داء السكري... القاتل بصمت
الإصابات تشمل خمس العالم وأنباء عن علاج نهائي
يعتبر مرض السكري من الأمراض التي باتت شائعة بشكل كبير بين الناس في هذه الأوقات، بسبب كثرة المصابين بهذا المرض، مهما كان نوعه، كما أن هناك حالات كثيرة لا يعرف أصحابها بها، لذلك فانه يقتل المصاب به ببط وصمت.
وتلعب عوامل عدة تؤدي إلى الإصابة بالمرض، من أبرزها العوامل الوراثية، ويتطلب من مريض السكري، فور علمه بإصابته، أن يقوم بتغييرات على نظام حياته كالغذاء والحركة، إضافة إلى تناول بعض الأدوية.
انتهاء عهد المرض
الى ذلك أعلن العالم الفنزويلي البروفيسور الجراح سالفادور نارفاريتي نجاح العمليات الجراحية التي تجرى لمرضى السكري في القضاء على المرض بشكل قطعي.
وأكد الجراح الفنزويلي الذي أجرى العديد من العمليات لمرضى السكري داخل وخارج بلاده منذ عام 2005 أن العديد من مرضى السكري سيتحررون من عبودية وقهر الادوية والأنسولين وتقليل مخاطر بتر الأطراف وبالتالي تخطي معاناتهم مع المرض بعد إجراء العمليات الجراحية.
وقال نارفاريتي الذي يزور عمان حاليا أن العمليات الجراحية تعتبر فتحا في عالم علاج مرض السكري الذي ظل لقرون طويلة تحديا كبيرا أمام المختصين في علوم أمراض السكري مما يشكل تهديدا لحياة العديد من المرضى. بحسب (CNN).
وأشار إلى أن العديد من الدول الغربية كايطاليا وفنزويلا واسبانيا وغيرها نجحت بإجراء العديد من العمليات الجراحية لمرضى السكري وثبت ان المرضى الذين أجريت لهم العمليات الجراحية منذ عامين قد شفوا تماما .
وأوضح أن العملية الجراحية تعتمد على ركنين رئيسيين يستهدف الأول تغيير مسار عصارة البنكرياس والقنوات المرارية ويتم فيها استئصال المعدة والأمعاء جزئياً مع ربط الإثني عشر وهو أحد أجزاء القناة الهضمية وأول جزء من الأمعاء الدقيقة يصل بين المعدة والصائم بالأمعاء الدقيقة..
أما الثاني فيتمحور حول تحوير الأمعاء حيث يتم قص المعدة إلى جيب صغير وتوصيلها بالأمعاء الدقيقة.
وشدد العالم الفنزويلي على أن العديد من المرضى لن يخضعوا بعد إجراء العملية الجراحية لحقن الأنسولين أو الأدوية. مضيفا أن مستوى السكر بالدم سيعود خلال أربعة شهور إلى مستواه الطبيعي.
وأشار إلى أن مؤتمر الجراحين والباحثين الدوليين الذي عقد في نيويورك في سبتمبر من العام الماضي اكد نجاح العمليات الجراحية التي تجرى لمرضى السكري للقضاء على أعراضه وأكدته الجمعية الدولية للجراحة.
ولفت إلى انه سعيد بالتعاون مع جراحين أردنيين في الخدمات الطبية على إجراء مثل هذه العمليات ليكون الأردن من الدول الرائدة في التخلص من مرض السكري.
من جانبه أكد رئيس الجراحة العامة في الخدمات الطبية الملكية الاردنية الجراح العميد الدكتور صلاح هلسه أن الخدمات الطبية الملكية تجري مثل هذه العمليات التي تساعد بشكل كبير مرضى السكري.
5 % من سكان العالم
في السياق ذاته أكد الدكتور توفيق بن احمد خوجة المدير العام للمكتب التنفيذي لمجلس وزراء الصحة لدول مجلس التعاون الدكتور توفيق بن أحمد خوجة أن داء السكري من الأمراض ذات الانتشار الواسع على مستوى العالم وقال أن نسبة انتشاره بلغت ما يقارب الـ 5% من إجمالي سكان العالم.
وأضاف الدكتور خوجة أن هذه النسبة تزداد كثيرا في بعض الدول خصوصاً الدول التي مرت بقفزة حضارية كدول مجلس التعاون والتي شهدت تغيرات طرأت على أساليب وأنماط المعيشة وما أستتبع ذلك من ظهور وتزايد لمعدلات الإصابة بالأمراض المزمنة ومنها الداء السكري.
وقال الدكتور خوجة بمناسبة مشاركته في المؤتمر العالمي الثالث للمجموعة الخليجية لدراسة داء السكري والذي تستضيفه مدينة جدة خلال الفترة من 9-11 فبراير القادم إن "الإحصائيات والدراسات في بعض دول مجلس التعاون تشير إلى انتشار داء السكري بصورة وبائية جعلت منه خطرا صحيا على المستوى الوطني موضحا أن نسبة الإصابة قد تجاوزت 10% في العديد من دول المجلس بالنسبة للإصابة بالداء السكري أما معدلات الإصابة باعتلال إستقلاب السكر وهي الحالات ذات القابلية للإصابة مستقبلاً فقد تجاوزت نفس النسبة وهذا يعني أن المجتمع مصاب أو سيصاب بالسكري بنسبة تزيد عن 20% وهذه النسبة مرتفعة جدا إذا ما قورنت بالدول الأخرى".
وأضاف إن أهمية هذا المرض لا تنبع من كونه منتشرا بصورة وبائية في المجتمع الخليجي ولكن لارتفاع نسبة الإصابة بمضاعفاته المزمنة وهو ما رفع التكاليف الإجمالية لهذا الداء على المستوى الوطني.
وأشار خوجة إلى أن داء السكري أرهق الخدمات الصحية بدول الخليج حيث أخذ حيزا لا يستهان به من الخدمات التي تقدمها المستشفيات.
ودلل على ذلك بان 32% من المرضى المنومين بالمستشفيات في الرياض مصابون بالسكري وقد أدخلوا إلى المستشفيات إما لأسباب تخص السكري أو لمشاكل صحية ذات علاقة به كما أن معدلات مضاعفات السكري ومن خلال الدراسات المبدئية تؤكد تفاقم المشكلة. بحسب قنا.
وأكّد بأنه إذا لم يتم اتخاذ إجراءات حاسمة لمكافحة هذا الوباء فإن أكثر من 333 مليون نسمة أو 6.3% من سكان العالم سيصابون بهذا المرض بحلول عام 2025م وقال أن ذلك سيؤدي إلى العبء الكبير على تكاليف الرعاية الصحية .
وبين الدكتور خوجة أن مرض السكري يعد من الأمراض الأكثر تكلفة سواء التكلفة المباشرة التي تقدر بنحو 6% من الميزانية الكلية في الدول المتقدمة اقتصاديا وتصل هذه التكاليف إلى 60 بليون دولار أمريكي في الولايات المتحدة 16.94 بليون دولار في اليابان 10.67 بليون دولار في ألمانيا وكذلك التكاليف غير المباشرة من جراء فقد عائل الأسرة والأشخاص المنتجين فيها والوقت المفقود وتأثير ذلك على الإنتاج.
