لا يمكن أن تكون الأسرة بمنأى عن التغيرات الجارية في الحياة، ففي عصر الحداثة والأنوار كما نال التحديث والتغيير والتطور كل شيء وفي كل مجالات الحياة لا بد وأن يشمل التغيير حياة الأسر ونمط عيشهم وطرق تفكيرهم ومنابعها، والى جانب البرنامج المتوارث للزوجين أصبحت تشارك في صنع تصورات الأزواج (برامج تربوية) كثيرة يصل تنوع عناصرها إلى حد التنافر، ويستقي المرء بعضها من حياة أسرته وحياة الأسر المحيطة، وبعضها من الأعمال الفنية الكثيرة التي يطالعها، وبعضها من علاقاته العامة في المدرسة والجامعة والشارع والعمل.. ذلك بينما ينحصر نصيب المؤسسات التربوية والتعليمية المعنية في أقل القليل.
ومع تعدد البرامج التربوية، ومع كثرة وتنوع الألحان، غاب النموذج العام للأسرة، وتزايدت صعوبة العزف المشترك، فدبت الخلافات في مختلف جوانب الحياة الزوجية، فهي تريد شيئاً وهو لا يريده. وهي ترى الحل في شيء وهو يراه في غيره، وهي تحب الطعام بطريقة وهو لا يحبه كذلك وهي ترى تبية الطفل بطريقة وهو يرى بطريقة أخرى وهكذا إلى ما لا نهاية من العراك. فالحل هو بالتقارب، والتقارب بين الناس ينشأ من خلال التعامل والتعاون الأخذ والعطاء، وتكرار الانفعالات السارة التي يحسها كل من طرفي العلاقة نتيجة سلوك الآخر وكلماته وأفعاله، ومع التقارب تبزغ بذور الحب، وتأخذ في النمو من خلال شعور كل من طرفيها بالارتياح للآخر، وتتدعم هذه العاصفة مع تراث الارتياح وتراكم الانفعالات السارة بين فردين متوافقين.. والتوافق لا يعني التماثل أو الاتفاق التام، لأن كل واحد منا شخصية متفردة لا بد أن تتباين في عدد من توجهاتها وملامحها.
ومن بين الاكتشافات غير المتوقعة للدراسات أن الغضب ليس اكثر العواطف تدميراً في العلاقة الزوجية، فالزوجان السعيدان والتعيسان يتشاحنان لكن الانتقاد الدائم، والتحقير، واستخدام الحيل الدفاعية، والخطابة الكثيرة على حساب الفعل الحقيقي، هي أكثر أعداء الحياة الزوجية.
وقد ظهر أن أفضل طريقة لتجنب الآثار المدمرة لما سبق هي أن يعي الزوج أحلام زوجته ومخاوفها وكل الأسر السعيدة يتميز الزوج فيها بفهم عميق لنفسية زوجته بما يمكن من انسياب التصرفات والمشاعر دون حدوث اختناقات عاطفية معوقة. وتشكل الصداقة بين الزوجين أهم عوامل الرضاء الزوجي.
كما تؤكد الدراسات أن الأزواج السعداء يتحلون في نزاعاتهم بمحاولات متجددة لرأب الصدع، والابتعاد عن السلبية التي يمكن أن تقود لإفلات الأمر من أيديهم، وأن الدعابة كثيراً ما تساعد في إنجاح محاولاتهم، وأن بمقدورهم التعامل مع النزاعات المتجددة والدائمة – التي تهدد باختناق العلاقة – بطريقة تفرق بين الخلافات الأساسية والثانوية.
وهناك مجموعة من النصائح التي أكدت الخبرات في إسهامها في نجاح الزواج:
1- ضرورة إتباع استراتيجية الإشادة بنصف الكوب المليء دوماً. فكل علاقة في الحياة يكون فيها ما هو إيجابي (نصف الكوب المليء) وما هو سلبي أو ما تفتقده العلاقة (نصف الكوب الفارغ). والتركيز على ما هو إيجابي يدعم العلاقة ويزيد من إيجابيتها، حتى بمجرد الحركة بالقصور الذاتي. أما الشكوى المستمرة والنعيب حول ما ينقص العلاقة فإنه يوقع بها أفدح الأضرار.
