غاية الزواج ومواصفات اختيار الزوج والزوجة
نظراً لأهمیة هذا الموضوع في حیاة الإنسان، فإنّ أصحاب الف?ر الإسلامي عندما یدخلون في هذا المجال، یصرفون في بعض الأحیان، الأیام و الشهور في نطاق جلسات عدیدة للنقاش و تبادل الآراء و ?ما تعلم فإنّ العدید من ال?تب قد ألّفت حول هذا الموضوع،
المصیر الأبدي
یجب علی الإنسان أن یتّبع غایةً أساسیةً، لا فقط في أمر الزواج فحسب، بل في ?ل أمور و مراحل حیاته؛ و هذه الغایة هي طاعة الرب و التقرّب إلیه سبحانه و تعالی. و إنّ ?ل غایة سواها فارغة و زائلة، و لو ?ان عمل الإنسان لتنفیذ أمر الرب و ?ان هدفه إطاعة المعبود و عبودیته، فإنّ عمله لن ی?ون محدوداً بهذه الدنیا الفانیة، فانّ عمله سیتّصل بالله سبحانه و تعالی و یتّخذ صبغة إلهیة و سیجني الإنسان من ثمراته إلی الأبد و یقدّم صاحبه خطوة نحو خالقه الرحیم. و القرآن أیضاً یذ?ّرنا في مواقف عدّة بهذه النقطة، حیث یقول البارئ سبحانه و تعالی: " ?ل من علیها فان، و یبقی وجه رب? ذو الجلال و الإ?رام " (1) و أيضاً یقول : " صبغة الله و من أحسن من الله صبغة . . . " (2)
من المم?ن أن ت?ون هذه تجربة جدیدة في حیاتنا أو ت?ون هدفاً مثالیاً و غیر قابل للوصول في رؤيتنا، ل?نّه و بالحقیقة و الواقع قابل للوصول و لو حصلنا علیه سوف ينفتح أمام أعیننا عالم جدید و من المم?ن أن نشاهد مناظر من الجنة في حیاتنا الزوجیة.
معاً في سبیل المحبوب
بما أنّ الزواج مرحلة حساسة من مراحل حیاة الإنسان و لها أثرها المصیري في حیاته المادّیة و المعنویة، فأنّ تعیین الغایات الأساسیة في أمر الزواج تفوق أهمیتها سائر مجالات الحیاة. و تقول لنا التعالیم الإسلامیة بأن نجعل غایتنا من الزواج، التقرّب إلی الله و طاعته و یعني هذا أن نجعل هدفنا من الحیاة الزوجیة المساعدة و التعاون في طاعة و عبودیته الله سبحانه و تعالی. و یسعی الإثنان (الزوج و الزوجة) في ?سب مرضاة الخالق في ?ل الأمور و أداء الواجب في جمیع لحظات الحیاة و أن یساعد الزوج زوجته في هذا المجال.
لو أخذت حیاتنا الزوجیة هذه الصبغة و بنیت علی هذا الأساس، سیزداد الحُبّ بینهم شیئاً فشیئاً و من البدیهي أن ت?ون هذه الحياة الجديدة (و حسب ما قدمناه) أبدية لا یدخل فیها الفناء. بما أنّ الأئمة الأطهار (علیهم السلام) و في ?لام لهم، بیّنوا لنا أن مثل هذه الحیاة الزوجیة لا تنقطع حتی في الجنة و سی?ون نور الزوجة أ?ثر من حور العین ألتي شاع صیت حسنها. و سیعیش الإثنان (الزوج و الزوجة) في الجنة جنباً إلی جنب.
زوجة ه?ذا ...
إنّ جواب القسم الثاني من السؤال قد إتّضح في ما مضی و هو أنّ من المستلزمات الزوجة التي تستطیع أن تساعد الزوج في ذل? الطریق، أن تنتخب الزوجة ?زوجها ذل? الهدف (المذ?ور) من بین الأهداف المختلفة ألتي یختارها الناس لحیاتهم، بوعیٍ و حرّیةٍ ?املین. و الصفة البارزة لهؤلاء الناس أنّهم یسعون في تقوی الله و إجتناب المحرّمات.
