يؤمن الشاعر الحسيني دائماً أنه وريث تاريخ مقدس مؤتمن هو عليه وأمانة لديه لابد أن يوصلها إلى الاجيال القادمة مضافا اليها شيئاً من شاعريته وشعوره ورؤاه ولذلك يصبح لكل شاعر مسعاه ضمن هذا المعتقد الايماني الذي يسعى إلى عملية الجذب من خلال العديد من الاشتغالات الشعرية التي تمكنه من المضي تحت راية مسار ه الابداعي بما يؤهله لخدمة موفقة ولو لاحظنا مجموعة ( شمس لن تغييب ) للشاعر الحسيني ( عبد الرضا حسين هيجل ) لوجدنا ما يعزز هذا الرأي فهو يضع تسمية ( خادم أهل البيت) بدل
صفة الشاعر شعوراً منه بهذا المنحى الجذري ومثل هذا الامتثال يدخلنا مباشرة إلى عوالم الهوية ..لأن التاريخ من حيث هو بنية لابد أن يعني نظاما أعتقادياً يفرزه على الاقل صدق الانتقاء فالهوية في كل معناها يؤدي إلى موضوعة الحاضر ونجد أيضاً أن الحدود بين الحدث التاريخي والحاضر لها معالم أسلوبية متعددة ولها أكثر من خطاب ودلالة هنا تظهر الامكانية الابداعية لمعنى وجود شاعر وتجربة وخبرة وأمكانية ( عبد الرضا هيجل )تعلن بوضوح عن تمكنه في التنويع الوزني وعن سلاسة لغوية تطرح بساطة الموضوعة الشعرية والبساطة لاتعني في الشعر الا قوة التمكن من البث الشمولي ثم نجد اقتداره بأنشاء الخطاب الشعري بنوعيه العامي والفصيح وتلك اشياء سهلة الملاحظة من قبل القراءة العامة مما يبقى الكثير من مهام القراءات المتخصصة لملاحظة بعض الامور الابداعية الدقيقة ربما . والتي تعتني بالامور التقنية المحتاجة إلى دراية شعرية ودربة تجربة متمكنة
تظهر فيها خصوصية شاعر فالشاعر ( عبد الرضا هيجل ) أشتغل على منحيين أولهما الاشتغال السردي .. والاشتغالات السردية تعني محاولة الظفر بأكبرمساحةأنتقائية من الجوهر التاريخي
فلذلك نجده قد أشتغل على عدد من السمات النصية السردية ومنها تضمين الاحاديث سواء أن تكون احاديث نيوية شريفة أوبعض احاديث شخوص ورموز معروفة
ثقلين اليتمسك بيهم بالدارين أيضل أوياي
آيات الله البيهم منهج واهلي اللي من لب أحشاي
ما أن تمسكتم بِهم فلن تضلوا بنهجهم (ص8)
ومثل هذه التضمينات تعزز البيئة التاريخية من أجل توسيع المعنى وتظهر نوعاً من الصلة التاريخية الساعية لمعنى الصدق الادراكي فلذلك تكون حركة القص مستندة على إظهار قيم التاريخ وهذا يعتبر أنتصار لها ولذلك تجده يسعى لتضمين قصص تاريخية معروفة
( سجنوا الكاظم في البصرة في سجن رهيب
بعد أن قادوه من يثرب في حال كئيب
قتلوه بعدها في سجن سندي مريب
قيدوه بالحديد من وحي السجن وحيد
ظل أعواما وأعواما يعاني الجور والهم ) (ص45)
وكذلك سعيه الجاد لتضمين أحداث تاريخية من أجل بسطة الفهم العام والتغلغل في أنظمة أعتقادية تبرز لنا الفكرة السامية لمثل هذه التضمينات
رفرفت هالراية يوم النصبك بعده نبينه
والحشد بايع ابخم أو ناده بخ يا ولينه
جلمة الاسلام تمت واكتمل للباري دينه
والمصطفه نفسه أمر وأختار للامه ذخر
فيصنع العرف الاساس للمعنى المستثمر بجملة ( نفذ أمر) الذي تكــّون لنا المعنى المراد أو المبتغى الوظيفي من طرح هذه الصيغ التي قد يضنها البعض سهلة
ويرى بعض أهل النقد أن هناك عملية اجتماعية وعلمية وسياسية ويروون أن ثمة صرامة في نظرية التعبير الشعري اذا ما خاض في غمار هذه المواضيع في حال ينكرون على الشعر انه من قدراته معالجة كل مغزى عبر الولوج الى قنوات مختلفة ولذلك تجد أن بعض هذه التضمينات يدخل في صلب النقاش السياسي
( دين الاسلام اليدافع عن حقوق الناس أجمع
ما يفرق بين أسود وابيض الكل نوره هم شع
ما يحارب الا ذاك الحاربه ووجهله مدفع
والله مو ارهابي مسلمنه ولا لبغيره مطمع
هالدين نور الامم يزهي بتقاليد أو قيم
والمؤمن ابقوة انعرف
ومثل هذه الاشتغالات لابد أن تتيح للشاعر استخدام بعض المصطلحات السياسية ونريد أن نذكر بعض تلك التي تناولها في مقطع واحد
لايقر ابعولمة حقد الطغاة اعليهه سايد
تنبثق منه القرارات الشريفة بالمقاصد
والفيتو من رب السمه للمؤمن الله يكرمه
هي العدالة والشرف
س
تعليق