ساعات الذهول
ان من أصعب الساعات التي تمر على المرء ، هي تلك الساعة التي لا يجد عندها - في نفسه - خيرا ولا شرا ..بل يجدها في حالة من الشرود والذهول ،
مما يجعل الساعات تمـر على العبد ، من دون أن يحصد فيها خيرا لدنياه أو لآخرته ..فمن الجـدير بالعبد تجنب
هذه الساعات بتجنب مناشـئها ومنها : ( اللاّهدفية ) في الحياة ،
و( الانشغال ) المستغرق بلهو القول والفعل ، وعدم حمل ( طموحات ) كبرى في الحياة ،
و( انتفاء ) النظم في أمر المعيشة والمعاد ..فالواجب على العاقل هو الخروج من هذا العبث الهادر للعمر ،
وذلك ( بالتفكير ) في محدودية عمر الإنسان ، وعدم قبول دعوته للرجوع إلى الدنيا
لتدارك الفائت بالعمل الصالح ، و( استحضار ) المعـيّة الإلهية المتحققة من جانب الرب تعالى -
وان لم يستحضرها العبد - وهي التي تدعوه إلى الانشغال بما يرضي الحق
في كل مرحلة من مراحل حياته ، توقيراً لتلك المعية المستلزمة للمراقبة الدقيقة .
تعليق