يسعى الشاعر الحسيني الى تبني الوضوح من أجل تداول الشمول، مرتكزاً على بنى سردية تنهل من معطيات المرجع التاريخي، وهنا يكمن المعنى الكلي للفعل الشعري، معنى الاشتغال والتفرد ضمن المساحة المحددة لتكوين المنجز الشعري ابداعياً، ضمن بوتقة المفهوم الشعري في النص الحسيني الذي يختلف بطبيعتة كثيراً عماهية الرؤى المستحدثة، والتي تكبل الشعرية بالضبابية و(الشفرنة) بحجة كونيتها، وبهذا المعنى سيصبح لدينا المفهوم الشعري المنبري أكثر دقة وفنا وأصعب اشتغالا يتطلب من الناقد امكانية البحث في الوسائل الابداعية لمكونات الخاص والعام التي حققت بناء مثل هذه الشعرية الدقيقة في المعنى وتجربة الشاعر الحسيني مهدي هلال عبد مواليد 1962 كربلاء بكلوريوس لغة عربية وعلوم اسلامية والتي بنيت شعريتها على فاعلية التأريخ كمرجع واقعي يحفل بسمات التأريخ الارض والناس والزمن المعلوم:
(للتل جاءت زينب
للسبط شوق ترقب
نادت بصوت تندب
أين الذي سور لنا ضخرناه
صوت علي في كربلاء
حسيناه)
وتجد أيضا الموجه الاكاديمي والتأثر الواضح بمنهجية الدكتور (محمد حسين الصغير) وقد اتخذ الشاعر المسار السردي لعرض النص التاريخي بوجه مكتمل الملامح، عبر آليات القص حسب المفهوم الحداثي وطرحها بعرض شعري، حيث يقف الشاعر الحسيني عند الاحداث التاريخية لتكون تعبيراً عن مواقف ولائية... ثمة نقطة مهمة نود توضيحها؛ حيث يذهب البعض الى أحداث التاريخ من أجل محاكمة الواقع المعاش، وهذا يتطلب منه اختيار الاحداث، وانتقاء الشخصيات التي تتلائم ومضمون تجربته، بينما المتأمل في تجربة الشاعر (مهدي هلال) سيجد تفاعلا مع التأريخ كواقع مستقل له قداسته وحرمته وتأريخ اهل البيت عليهم السلام عنده يجب ان يبقى بعيداً عن اسقاطات الواقع السياسية، ولا يحبذ استخدام هذا التاريخ لاستفزاز الواقع فله هوية مستقلة، ولا يتم استحضاره من أجل القضايا الولائية مثل المواساة – طلب الشفاعة – تلبية نداء اهل البيت (ع) لكتابة الشعر الولائي لطلب الشفاعة، فنجده يركز على بعض الاحداث التأريخية التي لها طابع الهوية الايمانية كمصاب فاطمة عليها السلام:
(اليوم انفجع حامي الحمه
والدار وحشه ومظلمه
يالهادي غابت فاطمة)
( الاستهلال الاولي)
(من رحت وعفتني خذت روحي وصوبتني)
*****
(طاحت العدوان بينه وانظر لعمك وحيد)
*****
الشخوص المعروضة في النص الشعري جاسم او جسام وهو القاسم بن الحسن، والراوي رملة هي زوجة الإمام الحسن عليه السلام وام القاسم وشخصية العم الرمز هو الإمام الحسين عليه السلام والاب الذي هو الحسن عليهم السلام والحاضر في القصيدة من خلال وصيته:
(او حافظه عندي وصية من الحسن بيها يريد
توگف العمك عضيدة وتنذبح دونه شهيد)
*****
(ياثمر گلبي جبتلك بيدي يبني لامتك)
****
(اگصد العمك يرخصك تطب ساحات القتال)
*****
(وعيني تربيلك يغالي وانت عازم عل حرب)
********
أسمع من الحومة صوتك وجهت يبني السلام
قطعة من چبدي اگطعوهه لمن صابوك اللئام
*******
بيده شالك للمخيم صابر العظم المصاب
جيتني سابح بدمك ذابلة ورود الشباب
نادى حسين ابنچ ياليله
طاح بشدة وگومي ادعيله
نادت ياربي تباريله
من هذه المحنه تنجيني يوليدي فراگك ياذيني
تعليق