يؤكد المختصون أن الأمم والشعوب التي تتعرض للمحن والمصاعب أكثر من غيرها، تحصل على نتائج غير مباشرة تنعكس – في الغالب – على تحسين تعاملها مع مفردات الحياة المتنوعة شيئا فشيئا، وتصبح اكثر خبرة من غيرها بتجاوز الصعوبات في المجالات كافة.
ولنا على سبيل المثال في تجربتيّ اليابان والمانيا درس جيد وقريب في هذا المجال، فقد بدت طوكيو (عاصمة اليابان) عبارة عن خربة كبيرة في الصور التي التقطت لها بعد أن حطت الحرب اوزارها اواخر النصف الاول من القرن الماضي، ناهيك عن التدمير الشامل الذي تعرضت له مدينتي هيروشيما وناكازاكي عام 1945، في حين لم تبقي الحرب العالمية الثانية معلما ذا شأن في المانيا بعد ان اجتاحتها جيوش الحلفاء وهدمتها تهديما يكاد أن يكون شاملا.
لكن بعد ذلك نهضت هاتان الدولتان وبُنيت المنشآت المدمَّرة واصبح المواطن في هذين البلدين ذا شأن كبير بعد أن تمرّس على اجتياز المصاعب وتعلم كيف يحولها الى نجاحات عملية على المستوى الفردي والجماعي في آن.
فغالبا ما تترك المصاعب والمحن آثارها على الانسان، ويأتي ذلك وفق صورتين، الأولى تظهر فيها هذه الآثار جلية واضحة وملموسة في جسد الانسان نفسه، كأن يبدو ضعيفا او نحيلا او منهكا او ذا وجه عابس على الدوام وهكذا، أما الصورة الثانية فإنها تقدم لنا الانسان الممتحَن كشخص سريع التأثر او التعصب او الانهيار وهذه كلها ملامح مرئية وملموسة في التعامل المتبادَل فتشكل انطباعا مفهوما لظاهر الشخصية، وقد يحدث العكس أحيانا، أي أننا يمكن أن نقابل انسانا كان قد تعرض لمصاعب جمة في حياته ولكنها لم تترك آثارها على جسده ولا في سلوكه أيضا.
بمعنى أن مصاعب الحياة يمكن أن تصنع شخصية متمرسة قوية لها القدرة على مواجهة الاهوال مهما كانت تأثيراتها وتوابعها المادية او المعنوية، ولهذا ليس صحيحا النظر الى الانسان المتعَب على أنه شخص ذو شخصية مهزوزة كونه كان قد تعرض للمصاعب المتنوعة في حياته.
نعم هناك من ينظر الى الناس وفقا لهذه المقاييس، أي أن الانسان المنعَّم والمترف والمرفَّه لابد أن تكون شخصيته مبنية بطريقة جيدة، وقد يتراءى ذلك للآخرين من علائم الصحة الظاهرة في الجسد او ملامح الوجه -هكذا يرى بعضهم- بل وهناك الكثير ممن يتعامل مع الناس وفقا لما يبدو عليه في ظاهره، وهذا النوع من الناس يمكن أن يتعامل مع الانسان المنهك على انه مهزوز وضعيف الشخصية.
لكن عندما نتحرى عن مثل هذه الشخصيات التي تمرّنت على مواجهة المصاعب خصوصا في الميدان العملي، فإننا لابد أن نكتشف فيها مزايا وخصال لا يمكن للشخصية المرفهة أن تتمتع بها، وهذا هو الفرق الشاسع بين الانسان المتنعم وبين الانسان الممتحَن.
ويبقى الامر مرهونا بطبيعة الفرد والجماعة، فثمة من يحيل النكسات والمواجع الى عوامل تدفعه نحو النجاح، وبالتراكم وتضافر الطاقات تأخذ حالة البناء والاندفاع نحو التطور وتجاوز النكسات طابعا عاما يشمل عموم الشعب وهو ما حدث مع الشعب الياباني –مثلا- حين تمكن من مداواة جراحة وترك الضعف والخذلان خلف ظهره وراح ينظر الى المستقبل بصورته الزاهية، حتى اصبحت اليابان احدى اهم الدول المنتجة والفاعلة من بين جميع دول العالم.
وتكررت ظاهرة او حالة اليابان مع امم ودول اخرى، وهو ما يشجع الدول والامم التي تتعرض للمحن بامكانية تجاوزها وتحويلها الى اسباب ودوافع لتحقيق النجاح، ولكن يبقى الامر بخطوته الاولى مرهونا بطبيعة الانسان الفردية اولا.
بمعنى ان الفرد القادر على تجاوز الصعاب هو الذي يشكل اللبنة المهمة لتحقيق الأسس الأولية للتغيير، ومن مجموع الافراد تتولد النزعة الجماعية للتغيير نحو الافضل.
لهذا لايجوز الاستسلام لليأس القاتم في حالة تعرّض الفرد او الجماعة الى مصاعب قد تفوق التصوّر أحيانا، فالانسان كائن قوي بطبيعته ويتمتع بإرادة مذهلة تعتمد التجدد والتفاعل المنتج في الغالب، لدرجة أن بعضهم أطلق على الانسان وصفا يليق به كونه الكائن الاكثر قدرة على التأقلم مع المصاعب وتحويلها الى نجاحات واضحة للعيان وهذا الوصف قرّبه من اسطورة العنقاء التي ما أن تحرقها نيران المحن حتى تنهض ثانية من بين ركام الرماد.
وهذا يذكّرنا أيضا بالمقولة الشهيرة للكاتب الامريكي آرنست همنغواي التي وردت في روايته (الشيخ والبحر) والتي قال في نهايتها (قد يُهزَم الانسان لكنه لن يتحطم)، لذا يبقى الامل بالانسان الممتحّن قائما ويبقى الاكثر قدرة من غيره على مواجهة المصاعب والقفز الى درجات أعلى في سلّم الارتقاء الانساني.