أمّا من الناحیة العملیة، ف?یف نستطیع أن نتطلّع علی صفات الزوج الذي نرید إختیاره و ?یف نختبره؟
علینا أن نلاحظ أنّ لعائلة الزوجة تأثیراً عمیقاً علی أخلاقها و صفاتها، فإن ?ان نظماً و تفاهماً عاماً یسود عائلة الزوجة، فهذا یعتبر ميزة غالية؛ نقصد أن ی?ون الأب حین تلاطفه و أنسه بالأسرة، مدیراً قویاً لهم و أنّ الأمّ لا تنسی المحبة و العطوفة للعائلة خلال منعطفات الحیاة المتتالیة.
و علی هذا الأساس و بغضّ النظر عن التأثیرات الإجتماعیة و أثرات البیئة في المجتمعات المختلفة، فمن الطبیعي أن ی?ون أساس شخصیة الإبن و ?یانه یشبه الأب و ?ذل? البنت للأم فأنّه بالتدقیق في شخصیة و صفات الأب و الأم، یم?ننا أن نطّلع بصورة نسبيّة إطّلاعاً علی شخصیة و صفات و أهداف الإبن أو البنت الذي أو التي نريد الزواج معه أو معها في المستقبل.
الإستفسار و السؤال من أقارب عائلة الزوج یعتبر أیضاً وسیلة مناسبة تساعدنا ?ثیراً في هذا المجال. و أیضاً یجب علینا أن نعلم أنّ الجمال و الإناقة هي مهمّة و ل?ن بالدرجة الثانیة من الأهمیة و الأهمّ هو الخلق الحسن و الهدف المتعالي، لأنّ الإنسان یعیش مع أخلاق زوجه و سلو?ه لا مع جماله و لا حتی دراساته العليا و لذا لو بحثنا سنجد أنّ ?ثیراً من الرجال و زوجاتهم لهم مدارج علمیة عالیة، أو لهم صفات ظاهریة فريدة، و ل?ن مع ذل? یعیشون حیاة زوجیة سیئة للغایة.
إذن لا یبقی لنا أدنی ش?ّ بأنّ أساس و عمق الحُب و العطوفة الموجودة بین الزوجین و إستح?ام حیاتهما الزوجیة یعود إلی الحوافز و الأهداف لهذا الزواج. إذن فانّ أرقی الأهداف للزواج، ستُحدث أقوی الصِلات بین الزوجین في حیاتهم. و لو إنتخبا الأهداف الإلهیة حقاً، فإنّ من الطبیعي سیسعيان للوصول إلی هذه الأهداف في جمیع لحظات حیاتهما و سیساعد الواحد منهما الآخر في هذا الطریق و في هذا الش?ل من الحیاة الزوجیة، ستتأصّل المحبة و العطوفة و تدوم.
أجمل زواج، أقوی حُب
إنّ النموذج البارز للحیاة المفعمة بالمحبة التي ذ?رناها، حیاة أمیرالمؤمنین و فاطمة الزهراء (سلام الله علیهما) و یجدر بنا أن نشیر هنا إلی مقتطفٍ منها ?شاهد علی ما مضی من ?لامنا. الحیاة التي ?ان سبب الوحدة و الألفة فيها و بين أر?انها حُبّ الله و ?انت لحظات تل? الحیاة مليئة بذ?ره سبحانه دوماً ...
بعدما زوّج الرسول (صلّی الله علیه و آله و سلّم) فاطمة الزهراء (علیها سلام) من أمیرالمؤمنین (علیه السلام)،دخل یوماً في بیتهم، فسأل علياً (علیه السلام) : ?يف وجدت أهل?؟ قال: "نعم العون علی طاعة الله". و سأل فاطمة (علیها سلام) فقالت: "خير بعل". فقال الرسول: "اللّهمّ اجمع شملهما و ألّف بين قلوبهما و اجعلهما و ذرّيّتهما من ورثة جنّة النّعيم و ارزقهما ذرّيّةً طاهرةً طيّبةً مباركةً و اجعل في ذرّيّتهما البركة و اجعلهم أئمّةً يهدون بأمرك إلى طاعتك و يأْمرون بما يرضيك."(3)
لو تأمّلنا قلیلاً، سنستغرب و نتعجّب ?ثیراً. فانّه و مع وجود شتی ال?مالات الموجودة في فاطمة الزهراء (علیها سلام)،فأنّ أمیرالمؤمنین (علیه السلام) عندما یرید وصفها، ت?ون قمّة ?لامه هي أنّها نعم العون علی طاعة الله.
