اللهم صل على محمد وآله الطيبين الطاهرين
لا تُؤخري فحص نظر طفلك
لا تُؤخري فحص نظر طفلك
تتطور حاسة البصر لدى الطفل بسرعة خلال السنة الأولى من عمره. لكن، أحياناً قد تعاني عيناه مشكلات تعوق تطور قدراته على الرؤية السليمة، نتيجة عوامل عدة. لا تترددي يا عزيزتي في إجراء فحص نظر شامل لطفلك، لأنه يساعد على الكشف عن أي خلل يؤثِّر في أدائه الأكاديمي لاحقاً، وعلاجه قبل أن تتفاقم مضاعفاته.
تعتمد تقنيات فحص النظر على عمر الطفل، ففي خلال السنة الأولى من ولادته، يقوم طبيب الأطفال بفحص نظره. يستطيع الطفل أن يرى الأشياء بوضوح ويكون قادراً على التركيز بنظره ورؤية الألوان وتمييز الأشكال لدى بلوغه سن الأربعة أشهر. ومن أجل معرفة ما إذا كانت العينان تنموان بشكل سليم، يخضع الطفل لبعض الفحوصات للتأكد من سلامة النظر، مثل:
- اختبار رد فعل بؤبؤ العين في الضوء ومتابعة حركة الأشياء.
- اختبار قدرة الطفل على تركيز نظره ومتابعة حركة الأشياء.
- اختبار أفضلية النظر لتقويم قدرات الطفل على رؤية الأشياء والتمييز بين الأشكال.
في حال لاحظ طبيب الأطفال وجود أي خلل، يقوم بإحالة الطفل إلى طبيب أطفال اختصاصي في تشخيص أمراض العيون وعلاجها، ليتابع الحالة ويجري فحوصاً إضافية، ذلك أن التشخيص المبكر لأمراض العيون الشائعة في مرحلة الطفولة يعتبر أمراً أساسياً في نجاح العلاج.
- قبل المدرسة:
الخضوع لفحص نظر شامل لا يتطلب من الطفل معرفة قراءة الأحرف، فَثَمَّة فحوص خاصة بالأطفال في سن ما قبل المدرسة، تتيح للطبيب الكشف عن أي خلل في حاسة النظر. لكن، قبل أخذ الطفل عند الطبيب، على الأم أن تجهزه لهذه العملية من خلال الشرح له بأن الطبيب سوف يطلب منه النظر في اتجاه مُعيَّن والتحديق في أشياء محددة، وقد يضع بضع نقاط من محلول خاص في عينيه، لا تسبب له أي ألم.
في العيادة، يخضع الطفل لفحص حسي للعينين ولفحص حدة النظر من خلال التحديق في الصور والأشكال المختلفة التي تُعرض عليه، بهدف قياس قدرته على الرؤية. كما يجري الطبيب فحصاً لشبكية العين من خلال تسليط ضوء إلى داخلها لمراقبة كيفية انعكاسه على الشبكية، حيث تصل الصور إلى الخلايا الحساسة تجاه الضوء. هذا الفحص يساعد على تحديد ما إذا كان الطفل في حاجة إلى وضع نظارات طبية. تكمن أهمية هذه الاختبارات والفحوص في قدرتها على كشف المشكلات التي تسبب صعوبة في الرؤية وتؤثر سلباً في قدرة الطفل على التعلُّم لاحقاً.
- الأمراض الشائعة:
يجرى الفحص الشامل للعينين والنظر بهدف الكشف عن مشكلات النظر الشائعة بين الأطفال ومعالجتها باكراً، لتفادي مضاعفاتها. ومن أكثر هذه المشكلات شيوعاً:
* العين الكسولة: هي ضعف في النظر بسبب عدم استخدام الطفل عينه، على الرغم من كونها سليمة وغير مصابة بأي عيب. غالباً ما تظهر هذه الحالة في إحدى العينين. من وسائل تشخيصها، فحص عام لقُدرات الطفل على الرؤية، وتحديد إذا كان هناك انحراف في إحدى العينين. لسوء الحظ، لا يمكن معالجة مشكلة العين الكسولة بواسطة النظارات الطبية أو العدسات اللاصقة، إذ يتطلَّب الأمر إغماض العين السليمة، لحث الطفل على استخدام عينه الكسولة وتقويتها.
* الحول الولادي: يؤدي ضعف العضلات في إحدى العينين إلى انحرافها، فتبدو إحدى الحَدَقتين تنظر في اتجاه مستقيم، بينما تنحرف الأخرى في اتجاه آخر، قد يكون إلى الداخل أو الخارج أو إلى الأعلى أو إلى الأسفل. تعالج هذه المشكلة من خلال الجراحة، باستثناء الحوَل الداخلي الناتج عن بُعد النظر الذي يمكن تصحيحه بواسطة النظارات الطبية. في حال لم تعالَج المشكلة باكراً، سوف تُصاب العين المنحرفة بالكسل، ما يؤدي إلى فقدان حاسة النظر فيها.
