إهمال الوالدين للأبناء جريمة بحقهم
عن رسول الله (ص) الولد الصالح ريحانة من رياحين الجنة.
الوالدان مسؤولان عن تربية أبنائهما لما للتربية والتوجيه العائلي للأولاد لهما دور كبير في صنع مستقبلهم المجيد والإهمال في هاتين الناحيتين يهيء لهم أرضية الشقاء ولاسيما إذا عاشوا في محيط سلبي ملوث بالقذارات السلوكية.
فتربية الأولاد تربية صالحة وتنشتهم على الإيمان وحب الخير من أكبر وأهم المسؤوليات المحتمة على الوالدين ومن أفظع الجنايات التي يرتكبها الوالدان تجاه أبنائهما هي حالة التسيب وعدم العناية بهم أثناء التربية فعلى أولياء الأمور تقع هذه المسؤولية الخطرة إن فرطوا في الحفاظ على هدية السماء لهما من الله تعالى حيث روي عن رسول الله (ص): (أكرموا أولادكم وأحسنوا آدابهم فإن أولادكم هدية إليكم).
إذن عدم مبالاة الأب بتوجيه أبنائه عامل رئيسي في فسادهم وانحرافهم، فالأب الذي لا يضع لموضوع التربية والتوجيه العائلي أي اهتمام إنما يساهم مساهمة كبيرة في خلق المأساة الرهيبة في المجتمع وهي الضياع الذي يعتبر جذراً في الفساد الاجتماعي.
وما تشرد الأطفال في الشوارع إلا نتيجة ذلك، ففي تقرير تم سرد هذه القضية وهي بعنوان: (عيشة الشوارع أرحم من أبويا)
بعينين زائغتين يملؤهما حزن وشرود لا يناسب سنه، قال أحمد: لا أطيق عيشة البيت.. أريد أن أطير في كل مكان كالحمام، وهذه من الأحلام الوردية لمثل هؤلاء الأطفال فمن المسؤول؟ وهذا الطفل يعتز باسمه (رينجو) الذي أطلقه عليه أقرانه من الذين يفضلون عيشة التجوال في الطرقات أو الذين وجدوا أنفسهم مجبرين على هذه الحياة التي تجعلهم عرضة لكل الموبقات ولهجمات الأمراض كما تجعلهم لقمة سائغة في فم كل وحش بشري.
(رينجو) ليس حالة فريدة في شوارع القاهرة، وأقرانه الذين يفترشون شوارع العاصمة المصرية يصل عددهم طبقاً لتقديرات الأمم المتحدة إلى مئة وخمسين ألف طفل متشرد.
وتشير دراسة أجراها المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية إلى أن مدينة القاهرة هي أكثر المدن التي ينتشر بها المشردون، حيث تؤوي في شوارعها 31.6% من المشردين، تليها محافظة بورسعيد 16.8%، بينما تقل النسب في مدن ومحافظات الجنوب. الفقر هو السبب ويأتي معظم هؤلاء من عائلات مفككة أو فقيرة. وهو ما يشير إليه أحمد المجدوب أستاذ علم الاجتماع بجامعة الأزهر، عندما يعزي هذه المجدوب أسباب هذه الظاهرة إلى التفكك الأسري والفقر ونمو وانتشار التجمعات السكانية العشوائية التي يرى أنها البؤر الأولى والأساسية لاستقبال الأطفال المشردين.
وبالطبع يدخن رينجو السجائر مثل أغلب أطفال هذه الشريحة وإذا ضاق به الحال ولم يجد ما يشتري به سيجارة أو كان أصدقاؤه مفلسون فإنهم يقومون بجمع بقايا السجائر أو "السبارس" على حد التعبير الشعبي.
الأسوأ من هذا أن الكثير من هؤلاء الأطفال يسقطون ضحايا لإدمان المخدرات التي يلجأون إليها للتغلب على الألم والجوع ومتاعب التجول بين الشوارع أو حتى بين مختلف المدن.
