تحديد تحرك المرأة :
إن المرأة عندما يراد لها الحياة الزوجية المستقرة، فإنه من الأفضل لها أن تكون متقيدة في تحركاتها.. ونحن من خلال الاستقراء والدراسة، لاحظنا بأن من عوامل الخلاف الزوجي، مسألة تشبع ذهن الرجل بصور النساء.. فالرجل الذي يتعامل مع العنصر النسائي في دائرة الجامعة أو الوظيفة، يكون في ذهنه كم هائل وكبير من صور النساء، ولا شك أن زوجة الإنسان لا تمثل قمة الجمال في عالم النساء، وبالتالي نلاحظ أنه عندما يرجع إلى المنزل، وينظر إلى زوجته، تكون هنالك حركة لا شعورية من المقارنة.. إن الرجل الذي يكثر من النظر للأجنبيات حتى بغير شهوة، والمرأة التي تكثر من المزاح والحديث والتعامل مع الرجال الأجانب ولو من دون ريبة؛ ليلتفتا معاً إلى أن هذا التعامل اللصيق بالجنس الآخر، يوجب لا شعورياً حالة القياس اللاشعوري.. إذا قارن الرجل في عالم الذهن بين الزوجة وبين النساء الأخريات، وحكم في نفسه على أن النساء الأخريات أكثر جمالاً، وأكثر ثقافة، وأكثر جاذبية؛ فإنه من الطبيعي عندما يدخل الجو المنزلي، يعيش حالة من حالات النفور الطبيعي تجاه زوجته.. وكذلك الزوجة التي تذهب صباحاً إلى المساء، وتتعامل مع مختلف صنوف الرجال، فإنها تنظر إلى الزوج على أنه رجل من الرجال، ولا ترى فيه ذلك الوجود المميز.
وهذه حقيقة يعترف بها الرجال الذين جربوا هذه الناحية، وهي: أن الزوجة قبل أن تعيش الاحتكاك مع عالم الرجال تكون أقرب للفطرة، وأقرب للسلامة الروحية، وأقرب للبراءة، وللجو الأنثوي المطلوب.. وبمجرد أن تخرج من المنزل وتعاشر الرجال، فإن الرجل يلاحظ بأن هنالك تغيرا طرأ على طباع المرأة، مما يوجب وجود بذرة للخلاف في هذا المجال.
نحن ندعو النساء إلى عدم الاحتكاك بعالم الرجال وكذلك العكس؛ ولكن قد تضطر المرأة، كأن تقع في ظروف قاهرة تجعلها تتعامل مع مجتمع الرجال، فإن كان الأمر ولابد، فلابد من ملاحظة الموازين.. أي أن الإنسان إذا جاز له مثلاً أكل الميتة، فإنه يأكل بالمقدار الذي يسد رمقه.. فبما أن هذه الحركة حركة غير طبيعية، فلابد من العمل بها بمقدار يفي بالغرض، ويسقط التكليف، وأما أكثر من ذلك فغير مطلوب قطعاً.. فلتتأس المؤمنة بمولاتنا فاطمة (ع) التي تقول: (خير للمرأة أن لا ترى الرجال، وأن لا يراها الرجال)، فهذه هي الحالة الطبيعية.. وقد ورد عن الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم ): (ما اختلى رجل بامرأة، إلا كان ثالثهما الشيطان)؛ إن الشيطان لا يدع يده عنهما إلا بإيقاعهما في درجة من درجات الرذيلة والمنكر.. ولهذا فإن العاقل من يجنب نفسه ذلك، ولا يضع نفسه في مثل هذه المواضع!.
تعليق