بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
والصلاة والسلام على اشرف خلقه البشير النذير السراج المنير ابي القاسم محمد واله الطيبين الطاهرين
مشرفي الافاضل هذا بحثي المتواضع والمختصر عن مكانة الكتب السماوية في القرآن الكريم ارجوا عذري عن اي خلل ونصحي للقادم وجزيتم عن الله ورسوله خير الجزاء ودمتم بأتم العافية
بسم الله الرحمن الرحيم
لقد خلق الله سبحانه وتعالى العباد لغايات واغراض، فاستعمرهم في الأرض وهيأ لهم كافة المستلزمات الضرورية لتحقيق ما لأجله خلقوا، فأرسل لهم الرسل وأنزل لهم الشرائع ولم يخلُ زمان ولا مكان من ذلك...
{وَإِن مِّنْ أُمَّةٍ إِلَّا خلَا فِيهَا نَذِيرٌ}(2 )
ولكن بدءاً لابد من الإشارة إلى أنّ الله أنزل الكتب وبعث الأنبياء بدقة كما لا يخفى. فالشارع الحكيم تبارك وتعالى راعى في ذلك أحوال تلك الأمم من حيث القابلية والاستعداد ودرجة التعقل والتطور وأخذ بعين الاعتبار الظروف المحيطة بها إلى غير ذلك من أسباب التفهم أو التخلف، لذا تدرجت الأحكام الشرعية والتشريعات المنزلة، والشواهد على ذلك كثيرة في القرآن الكريم والروايات المعتبرة عن أهل البيت (ع) فعلى سبيل المثال ما ورد في العصور المتقدمة أوائل التاريخ البشري أنّ من أوائل ما برُهِنَ للناس لأجل الإيمان بالرسل والكتب المنزلة قوله تعالى:
{الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ عَهِدَ إِلَيْنَا أَلاَّ نُؤْمِنَ لِرَسُولٍ حَتَّىَ يَأْتِيَنَا بِقُرْبَانٍ تَأْكُلُهُ النَّارُ}(3 )
{إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِن أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الآخَرِ}(4)
{سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ}(5)
(ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ مِن سُلَالَةٍ مِّن مَّاء مَّهِين * ثُمَّ سَوَّاهُ وَنَفَخَ فِيهِ مِن رُّوحِهِ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلًا مَّا تَشْكُرُونَ )(6)
وبذلك نصل إلى حقيقة هامة أخرى وهي أن الشريعة الحقة (غير المحرفة) لا بّد وان تكون كحلقة وصلٍ بين الشرائع السابقة عليها واللاحقة لها، بل وتدعوا إلى الإيمان والتصديق بالسابقة واللاحقة، وهذا من الأدلة الدامغة والحجج البالغة التي يمكننا من خلالها معرفة الشرائع الحقة من الشرائع المنحرفة ولذا ورد في التوراة والإنجيل ما أخبر به القرآن الكريم من وصف وذكر للإسلام ونبيّه العظيم (ص) كقوله تعالى حكاية عن ما في التوراة:
{الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الخبائث وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلاَلَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُواْ بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُواْ النُّورَالَّذِيَ أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}(7)
والحمد لله والصلاة والسلام على خير خلق الله محمد واله الطيبين الطاهرين
تعليق