لا تتناول أكثر من 9 ملاعق
أصدرت جمعية القلب الأمريكية لأول مرة، دليلاً لاستهلاك السكر لدى الرجال والنساء، يوصي بتناول الرجل تسع ملاعق من السكر يومياً، أي حوالي 37.5 غرام وتزود الجسم بحوالي 150 سعراً حرارياً، فيما تتناول النساء ستة ملاعق، أي حوالي 25 غرام، وتزود الجسم بحوالي 100 سعر حراري.
ولكن الجمعية نبهت إلى أمر مهم، وهو أن كمية السكر التي يتناولها الفرد يومياً، هي ليست فقط تلك التي يضيفها الشخص إلى فنجان القهوة أو الشاي، وإنما لا يجب إغفال تلك الكميات من السكر التي تحتويها المشروبات والأطعمة كالسكاكر والشوكولاتة وغيرها. بحسب (CNN).
ونشرت الجمعية الأمريكية الدليل الجديد في الدورية العلمية الخاصة بها الاثنين، ويرى راشيل جونسون، كبير معدي الدليل، أن: "المطب الأكبر الذي يقع به الأفراد لتقليل كمية السكر المتناولة، هو تناول مواد خالية من السعرات الحرارية تماماً، واستبدالها بمواد غذائية أخرى معروفة بكثرة السكريات فيها."
ويتابع جونسون: "تعتبر كمية السكر التي يتناولها الفرد إحدى أبرز التحديات التي يواجهها الفرد، لأن مصانع الأغذية لا تقوم بكتابة كمية السكر التي تحتويها منتجاتهم، وبدلاً من ذلك يذكرون أن السكريات الموجودة هي طبيعية، أو يشيرون إلى كمية السكر كاملة، إن كانت طبيعية أو صناعية."
ويقترح جونسون أن يقوم الشخص بتحديد أنواع الأطعمة التي تتناولها العائلة بشكل متكرر، والبحث عن كمية السكر التي تحتويها هذه الأطعمة، أو اللجوء للمختصين لمعرفة ذلك.
من جانبها تقول ليندا فان هورن خبيرة التغذية بجمعية القلب الأمريكية: "تناول كميات كبيرة من السكر لا يؤثر بشكل مباشر على القلب، وإنما يؤدي لمشاكل أخرى تؤثر بدورها على صحة القلب، كالسمنة، وزيادة ضغط الدم، وارتفاع مستوى "تراغليسيرايدز" وغيرها."
بالمقابل، يمكن لعدد من الأغذية أن تعوض لنا الطعم الحلو، الذي نفضله دائماً، والذي يمكن تتواجده في أطعمة صحية كالخضار والفاكهة التي تحتوي أيضاً على الفيتامينات والبروتينات والمعادن الضرورية لصحة الجسم وبنائه.
وللتخلص الفوري من كمية كبيرة من السكر، ينبغي للفرد التوقف عن تناول المشروبات الغنية بالسكر والصودا، فعلية واحدة من مشروبات الصودا على سبيل المثال تحتوي على ثماني ملاعق من السكر، وتزود الجسم بحوالي 130 سعراً حرارياً.
حوض المتوسط
أشارت دراسات علمية كثيرة إلى الدور الذي يلعبه غذاء الناس في منطقة حوض البحر الأبيض المتوسط، باعتباره يتكون من أطعمة صحية، ولتنوعه واحتوائه على الأسماك والخضار والفواكه وزيت الزيتون، ما يجعله سبباً في تأخير الزهايمر، وتقليل خطر الإصابة بالسرطان.
لكن دراسة جديدة أظهرت أن هذا النوع من الغذاء يساهم في الحفاظ على وزن مثالي لمرضى السكري من النوع الثاني، كما إنه يقلل من اعتمادهم على الأدوية التي تعمل على خفض السكر، مقارنة بنظرائهم الذين يتناولون طعاماً قليل الدهون، ويستخدمون الأدوية لخفض السكر، وفقاً لدراسة نشرت في دورية "حوليات الطب الباطني". بحسب (CNN).
والنوع الثاني من مرض السكري هو الأكثر انتشاراً في العالم، إذ يعاني منه حوالي 20 مليون شخص في الولايات المتحدة وحدها، كما يعتقد الباحثون أن ثلث الأطفال الذين ولدوا منذ بداية القرن الجديد سيصابون بالمرض في إحدى مراحل حياتهم.
وفي هذا الإطار، قال المتخصص في الغدد الصماء في جامعة ميسوري، ريتشارد هيلمان: "غذاء منطقة المتوسط ليس غذاء سحرياً، لكنه يحتوي على الكثير من الخصائص، ونعلم جميعاً أنه طعام صحي."
لكنه عاد ليقول: "لست متفاجئاً من نتيجة الدراسة، فبعد الأبحاث الكثيرة التي سبقتها وبينت أن ذلك الغذاء يقلل من احتمال الإصابة بالجلطات والنوبات القلبية، يمكننا توقع مثل هذه النتائج، لكن الدراسة أيضاً، أعطتنا معلومات مفيدة حول مرض السكري."
وتمت الدراسة على 215 شخصاً ممن يعانون السمنة، وتم اكتشاف إصابتهم بالنوع الثاني من مرض السكري مؤخراً، وجرى الطلب من مجموعة منهم تناول أطعمة قليلة الدهون، فيما تتناول المجموعة الثانية أطعمة كتلك التي يتم تناولها في منطقة حوض البحر الأبيض المتوسط.
وبعد أربع سنوات، وجد الباحثون وهم إيطاليون، أن 44 في المائة فقط من الذين استمروا في تناول الغذاء المتوسطي كانوا بحاجة لاستخدام الأدوية لخفض السكر في الدم، مقابل 70 في المائة من الذين تناولوا أطعمة قليلة الدهون.
وتقول الدكتور كريستين لين محررة المجلة العلمية التي نشرت الدراسة:"الناس الذين يتناولون أطعمة المتوسط، أكثر قدرة على تنظيم مستوى السكر في الدم بسبب الغذاء الذي يتناولنه، في حين تعمل الأدوية فقط عندما يرتفع مستوى السكر عن الحد اللازم."
ويمكن لأولئك الذين يعانون النوع الأول من مرض السكري، والتي تتطلب حالتهم تناول الأنسولين، أن يتناولوا الأطعمة المتوسطية، مع ممارسة التمارين الرياضية ما يجعلهم في غنى عن تناول الأنسولين، وفي حال لم تنجح هذه الوصفة في تخفيض السكر فيجب العودة لتناول الأنسولين.
فوائد الكوليسترول الجيد
في السياق ذاته قال باحثون ان مرض السكري قد يقلل فوائد الكوليسترول "الجيد" او البروتين الدهني عالي الكثافة (اتش.دي.ال) في حماية القلب ونصحوا بعلاج مرضى السكري بعقار نياسين الذي يرفع مستوياته.