2- يجب فهم ما في العلاقة من ضرورات تكيف وضرورات صراع والعمل دوماً على تغليب ضروات التكيف باتجاه المقبول من سلوك الشريك، وطبعاً فإن الأسرة الذكية هي التي تسعى لا إلى اللقاء في نقطة وسط أو في منتصف الطريق كما هو شائع، بل إلى التكيف باتجاه السلوك الصحيح – بصرف النظر عمن يبدو كاسباً أو خاسراً من طرفيها، ومن الضروري فعل ذلك برغبة حقيقية في التعاون المتبادل والتفاهم المشترك لصالح كيان الأسرة.
3- الأفضل أن يبدأ الزوجان الجيدان حياتهما على أنهما عالمان مختلفان تماماً يسعيان إلى الوفاق، بدلاً من أن يبدأ على أنهما ينتميان إلى عالم واحد متوافق تماماً، يعرف كل منهما كل شيء عن الآخر، لأن البداية الأولى تجعلهما أقرب نفسياً إلى التصور الصحيح، وبالتالي إلى النهوض بأعبائه.
4- ليس هناك ما هو أفعل من اللباقة وحسن اختيار الكلمة المناسبة في الوقت المناسب في تحقيق السعادة الزوجية، إنها السحر الذي يمكن من الوصول إلى أعماق الشريك في كل لحظة، لأنها تضمن للزوجين الصفاء والسكينة وراحة البال.
5- الغياب القصير أو الإجازات الأسرية. مما يقوي الرابطة الزوجية لأنه يبعد التوتر والاحتكاك الدائم، ويبرز مزايا العيش المشترك التي تعود الطرفان تناسيها عند وجودهما معاً، كما يخفف من حدة الملل، ويجدد الشوق والحب بين الطرفين.
6- الحذر من النقد اللاذع المتواصل، والتحقير واستخدام الحيل الدفاعية، والخطابة الكثيرة على حساب الفعل الحقيقي.
ويحضرني كتاب باسم المرأة المستسلمة لكاتبة غربية تم ترجمتها إلى العربية: فالكاتبة تكتب خلاصة تجاربها ومقارنتها المرأة الشرقية والمرأة الغربية وخرجت بنتيجة هي:
المرأة المستسلمة أفضل امرأة تستطيع المحافظة على الحياة الزوجية وليس استسلامها خضوعاً وعبودية بل تواضعاً ومحبة وأنساً ورغبة في الحفاظ على الأسرة من الضياع. وأيضاً فلا تغتر المرأة بحقوقها بأن تؤذي زوجها وتستعلي عليه وتتآمر فإن ذلك من المدمرات والقيمومة للرجل أضمن في الأسرة.
ومع تعدد البرامج التربوية، ومع كثرة وتنوع الألحان، غاب النموذج العام للأسرة، وتزايدت صعوبة العزف المشترك، فدبت الخلافات في مختلف جوانب الحياة الزوجية، فهي تريد شيئاً وهو لا يريده. وهي ترى الحل في شيء وهو يراه في غيره، وهي تحب الطعام بطريقة وهو لا يحبه كذلك وهي ترى تبية الطفل بطريقة وهو يرى بطريقة أخرى وهكذا إلى ما لا نهاية من العراك. فالحل هو بالتقارب، والتقارب بين الناس ينشأ من خلال التعامل والتعاون الأخذ والعطاء، وتكرار الانفعالات السارة التي يحسها كل من طرفي العلاقة نتيجة سلوك الآخر وكلماته وأفعاله، ومع التقارب تبزغ بذور الحب، وتأخذ في النمو من خلال شعور كل من طرفيها بالارتياح للآخر، وتتدعم هذه العاصفة مع تراث الارتياح وتراكم الانفعالات السارة بين فردين متوافقين.. والتوافق لا يعني التماثل أو الاتفاق التام، لأن كل واحد منا شخصية متفردة لا بد أن تتباين في عدد من توجهاتها وملامحها.
ومن بين الاكتشافات غير المتوقعة للدراسات أن الغضب ليس اكثر العواطف تدميراً في العلاقة الزوجية، فالزوجان السعيدان والتعيسان يتشاحنان لكن الانتقاد الدائم، والتحقير، واستخدام الحيل الدفاعية، والخطابة الكثيرة على حساب الفعل الحقيقي، هي أكثر أعداء الحياة الزوجية.