رينجو، على سبيل المثال، لا يستقر في مكان بعينه. وفي أحد المرات ذهب إلى الأسكندرية مع مجموعة من أقرانه للتصييف والبحث عن مصدر للرزق، أو كما يقول: "لتقليب العيش".
يقول رينجو أن أهله يعيشون في حي شعبي مزدحم وأن والده الذي يمتلك متجرا صغيرا لبيع الأدوات الكهربائية يحاول بكل ما أوتي من قوة وإمكانات توفير ضروريات الحياة لأسرته.
ويؤكد بنبرة غاضبة وثائرة أن أسرته حاولت أكثر من مرة إحضاره من الشارع للعيش وسط أفرادها إلا أنه كان يرى من وجهة نظره أنهم لا يحبونه ويفضلون أخويه عليه.
وقال أحمد وبسمة الاستنكار تعلو وجهه المتسخ "عيشة الشوارع أرحم من أبويا."
وعمل أحمد في عدة أماكن ومارس العديد من الأعمال لكنه تركها لأن أصحاب العمل والعاملين كانوا يعاملونه بقسوة بلغت إلى حد التحرش الجنسي.
ويقول الدكتور المجدوب: "إن هؤلاء الأطفال يمثلون مشكلة شديدة التعقيد، ويتسببون في إصابة المجتمع المصري بكوارث صحية ونفسية واجتماعية، وهذه الظاهرة أخطر من ظاهرة عمالة الأطفال، لأن الأطفال العاملين يقومون بدور إيجابي ولو كان ضئيلا، أما الطفل المشرد بلا عمل، وبلا رقابة أسرية فليس إلا مشروع مجرم"
وتشير إحصائيات كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية بجامعة القاهرة إلى أن هؤلاء الأطفال يشتركون في بعض السمات العامة سواء الجسمانية أو السلوكية، فـ 98% من هؤلاء الأطفال يسيرون حفاة الأقدام، و96% منهم يتسمون بالتسكع والعنف واستخدام أسلوب معين في الحديث، و94% منهم ينامون ليلا في أماكن غير منازلهم، كأسفل الكباري والأماكن المهجورة.
وإذا كانت الظروف التي يمر بها هؤلاء الأطفال تمنعهم من الحصول على حقهم في التعليم والعيش الآمن، إلا أنها لم تنجح في حرمانهم من الحق في أن يطرحوا أمنياتهم ويحلموا بالغد.
وكل أماني أحمد تدور حول العيش في بيت مستقل بعيدا عن القيود والأهل والتحرشات والمضايقات ورجال الشرطة. أما حلمه الكبير فهو اقتناء بيت حمام كبير، يطول السحاب، ويضم عشرات الأنواع من الحمام. فكل حمامة تطير يطير قلبه معها ويحقق حلمه في التحليق والطيران.
فعلى الآباء والأمهات أن لا يغفلوا أن العائلة لا بد لها من موجه وقائد يستلم زمام أمورها ويكون عمادها القوي الذي يحفظ كرامتهم ويصونهم ويحميهم من الاعتداءات الخارجية، يتعلمون منها تجارب الحياة، فهو مدرستهم يتعلمون منه كل شيء، النبل والكرم والشجاعة والبطولة والرجولة والإحسان والصدق والأمانة والتواضع والورع وخوف الله تعالى أو النقيض لهذه الصفات مثل الجشع والطمع، والحسد والحقد والتكبر والغرور والاستهتار والفسق والمجون.
ووصية الإسلام للآباء: العدل بين الأبناء في المحبة والعطف والحنان والمعاملة والعطاء وعدم تفضيل واحد على الآخر، بل الأفضل أن يتوجه الآباء إلى الدقة في العدل بين الأولاد في صغائر الأمور وكبائرها وهذا التشديد في توزيع العواطف متساوية بين الجميع حتى يتفادى الوالدان من إيجاد الحقد والحسد والتنافر والبغضاء في القلوب جميعها، وحتى لا يساعد الأب ابنه على عقوقه والتمرد عليه وعصيان أموره فعن رسول الله – ص – (أعدلوا بين أولادكم في السر كما تحبون أن يعدلوا بينكم في البر واللطف).