ويقلل الاتش.دي.ال. من مخاطر القلب لانه يتعامل مع الكوليسترول "السيء" اي البروتين الدهني منخفض الكثافة (ال.دي. ال) ويبعده عن الشرايين ويعيده الى الكبد ليخرج من الجسم.
وذكرت بعض الدراسات الحديثة ان الكوليسترول الجيد يحمي أيضا الشرايين من خلال تعزيز عمليات علاج الخلايا. بحسب رويترز.
وقال باحثون في مستشفى جامعة زوريخ وكلية الطب في المانيا في دورية سركوليشن ان في حالات مرضى السكري يتقلص دور الحماية الذي يقوم به في العادة الكوليسترول "الجيد".
وقارن الباحثون عمل الاتش.دي.ال كعنصر حماية في عينات عشرة أشخاص اصحاء و33 مريضا بالسكري وأظهرت الابحاث المعملية ان فوائد الحماية التي يقوم بها الكوليسترول "الجيد" للاوعية الدموية " تتضرر بشكل ملموس" لدى مرضى السكري مقارنة مع مجموعة الاصحاء.
ثم قاموا بعد ذلك بتقسيم مجموعة مرضى السكري الى مجموعتين وعولجت مجموعة بعقار نياسين الذي يرفع مستويات الاتش.دي.ال. في الدم بينما لم تأخذ المجموعة الثانية هذا العلاج.
وبعد علاج استمر ثلاثة شهور أظهرت الابحاث ان من عولجوا بهذا العقار تحسنت لديهم وظائف الكوليسترول "الجيد". وقال الباحثون نظرا لصغر حجم العينة ان هناك حاجة لاجراء مزيد من الابحاث.
22 طفل من بين كل 100 الف
من جانبه قال مركز دسمان لابحاث وعلاج امراض السكر ان هناك نحو 22 طفل مصاب بداء السكر من بين كل 100 الف طفل في الكويت .
واوضحت استشارية امراض السكر ومساعدة مدير عام المركز الدكتورة منيرة العروج لوكالة الانباء الكويتية (كونا) بمناسبة افتتاح معرض حمية البحر المتوسط الغذائية الاثنين المقبل ان المعرض يهدف الى تثقيف المرضى والتخفيف من معاناتهم ومتابعة كل ماهو جديد في علاج هذا المرض . بحسب الوكالة الكويتية للانباء.
واشارت العروج الى ان هناك انشطة سينظمها المعرض على مدى ثلاثة ايام مثل الأنشطة البدنية وعروض الدمى للاطفال اضافة الى عرض فيلم علمي وفعاليات للكبار وتقديم بعض المأكولات الخاصة باقليم البحر المتوسط.
وقالت ان المركز يقيم انشطة ودورات على فترات بهدف تثقيف المرضى وذويهم على كيفية التعامل مع هذا المرض اضافة الى ضمان استمرارية تحديث المعلومات لديهم والقاء الضوء على كيفية التعايش معه والاعراض المزمنة له.
واكدت ان الدورات والمعارض الذي يقيمها المركز تلاقي اهتماما كبيرا من قبل اهالي المشاركين ويحرصون دائما على التواجد مع ابنائهم المرضى لتشجيعهم وتخفيف معاناتهم.
وتعتبر الكويت من الدول ذات النسب العالية في الاصابة بمرض السكر حيث وصلت الى أكثر من 15 في المئة من البالغين في حين وصلت نسبة اصابة الاطفال الى 22 حالة لكل 100 ألف طفل تحت سن 14.
ويتوقع ان يصل عدد المصابين بمرض السكر في العالم الى أكثر من 300 مليون شخص بحلول عام 2025 وان عدد المعرضين للاصابة به قد يصل إلى 427 مليون شخص في العام نفسه.
يذكر ان اقامة المعرض ياتي متزامنا مع احتفالات العالم بيوم السكر العالمي الذي يصادف في شهر نوفمبر المقبل .(النهاية) م ع ه
عدد المرضى سيتضاعف
كما قال باحثون أمريكيون أن عدد مرضى داء السكري في الولايات المتحدة سيتضاعف إلى المثلين بحلول عام 2034 وان الإنفاق على المرض سيتضاعف إلى ثلاثة أمثال مما يعني إجهاد نظام الصحة الأمريكي واختبار فاعلية الرعاية الصحية وبرامج التأمين الصحي الحكومية الأخرى.
وقال الأستاذ ألبرت هوانج من جامعة شيكاجو التي نشرت دراسته مجلة (ديابيتس كير) الطبية (نتوقع أن يزيد عدد المصابين بالسكري خلال الخمس وعشرين سنة المقبلة سواء الذين تم تشخيص إصابتهم بالمرض أو غيرهم من 24 مليون شخص تقريبا الى 44 مليون شخص بحلول عام 2034), وأضاف في مقابلة عبر الهاتف (نتوقع أن تتضاعف إلى الثلث تكلفة رعاية هؤلاء الأشخاص وهي تكاليف طبية مباشرة على مدى الفترة ذاتها لترتفع من 113 مليار دولار اليوم إلى 336 مليار دولار سنويا). بحسب رويترز.
وأوضح هوانج أن عبء علاج هؤلاء الملايين سيجهد برنامج ميديكير الامريكي للتأمين الصحي لكبار السن والمعاقين.
وتكهن جوانج بزيادة عدد الأشخاص الذين يضمهم برنامج ميديكير من 8.2 مليون الى 14.6 مليون شخص وأن يرتفع الإنفاق السنوي لميديكير على السكري من 45 مليار إلى 171 مليار دولار.
ويصل عدد البالغين المصابين بالسكري في الولايات المتحدة نحو 11 في المائة وغالبيتهم مصابون بالنوع الثاني من السكري المرتبط ارتباطا وثيقا بالبدانة.
وقد يزيد تنامي عبء السكري من تعقيد الجهود الرامية إلى تقليل الإنفاق على الرعاية الصحية في أمريكا خلال العقود المقبلة.
ويبحث الكونجرس الأمريكي قانونا لتوسيع نطاق الرعاية الصحية لملايين من الأشخاص الذين لا يتمتعون بالتأمين وضبط إنفاق الرعاية الصحية وحظر ممارسات معينة في مجال التأمين مثل حرمان أشخاص من العلاج لإصابتهم بحالات طبية سابقة.
وقال هوانج (السكري مشكلة صحية رئيسية في الوقت الحالي لكن من المهم بالنسبة للبلد ولصناع السياسة أن تكون لديهم فكرة حول ماذا سيحدث خلال العقدين المقبلين), وأضاف (لدينا أزمة مالية بالفعل في الرعاية الصحية ونحن بحاجة للتخطيط للطريقة التي سنتعامل بها مع تلك التكاليف في المستقبل).
مقتل 20 شخصا يوميا
الى ذلك حذر المركز الوطني للسكري في الأردن من أن المرض أصبح يقتل 20 شخصا يوميا، في حين أنه يسبب العجز الجنسي للشبان فوق سن 25 عاما بنسبة 62 في المائة.