ولنا على سبيل المثال في تجربتيّ اليابان والمانيا درس جيد وقريب في هذا المجال، فقد بدت طوكيو (عاصمة اليابان) عبارة عن خربة كبيرة في الصور التي التقطت لها بعد أن حطت الحرب اوزارها اواخر النصف الاول من القرن الماضي، ناهيك عن التدمير الشامل الذي تعرضت له مدينتي هيروشيما وناكازاكي عام 1945، في حين لم تبقي الحرب العالمية الثانية معلما ذا شأن في المانيا بعد ان اجتاحتها جيوش الحلفاء وهدمتها تهديما يكاد أن يكون شاملا.
لكن بعد ذلك نهضت هاتان الدولتان وبُنيت المنشآت المدمَّرة واصبح المواطن في هذين البلدين ذا شأن كبير بعد أن تمرّس على اجتياز المصاعب وتعلم كيف يحولها الى نجاحات عملية على المستوى الفردي والجماعي في آن.
فغالبا ما تترك المصاعب والمحن آثارها على الانسان، ويأتي ذلك وفق صورتين، الأولى تظهر فيها هذه الآثار جلية واضحة وملموسة في جسد الانسان نفسه، كأن يبدو ضعيفا او نحيلا او منهكا او ذا وجه عابس على الدوام وهكذا، أما الصورة الثانية فإنها تقدم لنا الانسان الممتحَن كشخص سريع التأثر او التعصب او الانهيار وهذه كلها ملامح مرئية وملموسة في التعامل المتبادَل فتشكل انطباعا مفهوما لظاهر الشخصية، وقد يحدث العكس أحيانا، أي أننا يمكن أن نقابل انسانا كان قد تعرض لمصاعب جمة في حياته ولكنها لم تترك آثارها على جسده ولا في سلوكه أيضا.
بمعنى أن مصاعب الحياة يمكن أن تصنع شخصية متمرسة قوية لها القدرة على مواجهة الاهوال مهما كانت تأثيراتها وتوابعها المادية او المعنوية، ولهذا ليس صحيحا النظر الى الانسان المتعَب على أنه شخص ذو شخصية مهزوزة كونه كان قد تعرض للمصاعب المتنوعة في حياته.
نعم هناك من ينظر الى الناس وفقا لهذه المقاييس، أي أن الانسان المنعَّم والمترف والمرفَّه لابد أن تكون شخصيته مبنية بطريقة جيدة، وقد يتراءى ذلك للآخرين من علائم الصحة الظاهرة في الجسد او ملامح الوجه -هكذا يرى بعضهم- بل وهناك الكثير ممن يتعامل مع الناس وفقا لما يبدو عليه في ظاهره، وهذا النوع من الناس يمكن أن يتعامل مع الانسان المنهك على انه مهزوز وضعيف الشخصية.
لكن عندما نتحرى عن مثل هذه الشخصيات التي تمرّنت على مواجهة المصاعب خصوصا في الميدان العملي، فإننا لابد أن نكتشف فيها مزايا وخصال لا يمكن للشخصية المرفهة أن تتمتع بها، وهذا هو الفرق الشاسع بين الانسان المتنعم وبين الانسان الممتحَن.
ويبقى الامر مرهونا بطبيعة الفرد والجماعة، فثمة من يحيل النكسات والمواجع الى عوامل تدفعه نحو النجاح، وبالتراكم وتضافر الطاقات تأخذ حالة البناء والاندفاع نحو التطور وتجاوز النكسات طابعا عاما يشمل عموم الشعب وهو ما حدث مع الشعب الياباني –مثلا- حين تمكن من مداواة جراحة وترك الضعف والخذلان خلف ظهره وراح ينظر الى المستقبل بصورته الزاهية، حتى اصبحت اليابان احدى اهم الدول المنتجة والفاعلة من بين جميع دول العالم.
وتكررت ظاهرة او حالة اليابان مع امم ودول اخرى، وهو ما يشجع الدول والامم التي تتعرض للمحن بامكانية تجاوزها وتحويلها الى اسباب ودوافع لتحقيق النجاح، ولكن يبقى الامر بخطوته الاولى مرهونا بطبيعة الانسان الفردية اولا.
بمعنى ان الفرد القادر على تجاوز الصعاب هو الذي يشكل اللبنة المهمة لتحقيق الأسس الأولية للتغيير، ومن مجموع الافراد تتولد النزعة الجماعية للتغيير نحو الافضل.
لهذا لايجوز الاستسلام لليأس القاتم في حالة تعرّض الفرد او الجماعة الى مصاعب قد تفوق التصوّر أحيانا، فالانسان كائن قوي بطبيعته ويتمتع بإرادة مذهلة تعتمد التجدد والتفاعل المنتج في الغالب، لدرجة أن بعضهم أطلق على الانسان وصفا يليق به كونه الكائن الاكثر قدرة على التأقلم مع المصاعب وتحويلها الى نجاحات واضحة للعيان وهذا الوصف قرّبه من اسطورة العنقاء التي ما أن تحرقها نيران المحن حتى تنهض ثانية من بين ركام الرماد.
وهذا يذكّرنا أيضا بالمقولة الشهيرة للكاتب الامريكي آرنست همنغواي التي وردت في روايته (الشيخ والبحر) والتي قال في نهايتها (قد يُهزَم الانسان لكنه لن يتحطم)، لذا يبقى الامل بالانسان الممتحّن قائما ويبقى الاكثر قدرة من غيره على مواجهة المصاعب والقفز الى درجات أعلى في سلّم الارتقاء الانساني.
تعليق