* قصور في التركيز: عدم القدرة على تركيز النظر على الأشياء التي تتحرك وتقترب من العين.
* عمى الألوان: عجز رؤية بعض الألوان أو لون واحد.
* التهاب الجفن وارتخاء الجفون: يؤدي التهاب الغدد الدهنية الموجودة عن جذور الرموش إلى إلتهاب الجفون فتتجمع الإفرازات الصمغية على الرموش، لاسيّما في الصباح، وقد تُسبِّب له ألماً. تعالج هذه الحالة بالأدوية. في المقابل، ارتخاء عضلات الجفون عجز الطفل عن فتح عينيه. يمكن أن تصيب عيناً واحدة أو الاثنتين، وغالباً ما تعالج بالجراحة.
* العين الدامعة: يؤدي انسداد القناة الدمعية، التي تربط الغدد الدمعية بالأنف، إلى تجمُّع السوائل والتهاب العين.
* احمرار العين: يتلوّن الجزء الأبيض من العين باللون الأحمر، وتزداد إفرازات الدمع أو الصمغ نتيجة الالتهابات الفيروسية أو البكتيرية أو نتيجة إصابة الطفل بالحساسية. عادة ما تستخدم قطرة العين أو المراهم لعلاج الحالة.
* الاستجماتيزم: يؤدي عدم انتظام سطح القرنية إلى عدم وضوح الرؤية. يمكن علاج الحالة بوضع نظارات طبية.
تذكري يا عزيزتي، أن الفحص الشامل والمبكر للنظر والعين يؤدي دوراً حيوياً وبالغ التأثير في أداء طفلك الأكاديمي. فالتلميذ الذي يعجز عن رؤية الحروف على اللوح أو في الكتاب، يميل إلى الإصابة بالإحباط، وقد يتوصل إلى رفض الذهاب إلى المدرسة أو التركيز على الدروس.
- متلازمة التحديق في شاشة الكمبيوتر:
ازداد عدد الأطفال الذين يستخدمون الكمبيوتر، لفترات طويلة وبشكل يومي، وهذا ما أدّى إلى ظهور عامل جديد يضيف مشكلة أُخرى إلى مشكلات العين الشائعة عند الأطفال. الإكثار من التحديق في شاشة الكمبيوتر، قد يسبب أعراضاً مؤذية للأطفال مثل، تعب العينين، وعدم القدرة على الرؤية بوضوح وصداع في الرأس، تُعرَف باسم "أعراض متلازمة التحديق في شاشة الكمبيوتر".
- إليك بعض النصائح التي تحمي طفلك من الإصابة بهذه الحالة:
* انتبهي إلى المؤشرات: عليك أن تنتبهي إلى الأعراض التي تؤشر إلى وجود المتلازمة، مثل جفاف العينين واحمرارهما، وفرك العينين، والشكوى من الإرهاق أو تعب العينين أو عدم الرؤية بوضوح. كذلك، يؤشر عدم رغبة الطفل في استخدام الكمبيوتر، إلى احتمال انزعاجه من متلازمة التحديق.
* التحقق من الإنارة السليمة في الغرفة: احرصي على ألّا يكون هناك أي انعكاس ضوئي على شاشة الكمبيوتر كي لا يرغم طفلك على بذل مجهود إضافي في التركيز والتحديق في الشاشة، ما يُرهق عينيه.
* اختيار المكان والارتفاع المناسبين لتثبيت جهاز الكمبيوتر: احرصي على وضع جهاز الكمبيوتر على ارتفاع مناسب، حيث يكون في مستوى الطفل. طول الطفل وحجمه يحددان مكان وضع الشاشة ولوح المفاتيح. يجب ألّا تكون الشاشة عالية جداً بالنسبة إلى الطفل، وأن تفصل بينهما مسافة 60 سم.
* استخدام الكمبيوتر لفترات محددة: عليك أن تراقبي الوقت الذي يمضيه الطفل أمام شاشة الكمبيوتر، والانتباه إلى علامات التعب التي تظهر على وجهه. من المهم أن تشجعيه على أخذ استراحة مدة عشر دقائق، بعد مضي ساعة من استخدام الكمبيوتر. هذه الوقفات المنتظمة تريح العينين وتحد من إصابتهما بالاحمرار نتيجة التركيز المستمر وقلّة الترميش.
* فحص النظر: من المهم إجراء فحص بُعد النظر، لأن استخدام الكمبيوتر يُحتِّم الاعتماد على الرؤية القريبة. أحياناً، قد يصف الطبيب وضع نظارات خاصة تستخدم فقط أثناء العمل على جهاز الكمبيوتر.
للأمانة والفائدة/ منقول
سلامة أطفالكم
تعليق