وأكد مدير المركز الدكتور كامل العجلوني حدوث 20 وفاة يوميا في الأردن لمصابين بالسكري ومضاعفاته الأخرى كالذبحة الصدرية والجلطة الدماغية ومرض الأوعية الدموية الطرفية لتشكل مجمل الوفيات من السكري ومضاعفاته 80 في المائة من مجمل الوفيات في المملكة.
ونقلت وسائل إعلام أردنية عن العجلوني قوله إن "75 في المائة من أسباب الوفاة لدى مرضى السكري تعود لتصلب الشرايين التاجية و25 في المائة إلى أمراض الأوعية الدموية الدماغية أو الطرفية." بحسب (CNN).
ونسبت صحيفة "الدستور" للعجلوني قوله إن عدد المصابين بمرض السكري في عام 2050 سيصل إلى 3 ملايين شخص بين كافة الفئات العمرية في الأردن "إذا استمرت الأوضاع الراهنة على ما هي عليه."
ولفت الطبيب إلى أن كلفة العلاج في ازدياد مستمر حيث ارتفعت فاتورة الأدوية من 2004 إلى 2009 من 165 مليون دينار (232.7 مليون دولار) إلى 360 مليون دينار وأن التكلفة المالية المباشرة وغير المباشرة لعلاج السكري في المملكة تصل إلى 1.2 مليار دينار وستصل في عام 2050 إلى 6 مليارات.
وحذر العجلوني من ارتفاع نسبة السمنة في المملكة، وتزايد الإصابة بالأمراض الأخرى، معتبرا أن إصابة كل أردني بأكثر من مرض، مؤشر خطير وظاهرة غير مسبوقة دون وجود اهتمام حكومي كاف.
أول الخطوات
ففي حال التشخيص بالنوع الثاني من المرض، ينصح باتباع خطوات خمس لا بد من القيام بها.
لا تدع الماضي يطاردك: يعتبر العامل الوراثي من أبرز مسببات المرض، فإن كنت شاهدت أحد أقربائك المصابين، تبتر أطرافه بسبب المرض، أو توفي نتيجة نوبة قلبية نتيجة المرض، فلا تخف من ذلك، وتذكر أن الأمور تغيرت تماماً.
فطرق علاج المرض المتوافرة حالياً لم تكن متواجدة سابقاً، فالمريض الآن يستطيع قياس مستوى السكر في دمه في البيت عن طريق أجهزة متخصصة، كما إن الوعي الموجود والمتعلق بالمرض لم يكن موجوداً سابقاً، فاتباع حميات غذائية معينة، والقيام بالتمرينات المناسبة، جميعها لو كانت موجودة سابقاً لخففت كثيراً من معاناة المرضى سابقاً.
كن متوازناً في التعامل مع المرض: قد يؤدي الخوف من المرض في أحيان كثيرة إلى التعامل معه بشكل متطرف، كأن يمتنع المريض عن تناول السكر تماماً، ويبدأ بممارسة الرياضة بشكل كبير يومياً وبشكل مرهق، وهذا قد لا يكون أمراً صائباً.
فالتعامل مع المرض يحتاج إلى روية وتوازن، لأن إنزال مستوى السكر في الدم شكل كبير ليس مطلوباً، بل يجب الالتزام بتعليمات الطبيب، الذي يكون أدرى بحالتك منك.
لا تلم نفسك على الإصابة بالمرض: قد يبدأ المصاب بالمرض بطرح عدة أسئلة على نفسه.. ماذا فعلت بنفسي؟، وهل لو كان وزني أقل من ذلك فهل كنت لأصاب بالمرض؟ هل لو لم آكل كذا .. ؟ وهكذا، ويرى المختصون أن الأفضل البدء بالسؤال: ماذا يجب أن أفعل؟ والبدء بالتفكير بكيفية تجنب الأسوأ في المرض.
لا تقلق من المرض: فهناك الكثير من الأشياء غير الصحيحة المرتبطة بالمرض، كأن يتوقف المريض عن تناول الحلويات، أو ما شابه، أو يبدأ التفكير بتناول إبر الأنسولين أو وخز الإبع لفحص الدم واعتبار ذلك مؤلماً، الموضوع أسهل من كل هذا.
لا تكن خائفاً من العلاج: فإن احتاجت حالتك تناول الإبر منذ البداية فلا تردد في استخدامها، وهذا لا يعني أنك قد تتناولها للأبد، كما لا يمكن الاعتماد على الغذاء والتمارين الرياضية فقط في أغلب الأحيان، فالأدوية ضرورية، وإرادة الحفاظ على الجسم سليماً يجب أن تكون أقوى.
الانسولين طويل المفعول
والانسولين طويل الفعول "ليفيمير" Levemir الذي يؤخذ وقت النوم وحقن الانسولين "نوفورابيد" NovoRapid التي تؤخذ ثلاث مرات يوميا قبل الوجبات ضبطت مستويات الانسولين بشكل افضل لدى المرضى الذين لا يحصلون على نتائج جيدة من الحبوب اليومية وحدها.
وجرى مقارنة هذه النتائج مع نتائج حقن "نوفوميكس 30" NovoMix 30 التي تؤخذ مرتين يوميا لدى مرضى البول السكري الذين يتناولون حبوب "ميتفورمين" و "سولفونيلوريا".
ورعت شركة صناعة الادوية "نوفو نورديسك" تجربة مرضى السكري هذه في بريطانيا وايرلندا وجرى اختبار كل منتجات الانسولين.
وكان الهدف هو خفض مستويات الهيموجلوبين الذي يتضمن جلوكوز الى 6.5 في المئة. وهذا يعطي الاطباء فكرة عن مستويات الانسولين عبر المدى الطويل. بحسب رويترز.
وتابع الدكتور روري هولمان من "مركز اكسفورد لمرض البول السكري والغدد الصماء والتمثيل الغذائي في بريطانيا" وزملاء له مرضاهم البالغ عددهم 708 خلال ثلاث سنوات.
واحتاج معظمهم الى انسولين اضافي لضبط مرض السكري لديهم- وفي النهاية احتاج ما بين 68 الى 82 في المئة من المرضى الى اضافة نوع ثان من الانسولين لابقاء السكر في الدم منخفضا.
وقال الباحثون في دورية "نيو انجلاند جورنال اوف ميديسين" New England Journal of Medicine ان الانسولين طويل المفعول ساعد نحو 45 في المئة من المرضى بينما ضبط 32 في المئة فقط من هؤلاء الذين حصلوا على جرعتين فقط يوميا من "نوفوميكس 30" الانسولين لديهم جيدا.
ووجد الباحثون ان المرضى الذين تلقوا ثلاث جرعات من الانسولين بالحقن يوميا كانوا اكثر احتمالا لاكتساب الوزن واكثر احتمالا بواقع ثلاثة اضعاف للاصابة باعراض انخفاض مستوى السكر بالدم بدرجة كبيرة مقارنة مع هؤلاء الذين تلقوا انسولين طويل المفعول.