وقد ظهر أن أفضل طريقة لتجنب الآثار المدمرة لما سبق هي أن يعي الزوج أحلام زوجته ومخاوفها وكل الأسر السعيدة يتميز الزوج فيها بفهم عميق لنفسية زوجته بما يمكن من انسياب التصرفات والمشاعر دون حدوث اختناقات عاطفية معوقة. وتشكل الصداقة بين الزوجين أهم عوامل الرضاء الزوجي.
كما تؤكد الدراسات أن الأزواج السعداء يتحلون في نزاعاتهم بمحاولات متجددة لرأب الصدع، والابتعاد عن السلبية التي يمكن أن تقود لإفلات الأمر من أيديهم، وأن الدعابة كثيراً ما تساعد في إنجاح محاولاتهم، وأن بمقدورهم التعامل مع النزاعات المتجددة والدائمة – التي تهدد باختناق العلاقة – بطريقة تفرق بين الخلافات الأساسية والثانوية.
وهناك مجموعة من النصائح التي أكدت الخبرات في إسهامها في نجاح الزواج:
1- ضرورة إتباع استراتيجية الإشادة بنصف الكوب المليء دوماً. فكل علاقة في الحياة يكون فيها ما هو إيجابي (نصف الكوب المليء) وما هو سلبي أو ما تفتقده العلاقة (نصف الكوب الفارغ). والتركيز على ما هو إيجابي يدعم العلاقة ويزيد من إيجابيتها، حتى بمجرد الحركة بالقصور الذاتي. أما الشكوى المستمرة والنعيب حول ما ينقص العلاقة فإنه يوقع بها أفدح الأضرار.
2- يجب فهم ما في العلاقة من ضرورات تكيف وضرورات صراع والعمل دوماً على تغليب ضروات التكيف باتجاه المقبول من سلوك الشريك، وطبعاً فإن الأسرة الذكية هي التي تسعى لا إلى اللقاء في نقطة وسط أو في منتصف الطريق كما هو شائع، بل إلى التكيف باتجاه السلوك الصحيح – بصرف النظر عمن يبدو كاسباً أو خاسراً من طرفيها، ومن الضروري فعل ذلك برغبة حقيقية في التعاون المتبادل والتفاهم المشترك لصالح كيان الأسرة.
3- الأفضل أن يبدأ الزوجان الجيدان حياتهما على أنهما عالمان مختلفان تماماً يسعيان إلى الوفاق، بدلاً من أن يبدأ على أنهما ينتميان إلى عالم واحد متوافق تماماً، يعرف كل منهما كل شيء عن الآخر، لأن البداية الأولى تجعلهما أقرب نفسياً إلى التصور الصحيح، وبالتالي إلى النهوض بأعبائه.
4- ليس هناك ما هو أفعل من اللباقة وحسن اختيار الكلمة المناسبة في الوقت المناسب في تحقيق السعادة الزوجية، إنها السحر الذي يمكن من الوصول إلى أعماق الشريك في كل لحظة، لأنها تضمن للزوجين الصفاء والسكينة وراحة البال.
5- الغياب القصير أو الإجازات الأسرية. مما يقوي الرابطة الزوجية لأنه يبعد التوتر والاحتكاك الدائم، ويبرز مزايا العيش المشترك التي تعود الطرفان تناسيها عند وجودهما معاً، كما يخفف من حدة الملل، ويجدد الشوق والحب بين الطرفين.
6- الحذر من النقد اللاذع المتواصل، والتحقير واستخدام الحيل الدفاعية، والخطابة الكثيرة على حساب الفعل الحقيقي.
ويحضرني كتاب باسم المرأة المستسلمة لكاتبة غربية تم ترجمتها إلى العربية: فالكاتبة تكتب خلاصة تجاربها ومقارنتها المرأة الشرقية والمرأة الغربية وخرجت بنتيجة هي:
المرأة المستسلمة أفضل امرأة تستطيع المحافظة على الحياة الزوجية وليس استسلامها خضوعاً وعبودية بل تواضعاً ومحبة وأنساً ورغبة في الحفاظ على الأسرة من الضياع. وأيضاً فلا تغتر المرأة بحقوقها بأن تؤذي زوجها وتستعلي عليه وتتآمر فإن ذلك من المدمرات والقيمومة للرجل أضمن في الأسرة.
تعليق