتل الله نعثلاً )) !!
حتى أخرجت عائشة قميص النبي وقالت : لقد أبلى عثمان سنة النبي قبل أن يبلى قميصه . العبارة مذكورة في كتب التاريخ فلا مجال للتشكيك في وجودها في المصادر ، فقد نقلها أبو الفداء في تاريخه قائلا : " وكانت عائشة تنكر على عثمان مع من ينكر عليه وكانت تخرج قميص رسول الله وشعره وتقول : هذا قميصه وشعره لم يبل ، وقد بلى دينه . تاريخ أبي الفداء ( المختصر في أخبار البشر ) ج1 ص 239
وذكر الخبر البلاذري بسنده عن الزهري قال : " وكان في الخزائن سفط فيه حلي ، فأخذ منه عثمان فحلى به بعض أهله ، فأظهروا عند ذلك الطعن عليه ، وبلغه ذلك فخطب فقال : هذا مال الله أعطيه من شئت وامنعه من شئت ، فأرغم الله أنف من رغم ، فقال عمار : أنا والله أول من رغم أنفه من ذلك ، فقال عثمان : لقد اجترأت علي يا بن سمية ، وضربه حتى غشي عليه ، فقال عمار : ما هذا بأول ما أوذيت في الله ، وأطلعت عائشة شعرا من شعر رسول الله (ص) ونعله وثيابه من ثيابه - فيما يحسب وهب - ثم قالت : ما أسرع ما تركتم سنة نبيكم. أنساب الأشراف ج6 ص209
وكذلك ذكره ابن أبي حديد في شرحه لنهج البلاغة قائلا : " قال كل من صنف في السير والأخبار : إن عائشة كانت من أشد الناس على عثمان حتى أنها أخرجت ثوبا من ثياب رسول الله (ص) فنصبته في منزلها ، وكانت تقول للداخلين إليها : هذا ثوب رسول الله (ص) لم يبل وعثمان قد أبلى سنته . شرح نهج البلاغة ج6 ص215
وذكر ذلك ابن أعثم الكوفي قال : " وكانت عائشة تحرض على قتل عثمان جهدها وطاقتها ، وتقول : أيها الناس ! هذا قميص رسول الله (ص) لم يبل وبليت سنته ، اقتلوا نعثلا ، قتل الله نعثلا . الفتوح 419 -420
ثم إن عائشة ذهبت إلى مكة فلما قضت حجها وقربت من المدينة أخبرت بقتل عثمان ..
فقالت : ثم ماذا ؟؟!
فقالوا : بايع الناس علي بن أبي طالب !!..
فقالت عائشة : قتل عثمان والله مظلوماً وأنا طالبة بدمه (( !! )) والله ليوم من عثمان خير من علي الدهر كله !!.. )) ..
تعليق