وزادت حالات الاصابة المحتملة بانخفاض خطير في سكر الدم بواقع الضعف تقريبا بين المرضى الذين تلقوا جرعتين بالحقن يوميا.
وتلعب عوامل عدة تؤدي إلى الإصابة بالمرض، من أبرزها العوامل الوراثية، ويتطلب من مريض السكري، فور علمه بإصابته، أن يقوم بتغييرات على نظام حياته كالغذاء والحركة، إضافة إلى تناول بعض الأدوية.
انتهاء عهد المرض
الى ذلك أعلن العالم الفنزويلي البروفيسور الجراح سالفادور نارفاريتي نجاح العمليات الجراحية التي تجرى لمرضى السكري في القضاء على المرض بشكل قطعي.
وأكد الجراح الفنزويلي الذي أجرى العديد من العمليات لمرضى السكري داخل وخارج بلاده منذ عام 2005 أن العديد من مرضى السكري سيتحررون من عبودية وقهر الادوية والأنسولين وتقليل مخاطر بتر الأطراف وبالتالي تخطي معاناتهم مع المرض بعد إجراء العمليات الجراحية.
وقال نارفاريتي الذي يزور عمان حاليا أن العمليات الجراحية تعتبر فتحا في عالم علاج مرض السكري الذي ظل لقرون طويلة تحديا كبيرا أمام المختصين في علوم أمراض السكري مما يشكل تهديدا لحياة العديد من المرضى. بحسب (CNN).
وأشار إلى أن العديد من الدول الغربية كايطاليا وفنزويلا واسبانيا وغيرها نجحت بإجراء العديد من العمليات الجراحية لمرضى السكري وثبت ان المرضى الذين أجريت لهم العمليات الجراحية منذ عامين قد شفوا تماما .
وأوضح أن العملية الجراحية تعتمد على ركنين رئيسيين يستهدف الأول تغيير مسار عصارة البنكرياس والقنوات المرارية ويتم فيها استئصال المعدة والأمعاء جزئياً مع ربط الإثني عشر وهو أحد أجزاء القناة الهضمية وأول جزء من الأمعاء الدقيقة يصل بين المعدة والصائم بالأمعاء الدقيقة..
أما الثاني فيتمحور حول تحوير الأمعاء حيث يتم قص المعدة إلى جيب صغير وتوصيلها بالأمعاء الدقيقة.
وشدد العالم الفنزويلي على أن العديد من المرضى لن يخضعوا بعد إجراء العملية الجراحية لحقن الأنسولين أو الأدوية. مضيفا أن مستوى السكر بالدم سيعود خلال أربعة شهور إلى مستواه الطبيعي.
وأشار إلى أن مؤتمر الجراحين والباحثين الدوليين الذي عقد في نيويورك في سبتمبر من العام الماضي اكد نجاح العمليات الجراحية التي تجرى لمرضى السكري للقضاء على أعراضه وأكدته الجمعية الدولية للجراحة.
ولفت إلى انه سعيد بالتعاون مع جراحين أردنيين في الخدمات الطبية على إجراء مثل هذه العمليات ليكون الأردن من الدول الرائدة في التخلص من مرض السكري.
من جانبه أكد رئيس الجراحة العامة في الخدمات الطبية الملكية الاردنية الجراح العميد الدكتور صلاح هلسه أن الخدمات الطبية الملكية تجري مثل هذه العمليات التي تساعد بشكل كبير مرضى السكري.
5 % من سكان العالم
في السياق ذاته أكد الدكتور توفيق بن احمد خوجة المدير العام للمكتب التنفيذي لمجلس وزراء الصحة لدول مجلس التعاون الدكتور توفيق بن أحمد خوجة أن داء السكري من الأمراض ذات الانتشار الواسع على مستوى العالم وقال أن نسبة انتشاره بلغت ما يقارب الـ 5% من إجمالي سكان العالم.
وأضاف الدكتور خوجة أن هذه النسبة تزداد كثيرا في بعض الدول خصوصاً الدول التي مرت بقفزة حضارية كدول مجلس التعاون والتي شهدت تغيرات طرأت على أساليب وأنماط المعيشة وما أستتبع ذلك من ظهور وتزايد لمعدلات الإصابة بالأمراض المزمنة ومنها الداء السكري.
وقال الدكتور خوجة بمناسبة مشاركته في المؤتمر العالمي الثالث للمجموعة الخليجية لدراسة داء السكري والذي تستضيفه مدينة جدة خلال الفترة من 9-11 فبراير القادم إن "الإحصائيات والدراسات في بعض دول مجلس التعاون تشير إلى انتشار داء السكري بصورة وبائية جعلت منه خطرا صحيا على المستوى الوطني موضحا أن نسبة الإصابة قد تجاوزت 10% في العديد من دول المجلس بالنسبة للإصابة بالداء السكري أما معدلات الإصابة باعتلال إستقلاب السكر وهي الحالات ذات القابلية للإصابة مستقبلاً فقد تجاوزت نفس النسبة وهذا يعني أن المجتمع مصاب أو سيصاب بالسكري بنسبة تزيد عن 20% وهذه النسبة مرتفعة جدا إذا ما قورنت بالدول الأخرى".
وأضاف إن أهمية هذا المرض لا تنبع من كونه منتشرا بصورة وبائية في المجتمع الخليجي ولكن لارتفاع نسبة الإصابة بمضاعفاته المزمنة وهو ما رفع التكاليف الإجمالية لهذا الداء على المستوى الوطني.
وأشار خوجة إلى أن داء السكري أرهق الخدمات الصحية بدول الخليج حيث أخذ حيزا لا يستهان به من الخدمات التي تقدمها المستشفيات.
ودلل على ذلك بان 32% من المرضى المنومين بالمستشفيات في الرياض مصابون بالسكري وقد أدخلوا إلى المستشفيات إما لأسباب تخص السكري أو لمشاكل صحية ذات علاقة به كما أن معدلات مضاعفات السكري ومن خلال الدراسات المبدئية تؤكد تفاقم المشكلة. بحسب قنا.
وأكّد بأنه إذا لم يتم اتخاذ إجراءات حاسمة لمكافحة هذا الوباء فإن أكثر من 333 مليون نسمة أو 6.3% من سكان العالم سيصابون بهذا المرض بحلول عام 2025م وقال أن ذلك سيؤدي إلى العبء الكبير على تكاليف الرعاية الصحية .
وبين الدكتور خوجة أن مرض السكري يعد من الأمراض الأكثر تكلفة سواء التكلفة المباشرة التي تقدر بنحو 6% من الميزانية الكلية في الدول المتقدمة اقتصاديا وتصل هذه التكاليف إلى 60 بليون دولار أمريكي في الولايات المتحدة 16.94 بليون دولار في اليابان 10.67 بليون دولار في ألمانيا وكذلك التكاليف غير المباشرة من جراء فقد عائل الأسرة والأشخاص المنتجين فيها والوقت المفقود وتأثير ذلك على الإنتاج.