عن رسول الله (ص) الولد الصالح ريحانة من رياحين الجنة.
الوالدان مسؤولان عن تربية أبنائهما لما للتربية والتوجيه العائلي للأولاد لهما دور كبير في صنع مستقبلهم المجيد والإهمال في هاتين الناحيتين يهيء لهم أرضية الشقاء ولاسيما إذا عاشوا في محيط سلبي ملوث بالقذارات السلوكية.
فتربية الأولاد تربية صالحة وتنشتهم على الإيمان وحب الخير من أكبر وأهم المسؤوليات المحتمة على الوالدين ومن أفظع الجنايات التي يرتكبها الوالدان تجاه أبنائهما هي حالة التسيب وعدم العناية بهم أثناء التربية فعلى أولياء الأمور تقع هذه المسؤولية الخطرة إن فرطوا في الحفاظ على هدية السماء لهما من الله تعالى حيث روي عن رسول الله (ص): (أكرموا أولادكم وأحسنوا آدابهم فإن أولادكم هدية إليكم).
إذن عدم مبالاة الأب بتوجيه أبنائه عامل رئيسي في فسادهم وانحرافهم، فالأب الذي لا يضع لموضوع التربية والتوجيه العائلي أي اهتمام إنما يساهم مساهمة كبيرة في خلق المأساة الرهيبة في المجتمع وهي الضياع الذي يعتبر جذراً في الفساد الاجتماعي.
وما تشرد الأطفال في الشوارع إلا نتيجة ذلك، ففي تقرير تم سرد هذه القضية وهي بعنوان: (عيشة الشوارع أرحم من أبويا)
بعينين زائغتين يملؤهما حزن وشرود لا يناسب سنه، قال أحمد: لا أطيق عيشة البيت.. أريد أن أطير في كل مكان كالحمام، وهذه من الأحلام الوردية لمثل هؤلاء الأطفال فمن المسؤول؟ وهذا الطفل يعتز باسمه (رينجو) الذي أطلقه عليه أقرانه من الذين يفضلون عيشة التجوال في الطرقات أو الذين وجدوا أنفسهم مجبرين على هذه الحياة التي تجعلهم عرضة لكل الموبقات ولهجمات الأمراض كما تجعلهم لقمة سائغة في فم كل وحش بشري.
(رينجو) ليس حالة فريدة في شوارع القاهرة، وأقرانه الذين يفترشون شوارع العاصمة المصرية يصل عددهم طبقاً لتقديرات الأمم المتحدة إلى مئة وخمسين ألف طفل متشرد.
وتشير دراسة أجراها المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية إلى أن مدينة القاهرة هي أكثر المدن التي ينتشر بها المشردون، حيث تؤوي في شوارعها 31.6% من المشردين، تليها محافظة بورسعيد 16.8%، بينما تقل النسب في مدن ومحافظات الجنوب. الفقر هو السبب ويأتي معظم هؤلاء من عائلات مفككة أو فقيرة. وهو ما يشير إليه أحمد المجدوب أستاذ علم الاجتماع بجامعة الأزهر، عندما يعزي هذه المجدوب أسباب هذه الظاهرة إلى التفكك الأسري والفقر ونمو وانتشار التجمعات السكانية العشوائية التي يرى أنها البؤر الأولى والأساسية لاستقبال الأطفال المشردين.
وبالطبع يدخن رينجو السجائر مثل أغلب أطفال هذه الشريحة وإذا ضاق به الحال ولم يجد ما يشتري به سيجارة أو كان أصدقاؤه مفلسون فإنهم يقومون بجمع بقايا السجائر أو "السبارس" على حد التعبير الشعبي.