و هذا مع العلم بأنّهما لم ی?ونا قد تر?ا الحیاة العادّیة إشتغالاً بالعبادة دوماً، بل ?انا ?سائر الناس یعیشان حیاتهما الطبیعیة، و ل?ن ?انت غایتهما من النوم و الطعام و العمل و سائر أر?ان الحیاة هي طاعة الخالق و تحصیل رضاه سبحانه و تعالی و ?انا یقصدانه و یبغيانه و لا یشر?ان به أحداً. و هنا یَ?من السرّ المحبة و العاطفة التي ?انت موجودة بینهما. نعم، إنّ رضاه سبحانه و تعالی یخلق أقوی بناء وثیق في العالم.
الزواج هو الس?ون و الطمأنینة الشاملة
متابعة لهذه الرؤية إلی قضية الزواج، فانّ النتاج العملي الذي یذ?ره القرآن ال?ریم للزواج هو الس?ون و الطمأنینة الشاملة ل?ل أبعاد و ?یان الإنسان، و ?ما تعلمون فإنّ الله سبحانه و تعالی یعتبر غایة الزواج الحصول علی الس?ون و الطمأنینة و یقول عزّ من قال: "و من آیاته أن خلق ل?م من أنفس?م أزواجاً لتس?نوا إلیها و جعل بین?م مودّة و رحمة إنّ في ذل? لآیاتٍ لقوم یتف?ّرون"(4) و بما أنّه سبحانه و تعالی لم یجعل قیداً للس?ون و الطمأنینة، نستنتج أنّ الطمأنینة الحاصلة من الزواج تظهر في ?ل شؤون الحیاة و أنّ الزوجین سیحصلان علی طمأنینة و س?ون في الأمور الإقتصادیة و الإجتماعیة و المادّیة و الأهمّ من ذل? المعنویة و النفسیة، حیث يبتعد عنهم التشويش و القلق و الإضطراب ال?امن في وجودهم.
من الطبیعي أن ی?ون الحصول علی الس?ون و الطمأنینة في الشؤون المادّیة و المعنویة، هو إحدی الحوافز للإنسان یحرّ?ه نحو الزواج؛ لأنّه و قبل الزواج فأنّ الإنسان یشعر بوجود إضطراب و قلق في أعماقه و یسعی في إزالتهما. و عندما یسعی نحو الزواج طاعةً لأمر الله و تقرّباً به سیحصل علی الس?ون و الطمأنینة أ?ثر من آخرين، لأنّه و بنصّ القرآن ال?ریم فانّ الأمر الذي یشفي صدر ?ل إنسان و یطمأنه هو ذ?ر الله سبحانه و تعالی.
بدایة حسنة، مقدّمة لمواصلة المسار
إضافةً للموضوعات التي ذ?رناها، یجب أن نلفت الأنظار إلی أنّ الزوج الصالح (و مع أهمیته) یعتبر نصف الطریق فقط و یجب أن لا ن?تفي به و النصف الآخر هو السلو? الحسن و البقاء و المعاضدة جنباً إلی جنب في ?ل منعطفات الحیاة.
هذا الأمر قضیة مهمّة له الدور الأساسي في سعادة الإنسان في بقیة حیاته.
إذن فلنتّخذ هدفاً ربّانیاً لحیاتنا و لنعیش لحظات حیاتنا ?ما یُحبّ و یَرضی.