لا تتناول أكثر من 9 ملاعق
أصدرت جمعية القلب الأمريكية لأول مرة، دليلاً لاستهلاك السكر لدى الرجال والنساء، يوصي بتناول الرجل تسع ملاعق من السكر يومياً، أي حوالي 37.5 غرام وتزود الجسم بحوالي 150 سعراً حرارياً، فيما تتناول النساء ستة ملاعق، أي حوالي 25 غرام، وتزود الجسم بحوالي 100 سعر حراري.
ولكن الجمعية نبهت إلى أمر مهم، وهو أن كمية السكر التي يتناولها الفرد يومياً، هي ليست فقط تلك التي يضيفها الشخص إلى فنجان القهوة أو الشاي، وإنما لا يجب إغفال تلك الكميات من السكر التي تحتويها المشروبات والأطعمة كالسكاكر والشوكولاتة وغيرها. بحسب (CNN).
ونشرت الجمعية الأمريكية الدليل الجديد في الدورية العلمية الخاصة بها الاثنين، ويرى راشيل جونسون، كبير معدي الدليل، أن: "المطب الأكبر الذي يقع به الأفراد لتقليل كمية السكر المتناولة، هو تناول مواد خالية من السعرات الحرارية تماماً، واستبدالها بمواد غذائية أخرى معروفة بكثرة السكريات فيها."
ويتابع جونسون: "تعتبر كمية السكر التي يتناولها الفرد إحدى أبرز التحديات التي يواجهها الفرد، لأن مصانع الأغذية لا تقوم بكتابة كمية السكر التي تحتويها منتجاتهم، وبدلاً من ذلك يذكرون أن السكريات الموجودة هي طبيعية، أو يشيرون إلى كمية السكر كاملة، إن كانت طبيعية أو صناعية."
ويقترح جونسون أن يقوم الشخص بتحديد أنواع الأطعمة التي تتناولها العائلة بشكل متكرر، والبحث عن كمية السكر التي تحتويها هذه الأطعمة، أو اللجوء للمختصين لمعرفة ذلك.
من جانبها تقول ليندا فان هورن خبيرة التغذية بجمعية القلب الأمريكية: "تناول كميات كبيرة من السكر لا يؤثر بشكل مباشر على القلب، وإنما يؤدي لمشاكل أخرى تؤثر بدورها على صحة القلب، كالسمنة، وزيادة ضغط الدم، وارتفاع مستوى "تراغليسيرايدز" وغيرها."
بالمقابل، يمكن لعدد من الأغذية أن تعوض لنا الطعم الحلو، الذي نفضله دائماً، والذي يمكن تتواجده في أطعمة صحية كالخضار والفاكهة التي تحتوي أيضاً على الفيتامينات والبروتينات والمعادن الضرورية لصحة الجسم وبنائه.
وللتخلص الفوري من كمية كبيرة من السكر، ينبغي للفرد التوقف عن تناول المشروبات الغنية بالسكر والصودا، فعلية واحدة من مشروبات الصودا على سبيل المثال تحتوي على ثماني ملاعق من السكر، وتزود الجسم بحوالي 130 سعراً حرارياً.
حوض المتوسط
أشارت دراسات علمية كثيرة إلى الدور الذي يلعبه غذاء الناس في منطقة حوض البحر الأبيض المتوسط، باعتباره يتكون من أطعمة صحية، ولتنوعه واحتوائه على الأسماك والخضار والفواكه وزيت الزيتون، ما يجعله سبباً في تأخير الزهايمر، وتقليل خطر الإصابة بالسرطان.
لكن دراسة جديدة أظهرت أن هذا النوع من الغذاء يساهم في الحفاظ على وزن مثالي لمرضى السكري من النوع الثاني، كما إنه يقلل من اعتمادهم على الأدوية التي تعمل على خفض السكر، مقارنة بنظرائهم الذين يتناولون طعاماً قليل الدهون، ويستخدمون الأدوية لخفض السكر، وفقاً لدراسة نشرت في دورية "حوليات الطب الباطني". بحسب (CNN).
والنوع الثاني من مرض السكري هو الأكثر انتشاراً في العالم، إذ يعاني منه حوالي 20 مليون شخص في الولايات المتحدة وحدها، كما يعتقد الباحثون أن ثلث الأطفال الذين ولدوا منذ بداية القرن الجديد سيصابون بالمرض في إحدى مراحل حياتهم.
وفي هذا الإطار، قال المتخصص في الغدد الصماء في جامعة ميسوري، ريتشارد هيلمان: "غذاء منطقة المتوسط ليس غذاء سحرياً، لكنه يحتوي على الكثير من الخصائص، ونعلم جميعاً أنه طعام صحي."
لكنه عاد ليقول: "لست متفاجئاً من نتيجة الدراسة، فبعد الأبحاث الكثيرة التي سبقتها وبينت أن ذلك الغذاء يقلل من احتمال الإصابة بالجلطات والنوبات القلبية، يمكننا توقع مثل هذه النتائج، لكن الدراسة أيضاً، أعطتنا معلومات مفيدة حول مرض السكري."
وتمت الدراسة على 215 شخصاً ممن يعانون السمنة، وتم اكتشاف إصابتهم بالنوع الثاني من مرض السكري مؤخراً، وجرى الطلب من مجموعة منهم تناول أطعمة قليلة الدهون، فيما تتناول المجموعة الثانية أطعمة كتلك التي يتم تناولها في منطقة حوض البحر الأبيض المتوسط.
وبعد أربع سنوات، وجد الباحثون وهم إيطاليون، أن 44 في المائة فقط من الذين استمروا في تناول الغذاء المتوسطي كانوا بحاجة لاستخدام الأدوية لخفض السكر في الدم، مقابل 70 في المائة من الذين تناولوا أطعمة قليلة الدهون.
وتقول الدكتور كريستين لين محررة المجلة العلمية التي نشرت الدراسة:"الناس الذين يتناولون أطعمة المتوسط، أكثر قدرة على تنظيم مستوى السكر في الدم بسبب الغذاء الذي يتناولنه، في حين تعمل الأدوية فقط عندما يرتفع مستوى السكر عن الحد اللازم."
ويمكن لأولئك الذين يعانون النوع الأول من مرض السكري، والتي تتطلب حالتهم تناول الأنسولين، أن يتناولوا الأطعمة المتوسطية، مع ممارسة التمارين الرياضية ما يجعلهم في غنى عن تناول الأنسولين، وفي حال لم تنجح هذه الوصفة في تخفيض السكر فيجب العودة لتناول الأنسولين.
فوائد الكوليسترول الجيد
في السياق ذاته قال باحثون ان مرض السكري قد يقلل فوائد الكوليسترول "الجيد" او البروتين الدهني عالي الكثافة (اتش.دي.ال) في حماية القلب ونصحوا بعلاج مرضى السكري بعقار نياسين الذي يرفع مستوياته.
ويقلل الاتش.دي.ال. من مخاطر القلب لانه يتعامل مع الكوليسترول "السيء" اي البروتين الدهني منخفض الكثافة (ال.دي. ال) ويبعده عن الشرايين ويعيده الى الكبد ليخرج من الجسم.
