بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على محمد واله الطبيبن الطاهرين
التفاؤل والطمأنية والرضا بقضاء الله ( سبيلك نحو دنيا واخرة سعيدة )
ان المتمعن في ايات القرآن الكريم يجد انها تبث روح الامل دوماَ وتعد الصابرين بالنصر و الفرج وان ضاقت بهم الامور وتعسرت و اكثر الايات توكيدا على ذلك حسب وجه نظري اقاصر هي
( فإن مع العسر يسرا * ان مع العسر يسرا )
فأن الله عز وجل كرر وعده باليسر بعد العسر مرتين وهل هناك اوثق من هذا الضمان ؟؟
كما قد ورد في الحديث القدسي (انا عند ظن عبدي بي ان خيراً فخيراً وان شرا فشراً )
و قصص الانبياء و الصالحين في القرآن الكريم تحمل لنا الدروس والعبر في التفاؤل والامل و الطمأنينه بقضاء الله فرغم ما مروا به من ظروف قاسية الا ان ثقتهم بالله و ان لا يخلف وعده وان اعلم بمصلحة عباده جعلتهم يثبتون ويصمدون امام كل هذه الظروف
و قد حرص ايضاً الرسول الكريم و اهل بيته عليهم الصلاة و السلام اجمعين على غرس هذه الثوابت في الامة فالاحاديث جمة بهذا الخصوص
فقد ورد عن الرسول الاكرم صلى الله عليه واله وسلم ( تفاءلوا بالخير تجدوه )
وعنه صلى الله عليه واله وسلم ( ان الله تعالى بحكمته وجلاله جعل الروح والفرج في الرضى واليقين وجعل الغم والحزن في الشك والسخط )
وعن الامام علي عليه السلام ( تفاءل بالخير تنجح )
و كذلك الادعية التي نقرأها يومياً وفي كل الاوقات فهي مشبعة بعبارات الامل والتفاؤل والثقة بالله عز وجل التي تساهم في تثبيت هذه الركائز في نفوس المؤمن
اضرب مثلاً دعاء يوم الاثنين الوارد عن الامام السجاد سلام الله عليه ففيه تتجلى نبرة التفاؤل و الامل في اروع صورها عندما يخاطب العبد مولاه قائلاً ((اللهم اجعل اول يومي هذا صلاحا واوسطه فلاحا واخره نجاحا )) ويدفع التشاؤم بقوله (( واعوذ بك من يوم اوله فزع و اوسطه جزع واخره وجع ))
و ايضاً دعاء الندبه ففيه تتجلى الامال بأعلى مستوياتها ففيه تفاؤلنا بالدعاء لظهورصاحب الزمان عجل الله فرجه و زوال غمومنا ونهايه الظلم والاستبداد
وحتى صلاتنا اليومية نكرر كم مرة الرحمن الرحيم فيها وهذه من اصدق معاني الثقة بالله وحسن الظن به
لذا نجد ان من وعى و ادرك هذه الحقائق وامن بها وهو محض الايمان الحقيقي
نجده عندما تواجهه مشكلة ما بدل ان يندب حظه ويتذمر ويتساءل لماذا انا ولماذا هكذا ووو ...
نجده يتقبل الامر بنفس مطمئنة صابرة راضيه واثقة من رحمة الله عز وجل فيقول اكيد ان نهاية الامر خير جاعلاً الاية التي اوردناها ( فان مع العسر يسراً * ان مع العسر يسراً ) وعداً ينتظر انجازه من الله وان الله لا يخلف الميعاد
او يقول دفع الله بها ما كان اعظم او انها كفارة لذنوبي كما جاء في الحديث الشريف عن الامام علي عليه السلام (ان صبرت جرى عليك القضاء وانت مأجور وان جزعت جرى عليك القضاء وانت مأزور )
فيتخذ من مصيبته ومشكلته وسيلة تقربه الى عز وجل وليس العكس
وبذلك يحصد خير دنياه لانه سيعيش مطمئناً مرتاحا نفسيا لا يشغل فكره بالتفكير و التذمر ويحصل على الثواب الجزيل ايضاً
وكم من امر حزنا عليه و شعرنا اننا حرمنا منه وكم من مشكله انزعجنا منها ثم تبين لنا بعد ذلك انها كلها كانت لصالحنا فهل نعتبر ؟؟ّ!!!
و اورد هذا الحديث الشريف المروي عن الامام ابي عبد الله عليه السلام في ما اوحى الله الى موسى عليه السلام والذي تتجلى فيه عظمة الله ورحمته ولطفه في عباده و المتامل فيه لا يبالي بما يحدث له و يوكل اموره الى الله عز وجل
((يا موسى بن عمران ما خلقت خلقاً احب الي من عبدي المؤمن فإني ان ابتليته لما هو خير له و اعافيه لما هو خير له و ازوي عنه لما هو خير له و انا اعلم بما يصلح عليه عبدي فليصبر على بلائي و ليشكر نعمائي و ليرضى بقضائي اكتبه في الصديقين عندي اذا عمل برضاي واطاع امري ))
جربوا هذه المفاهيم والاحاسيس في حياتكم ستشعرون براحة لا توصف و تتحول الامكم و مشاكلكم الى محطات تتقربون بها الى عز وجل وتستخلصون منها الدروس والعبر
فأنا جربتها وتحولت من انسانة ضعيفة تهتز عند اقل مشكلة الى شخصية صلبة اتألم قليلاً للمشكلة حال وقوعها ولكن يبقى الامل وحسن الظن بالله سبيلها و واجهها بصلابة وصبر ورضا كبير
بقلمي
اختكم
بنت الحسين
تعليق