_________________________
الهوامش:
1- سورة الرحمن، الآیة 26 و 27
2- سورة البقرة، الآیة 138
3- بحار الأنوار، مجلد 43، صفحة 117
4- سورة الروم، الآیة 21
نظراً لأهمیة هذا الموضوع في حیاة الإنسان، فإنّ أصحاب الف?ر الإسلامي عندما یدخلون في هذا المجال، یصرفون في بعض الأحیان، الأیام و الشهور في نطاق جلسات عدیدة للنقاش و تبادل الآراء و ?ما تعلم فإنّ العدید من ال?تب قد ألّفت حول هذا الموضوع،
المصیر الأبدي
یجب علی الإنسان أن یتّبع غایةً أساسیةً، لا فقط في أمر الزواج فحسب، بل في ?ل أمور و مراحل حیاته؛ و هذه الغایة هي طاعة الرب و التقرّب إلیه سبحانه و تعالی. و إنّ ?ل غایة سواها فارغة و زائلة، و لو ?ان عمل الإنسان لتنفیذ أمر الرب و ?ان هدفه إطاعة المعبود و عبودیته، فإنّ عمله لن ی?ون محدوداً بهذه الدنیا الفانیة، فانّ عمله سیتّصل بالله سبحانه و تعالی و یتّخذ صبغة إلهیة و سیجني الإنسان من ثمراته إلی الأبد و یقدّم صاحبه خطوة نحو خالقه الرحیم. و القرآن أیضاً یذ?ّرنا في مواقف عدّة بهذه النقطة، حیث یقول البارئ سبحانه و تعالی: " ?ل من علیها فان، و یبقی وجه رب? ذو الجلال و الإ?رام " (1) و أيضاً یقول : " صبغة الله و من أحسن من الله صبغة . . . " (2)
من المم?ن أن ت?ون هذه تجربة جدیدة في حیاتنا أو ت?ون هدفاً مثالیاً و غیر قابل للوصول في رؤيتنا، ل?نّه و بالحقیقة و الواقع قابل للوصول و لو حصلنا علیه سوف ينفتح أمام أعیننا عالم جدید و من المم?ن أن نشاهد مناظر من الجنة في حیاتنا الزوجیة.
معاً في سبیل المحبوب
بما أنّ الزواج مرحلة حساسة من مراحل حیاة الإنسان و لها أثرها المصیري في حیاته المادّیة و المعنویة، فأنّ تعیین الغایات الأساسیة في أمر الزواج تفوق أهمیتها سائر مجالات الحیاة. و تقول لنا التعالیم الإسلامیة بأن نجعل غایتنا من الزواج، التقرّب إلی الله و طاعته و یعني هذا أن نجعل هدفنا من الحیاة الزوجیة المساعدة و التعاون في طاعة و عبودیته الله سبحانه و تعالی. و یسعی الإثنان (الزوج و الزوجة) في ?سب مرضاة الخالق في ?ل الأمور و أداء الواجب في جمیع لحظات الحیاة و أن یساعد الزوج زوجته في هذا المجال.
لو أخذت حیاتنا الزوجیة هذه الصبغة و بنیت علی هذا الأساس، سیزداد الحُبّ بینهم شیئاً فشیئاً و من البدیهي أن ت?ون هذه الحياة الجديدة (و حسب ما قدمناه) أبدية لا یدخل فیها الفناء. بما أنّ الأئمة الأطهار (علیهم السلام) و في ?لام لهم، بیّنوا لنا أن مثل هذه الحیاة الزوجیة لا تنقطع حتی في الجنة و سی?ون نور الزوجة أ?ثر من حور العین ألتي شاع صیت حسنها. و سیعیش الإثنان (الزوج و الزوجة) في الجنة جنباً إلی جنب.
زوجة ه?ذا ...
إنّ جواب القسم الثاني من السؤال قد إتّضح في ما مضی و هو أنّ من المستلزمات الزوجة التي تستطیع أن تساعد الزوج في ذل? الطریق، أن تنتخب الزوجة ?زوجها ذل? الهدف (المذ?ور) من بین الأهداف المختلفة ألتي یختارها الناس لحیاتهم، بوعیٍ و حرّیةٍ ?املین. و الصفة البارزة لهؤلاء الناس أنّهم یسعون في تقوی الله و إجتناب المحرّمات.