وذكرت بعض الدراسات الحديثة ان الكوليسترول الجيد يحمي أيضا الشرايين من خلال تعزيز عمليات علاج الخلايا. بحسب رويترز.
وقال باحثون في مستشفى جامعة زوريخ وكلية الطب في المانيا في دورية سركوليشن ان في حالات مرضى السكري يتقلص دور الحماية الذي يقوم به في العادة الكوليسترول "الجيد".
وقارن الباحثون عمل الاتش.دي.ال كعنصر حماية في عينات عشرة أشخاص اصحاء و33 مريضا بالسكري وأظهرت الابحاث المعملية ان فوائد الحماية التي يقوم بها الكوليسترول "الجيد" للاوعية الدموية " تتضرر بشكل ملموس" لدى مرضى السكري مقارنة مع مجموعة الاصحاء.
ثم قاموا بعد ذلك بتقسيم مجموعة مرضى السكري الى مجموعتين وعولجت مجموعة بعقار نياسين الذي يرفع مستويات الاتش.دي.ال. في الدم بينما لم تأخذ المجموعة الثانية هذا العلاج.
وبعد علاج استمر ثلاثة شهور أظهرت الابحاث ان من عولجوا بهذا العقار تحسنت لديهم وظائف الكوليسترول "الجيد". وقال الباحثون نظرا لصغر حجم العينة ان هناك حاجة لاجراء مزيد من الابحاث.
22 طفل من بين كل 100 الف
من جانبه قال مركز دسمان لابحاث وعلاج امراض السكر ان هناك نحو 22 طفل مصاب بداء السكر من بين كل 100 الف طفل في الكويت .
واوضحت استشارية امراض السكر ومساعدة مدير عام المركز الدكتورة منيرة العروج لوكالة الانباء الكويتية (كونا) بمناسبة افتتاح معرض حمية البحر المتوسط الغذائية الاثنين المقبل ان المعرض يهدف الى تثقيف المرضى والتخفيف من معاناتهم ومتابعة كل ماهو جديد في علاج هذا المرض . بحسب الوكالة الكويتية للانباء.
واشارت العروج الى ان هناك انشطة سينظمها المعرض على مدى ثلاثة ايام مثل الأنشطة البدنية وعروض الدمى للاطفال اضافة الى عرض فيلم علمي وفعاليات للكبار وتقديم بعض المأكولات الخاصة باقليم البحر المتوسط.
وقالت ان المركز يقيم انشطة ودورات على فترات بهدف تثقيف المرضى وذويهم على كيفية التعامل مع هذا المرض اضافة الى ضمان استمرارية تحديث المعلومات لديهم والقاء الضوء على كيفية التعايش معه والاعراض المزمنة له.
واكدت ان الدورات والمعارض الذي يقيمها المركز تلاقي اهتماما كبيرا من قبل اهالي المشاركين ويحرصون دائما على التواجد مع ابنائهم المرضى لتشجيعهم وتخفيف معاناتهم.
وتعتبر الكويت من الدول ذات النسب العالية في الاصابة بمرض السكر حيث وصلت الى أكثر من 15 في المئة من البالغين في حين وصلت نسبة اصابة الاطفال الى 22 حالة لكل 100 ألف طفل تحت سن 14.
ويتوقع ان يصل عدد المصابين بمرض السكر في العالم الى أكثر من 300 مليون شخص بحلول عام 2025 وان عدد المعرضين للاصابة به قد يصل إلى 427 مليون شخص في العام نفسه.
يذكر ان اقامة المعرض ياتي متزامنا مع احتفالات العالم بيوم السكر العالمي الذي يصادف في شهر نوفمبر المقبل .(النهاية) م ع ه
عدد المرضى سيتضاعف
كما قال باحثون أمريكيون أن عدد مرضى داء السكري في الولايات المتحدة سيتضاعف إلى المثلين بحلول عام 2034 وان الإنفاق على المرض سيتضاعف إلى ثلاثة أمثال مما يعني إجهاد نظام الصحة الأمريكي واختبار فاعلية الرعاية الصحية وبرامج التأمين الصحي الحكومية الأخرى.
وقال الأستاذ ألبرت هوانج من جامعة شيكاجو التي نشرت دراسته مجلة (ديابيتس كير) الطبية (نتوقع أن يزيد عدد المصابين بالسكري خلال الخمس وعشرين سنة المقبلة سواء الذين تم تشخيص إصابتهم بالمرض أو غيرهم من 24 مليون شخص تقريبا الى 44 مليون شخص بحلول عام 2034), وأضاف في مقابلة عبر الهاتف (نتوقع أن تتضاعف إلى الثلث تكلفة رعاية هؤلاء الأشخاص وهي تكاليف طبية مباشرة على مدى الفترة ذاتها لترتفع من 113 مليار دولار اليوم إلى 336 مليار دولار سنويا). بحسب رويترز.
وأوضح هوانج أن عبء علاج هؤلاء الملايين سيجهد برنامج ميديكير الامريكي للتأمين الصحي لكبار السن والمعاقين.
وتكهن جوانج بزيادة عدد الأشخاص الذين يضمهم برنامج ميديكير من 8.2 مليون الى 14.6 مليون شخص وأن يرتفع الإنفاق السنوي لميديكير على السكري من 45 مليار إلى 171 مليار دولار.
ويصل عدد البالغين المصابين بالسكري في الولايات المتحدة نحو 11 في المائة وغالبيتهم مصابون بالنوع الثاني من السكري المرتبط ارتباطا وثيقا بالبدانة.
وقد يزيد تنامي عبء السكري من تعقيد الجهود الرامية إلى تقليل الإنفاق على الرعاية الصحية في أمريكا خلال العقود المقبلة.
ويبحث الكونجرس الأمريكي قانونا لتوسيع نطاق الرعاية الصحية لملايين من الأشخاص الذين لا يتمتعون بالتأمين وضبط إنفاق الرعاية الصحية وحظر ممارسات معينة في مجال التأمين مثل حرمان أشخاص من العلاج لإصابتهم بحالات طبية سابقة.
وقال هوانج (السكري مشكلة صحية رئيسية في الوقت الحالي لكن من المهم بالنسبة للبلد ولصناع السياسة أن تكون لديهم فكرة حول ماذا سيحدث خلال العقدين المقبلين), وأضاف (لدينا أزمة مالية بالفعل في الرعاية الصحية ونحن بحاجة للتخطيط للطريقة التي سنتعامل بها مع تلك التكاليف في المستقبل).
مقتل 20 شخصا يوميا
الى ذلك حذر المركز الوطني للسكري في الأردن من أن المرض أصبح يقتل 20 شخصا يوميا، في حين أنه يسبب العجز الجنسي للشبان فوق سن 25 عاما بنسبة 62 في المائة.
وأكد مدير المركز الدكتور كامل العجلوني حدوث 20 وفاة يوميا في الأردن لمصابين بالسكري ومضاعفاته الأخرى كالذبحة الصدرية والجلطة الدماغية ومرض الأوعية الدموية الطرفية لتشكل مجمل الوفيات من السكري ومضاعفاته 80 في المائة من مجمل الوفيات في المملكة.
ونقلت وسائل إعلام أردنية عن العجلوني قوله إن "75 في المائة من أسباب الوفاة لدى مرضى السكري تعود لتصلب الشرايين التاجية و25 في المائة إلى أمراض الأوعية الدموية الدماغية أو الطرفية." بحسب (CNN).
ونسبت صحيفة "الدستور" للعجلوني قوله إن عدد المصابين بمرض السكري في عام 2050 سيصل إلى 3 ملايين شخص بين كافة الفئات العمرية في الأردن "إذا استمرت الأوضاع الراهنة على ما هي عليه."
ولفت الطبيب إلى أن كلفة العلاج في ازدياد مستمر حيث ارتفعت فاتورة الأدوية من 2004 إلى 2009 من 165 مليون دينار (232.7 مليون دولار) إلى 360 مليون دينار وأن التكلفة المالية المباشرة وغير المباشرة لعلاج السكري في المملكة تصل إلى 1.2 مليار دينار وستصل في عام 2050 إلى 6 مليارات.
وحذر العجلوني من ارتفاع نسبة السمنة في المملكة، وتزايد الإصابة بالأمراض الأخرى، معتبرا أن إصابة كل أردني بأكثر من مرض، مؤشر خطير وظاهرة غير مسبوقة دون وجود اهتمام حكومي كاف.
أول الخطوات
ففي حال التشخيص بالنوع الثاني من المرض، ينصح باتباع خطوات خمس لا بد من القيام بها.
لا تدع الماضي يطاردك: يعتبر العامل الوراثي من أبرز مسببات المرض، فإن كنت شاهدت أحد أقربائك المصابين، تبتر أطرافه بسبب المرض، أو توفي نتيجة نوبة قلبية نتيجة المرض، فلا تخف من ذلك، وتذكر أن الأمور تغيرت تماماً.
فطرق علاج المرض المتوافرة حالياً لم تكن متواجدة سابقاً، فالمريض الآن يستطيع قياس مستوى السكر في دمه في البيت عن طريق أجهزة متخصصة، كما إن الوعي الموجود والمتعلق بالمرض لم يكن موجوداً سابقاً، فاتباع حميات غذائية معينة، والقيام بالتمرينات المناسبة، جميعها لو كانت موجودة سابقاً لخففت كثيراً من معاناة المرضى سابقاً.
كن متوازناً في التعامل مع المرض: قد يؤدي الخوف من المرض في أحيان كثيرة إلى التعامل معه بشكل متطرف، كأن يمتنع المريض عن تناول السكر تماماً، ويبدأ بممارسة الرياضة بشكل كبير يومياً وبشكل مرهق، وهذا قد لا يكون أمراً صائباً.
فالتعامل مع المرض يحتاج إلى روية وتوازن، لأن إنزال مستوى السكر في الدم شكل كبير ليس مطلوباً، بل يجب الالتزام بتعليمات الطبيب، الذي يكون أدرى بحالتك منك.
لا تلم نفسك على الإصابة بالمرض: قد يبدأ المصاب بالمرض بطرح عدة أسئلة على نفسه.. ماذا فعلت بنفسي؟، وهل لو كان وزني أقل من ذلك فهل كنت لأصاب بالمرض؟ هل لو لم آكل كذا .. ؟ وهكذا، ويرى المختصون أن الأفضل البدء بالسؤال: ماذا يجب أن أفعل؟ والبدء بالتفكير بكيفية تجنب الأسوأ في المرض.
لا تقلق من المرض: فهناك الكثير من الأشياء غير الصحيحة المرتبطة بالمرض، كأن يتوقف المريض عن تناول الحلويات، أو ما شابه، أو يبدأ التفكير بتناول إبر الأنسولين أو وخز الإبع لفحص الدم واعتبار ذلك مؤلماً، الموضوع أسهل من كل هذا.
لا تكن خائفاً من العلاج: فإن احتاجت حالتك تناول الإبر منذ البداية فلا تردد في استخدامها، وهذا لا يعني أنك قد تتناولها للأبد، كما لا يمكن الاعتماد على الغذاء والتمارين الرياضية فقط في أغلب الأحيان، فالأدوية ضرورية، وإرادة الحفاظ على الجسم سليماً يجب أن تكون أقوى.
الانسولين طويل المفعول
والانسولين طويل الفعول "ليفيمير" Levemir الذي يؤخذ وقت النوم وحقن الانسولين "نوفورابيد" NovoRapid التي تؤخذ ثلاث مرات يوميا قبل الوجبات ضبطت مستويات الانسولين بشكل افضل لدى المرضى الذين لا يحصلون على نتائج جيدة من الحبوب اليومية وحدها.
وجرى مقارنة هذه النتائج مع نتائج حقن "نوفوميكس 30" NovoMix 30 التي تؤخذ مرتين يوميا لدى مرضى البول السكري الذين يتناولون حبوب "ميتفورمين" و "سولفونيلوريا".
ورعت شركة صناعة الادوية "نوفو نورديسك" تجربة مرضى السكري هذه في بريطانيا وايرلندا وجرى اختبار كل منتجات الانسولين.
وكان الهدف هو خفض مستويات الهيموجلوبين الذي يتضمن جلوكوز الى 6.5 في المئة. وهذا يعطي الاطباء فكرة عن مستويات الانسولين عبر المدى الطويل. بحسب رويترز.
وتابع الدكتور روري هولمان من "مركز اكسفورد لمرض البول السكري والغدد الصماء والتمثيل الغذائي في بريطانيا" وزملاء له مرضاهم البالغ عددهم 708 خلال ثلاث سنوات.
واحتاج معظمهم الى انسولين اضافي لضبط مرض السكري لديهم- وفي النهاية احتاج ما بين 68 الى 82 في المئة من المرضى الى اضافة نوع ثان من الانسولين لابقاء السكر في الدم منخفضا.
وقال الباحثون في دورية "نيو انجلاند جورنال اوف ميديسين" New England Journal of Medicine ان الانسولين طويل المفعول ساعد نحو 45 في المئة من المرضى بينما ضبط 32 في المئة فقط من هؤلاء الذين حصلوا على جرعتين فقط يوميا من "نوفوميكس 30" الانسولين لديهم جيدا.
ووجد الباحثون ان المرضى الذين تلقوا ثلاث جرعات من الانسولين بالحقن يوميا كانوا اكثر احتمالا لاكتساب الوزن واكثر احتمالا بواقع ثلاثة اضعاف للاصابة باعراض انخفاض مستوى السكر بالدم بدرجة كبيرة مقارنة مع هؤلاء الذين تلقوا انسولين طويل المفعول.
وزادت حالات الاصابة المحتملة بانخفاض خطير في سكر الدم بواقع الضعف تقريبا بين المرضى الذين تلقوا جرعتين بالحقن يوميا.
تعليق