أمّا من الناحیة العملیة، ف?یف نستطیع أن نتطلّع علی صفات الزوج الذي نرید إختیاره و ?یف نختبره؟
علینا أن نلاحظ أنّ لعائلة الزوجة تأثیراً عمیقاً علی أخلاقها و صفاتها، فإن ?ان نظماً و تفاهماً عاماً یسود عائلة الزوجة، فهذا یعتبر ميزة غالية؛ نقصد أن ی?ون الأب حین تلاطفه و أنسه بالأسرة، مدیراً قویاً لهم و أنّ الأمّ لا تنسی المحبة و العطوفة للعائلة خلال منعطفات الحیاة المتتالیة.
و علی هذا الأساس و بغضّ النظر عن التأثیرات الإجتماعیة و أثرات البیئة في المجتمعات المختلفة، فمن الطبیعي أن ی?ون أساس شخصیة الإبن و ?یانه یشبه الأب و ?ذل? البنت للأم فأنّه بالتدقیق في شخصیة و صفات الأب و الأم، یم?ننا أن نطّلع بصورة نسبيّة إطّلاعاً علی شخصیة و صفات و أهداف الإبن أو البنت الذي أو التي نريد الزواج معه أو معها في المستقبل.
الإستفسار و السؤال من أقارب عائلة الزوج یعتبر أیضاً وسیلة مناسبة تساعدنا ?ثیراً في هذا المجال. و أیضاً یجب علینا أن نعلم أنّ الجمال و الإناقة هي مهمّة و ل?ن بالدرجة الثانیة من الأهمیة و الأهمّ هو الخلق الحسن و الهدف المتعالي، لأنّ الإنسان یعیش مع أخلاق زوجه و سلو?ه لا مع جماله و لا حتی دراساته العليا و لذا لو بحثنا سنجد أنّ ?ثیراً من الرجال و زوجاتهم لهم مدارج علمیة عالیة، أو لهم صفات ظاهریة فريدة، و ل?ن مع ذل? یعیشون حیاة زوجیة سیئة للغایة.
إذن لا یبقی لنا أدنی ش?ّ بأنّ أساس و عمق الحُب و العطوفة الموجودة بین الزوجین و إستح?ام حیاتهما الزوجیة یعود إلی الحوافز و الأهداف لهذا الزواج. إذن فانّ أرقی الأهداف للزواج، ستُحدث أقوی الصِلات بین الزوجین في حیاتهم. و لو إنتخبا الأهداف الإلهیة حقاً، فإنّ من الطبیعي سیسعيان للوصول إلی هذه الأهداف في جمیع لحظات حیاتهما و سیساعد الواحد منهما الآخر في هذا الطریق و في هذا الش?ل من الحیاة الزوجیة، ستتأصّل المحبة و العطوفة و تدوم.
أجمل زواج، أقوی حُب
إنّ النموذج البارز للحیاة المفعمة بالمحبة التي ذ?رناها، حیاة أمیرالمؤمنین و فاطمة الزهراء (سلام الله علیهما) و یجدر بنا أن نشیر هنا إلی مقتطفٍ منها ?شاهد علی ما مضی من ?لامنا. الحیاة التي ?ان سبب الوحدة و الألفة فيها و بين أر?انها حُبّ الله و ?انت لحظات تل? الحیاة مليئة بذ?ره سبحانه دوماً ...
بعدما زوّج الرسول (صلّی الله علیه و آله و سلّم) فاطمة الزهراء (علیها سلام) من أمیرالمؤمنین (علیه السلام)،دخل یوماً في بیتهم، فسأل علياً (علیه السلام) : ?يف وجدت أهل?؟ قال: "نعم العون علی طاعة الله". و سأل فاطمة (علیها سلام) فقالت: "خير بعل". فقال الرسول: "اللّهمّ اجمع شملهما و ألّف بين قلوبهما و اجعلهما و ذرّيّتهما من ورثة جنّة النّعيم و ارزقهما ذرّيّةً طاهرةً طيّبةً مباركةً و اجعل في ذرّيّتهما البركة و اجعلهم أئمّةً يهدون بأمرك إلى طاعتك و يأْمرون بما يرضيك."(3)
لو تأمّلنا قلیلاً، سنستغرب و نتعجّب ?ثیراً. فانّه و مع وجود شتی ال?مالات الموجودة في فاطمة الزهراء (علیها سلام)،فأنّ أمیرالمؤمنین (علیه السلام) عندما یرید وصفها، ت?ون قمّة ?لامه هي أنّها نعم العون علی طاعة الله.
و هذا مع العلم بأنّهما لم ی?ونا قد تر?ا الحیاة العادّیة إشتغالاً بالعبادة دوماً، بل ?انا ?سائر الناس یعیشان حیاتهما الطبیعیة، و ل?ن ?انت غایتهما من النوم و الطعام و العمل و سائر أر?ان الحیاة هي طاعة الخالق و تحصیل رضاه سبحانه و تعالی و ?انا یقصدانه و یبغيانه و لا یشر?ان به أحداً. و هنا یَ?من السرّ المحبة و العاطفة التي ?انت موجودة بینهما. نعم، إنّ رضاه سبحانه و تعالی یخلق أقوی بناء وثیق في العالم.
الزواج هو الس?ون و الطمأنینة الشاملة
متابعة لهذه الرؤية إلی قضية الزواج، فانّ النتاج العملي الذي یذ?ره القرآن ال?ریم للزواج هو الس?ون و الطمأنینة الشاملة ل?ل أبعاد و ?یان الإنسان، و ?ما تعلمون فإنّ الله سبحانه و تعالی یعتبر غایة الزواج الحصول علی الس?ون و الطمأنینة و یقول عزّ من قال: "و من آیاته أن خلق ل?م من أنفس?م أزواجاً لتس?نوا إلیها و جعل بین?م مودّة و رحمة إنّ في ذل? لآیاتٍ لقوم یتف?ّرون"(4) و بما أنّه سبحانه و تعالی لم یجعل قیداً للس?ون و الطمأنینة، نستنتج أنّ الطمأنینة الحاصلة من الزواج تظهر في ?ل شؤون الحیاة و أنّ الزوجین سیحصلان علی طمأنینة و س?ون في الأمور الإقتصادیة و الإجتماعیة و المادّیة و الأهمّ من ذل? المعنویة و النفسیة، حیث يبتعد عنهم التشويش و القلق و الإضطراب ال?امن في وجودهم.
من الطبیعي أن ی?ون الحصول علی الس?ون و الطمأنینة في الشؤون المادّیة و المعنویة، هو إحدی الحوافز للإنسان یحرّ?ه نحو الزواج؛ لأنّه و قبل الزواج فأنّ الإنسان یشعر بوجود إضطراب و قلق في أعماقه و یسعی في إزالتهما. و عندما یسعی نحو الزواج طاعةً لأمر الله و تقرّباً به سیحصل علی الس?ون و الطمأنینة أ?ثر من آخرين، لأنّه و بنصّ القرآن ال?ریم فانّ الأمر الذي یشفي صدر ?ل إنسان و یطمأنه هو ذ?ر الله سبحانه و تعالی.
بدایة حسنة، مقدّمة لمواصلة المسار
إضافةً للموضوعات التي ذ?رناها، یجب أن نلفت الأنظار إلی أنّ الزوج الصالح (و مع أهمیته) یعتبر نصف الطریق فقط و یجب أن لا ن?تفي به و النصف الآخر هو السلو? الحسن و البقاء و المعاضدة جنباً إلی جنب في ?ل منعطفات الحیاة.
هذا الأمر قضیة مهمّة له الدور الأساسي في سعادة الإنسان في بقیة حیاته.
إذن فلنتّخذ هدفاً ربّانیاً لحیاتنا و لنعیش لحظات حیاتنا ?ما یُحبّ و یَرضی.
_________________________
الهوامش:
1- سورة الرحمن، الآیة 26 و 27
2- سورة البقرة، الآیة 138
3- بحار الأنوار، مجلد 43، صفحة 117
4- سورة الروم، الآیة 21
تعليق