الأسوأ من هذا أن الكثير من هؤلاء الأطفال يسقطون ضحايا لإدمان المخدرات التي يلجأون إليها للتغلب على الألم والجوع ومتاعب التجول بين الشوارع أو حتى بين مختلف المدن.
رينجو، على سبيل المثال، لا يستقر في مكان بعينه. وفي أحد المرات ذهب إلى الأسكندرية مع مجموعة من أقرانه للتصييف والبحث عن مصدر للرزق، أو كما يقول: "لتقليب العيش".
يقول رينجو أن أهله يعيشون في حي شعبي مزدحم وأن والده الذي يمتلك متجرا صغيرا لبيع الأدوات الكهربائية يحاول بكل ما أوتي من قوة وإمكانات توفير ضروريات الحياة لأسرته.
ويؤكد بنبرة غاضبة وثائرة أن أسرته حاولت أكثر من مرة إحضاره من الشارع للعيش وسط أفرادها إلا أنه كان يرى من وجهة نظره أنهم لا يحبونه ويفضلون أخويه عليه.
الشوارع أرحم
وكانت معارضة الأسرة للعب رنجو الكثير وحبه لتربية الحمام على حساب الدراسة كفيلة بأن تجعله ينأى عنهم ويختار الطرقات كمأوى له لعلها تحقق له أحلامه الصغيرة. وقال أحمد وبسمة الاستنكار تعلو وجهه المتسخ "عيشة الشوارع أرحم من أبويا."
وعمل أحمد في عدة أماكن ومارس العديد من الأعمال لكنه تركها لأن أصحاب العمل والعاملين كانوا يعاملونه بقسوة بلغت إلى حد التحرش الجنسي.
ويقول الدكتور المجدوب: "إن هؤلاء الأطفال يمثلون مشكلة شديدة التعقيد، ويتسببون في إصابة المجتمع المصري بكوارث صحية ونفسية واجتماعية، وهذه الظاهرة أخطر من ظاهرة عمالة الأطفال، لأن الأطفال العاملين يقومون بدور إيجابي ولو كان ضئيلا، أما الطفل المشرد بلا عمل، وبلا رقابة أسرية فليس إلا مشروع مجرم"
وتشير إحصائيات كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية بجامعة القاهرة إلى أن هؤلاء الأطفال يشتركون في بعض السمات العامة سواء الجسمانية أو السلوكية، فـ 98% من هؤلاء الأطفال يسيرون حفاة الأقدام، و96% منهم يتسمون بالتسكع والعنف واستخدام أسلوب معين في الحديث، و94% منهم ينامون ليلا في أماكن غير منازلهم، كأسفل الكباري والأماكن المهجورة.
الغالبية من الذكور
أما دراسة التي المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية، فقد كشفت أن الغالبية العظمى للأطفال المشردين هي من الذكور بنسبة 92%، بينما لم تتجاوز نسبة تشرد الأطفال من الإناث على 8% من إجمالي حالات التشرد في مصر حيث تفرض أساليب التنشئة والتربية على الإناث أن يكن أكثر ارتباطا بالعائلة واعتمادا على الأسرة، وأكثر استسلاما للظروف مقارنة بالذكور. وإذا كانت الظروف التي يمر بها هؤلاء الأطفال تمنعهم من الحصول على حقهم في التعليم والعيش الآمن، إلا أنها لم تنجح في حرمانهم من الحق في أن يطرحوا أمنياتهم ويحلموا بالغد.
وكل أماني أحمد تدور حول العيش في بيت مستقل بعيدا عن القيود والأهل والتحرشات والمضايقات ورجال الشرطة. أما حلمه الكبير فهو اقتناء بيت حمام كبير، يطول السحاب، ويضم عشرات الأنواع من الحمام. فكل حمامة تطير يطير قلبه معها ويحقق حلمه في التحليق والطيران.
فعلى الآباء والأمهات أن لا يغفلوا أن العائلة لا بد لها من موجه وقائد يستلم زمام أمورها ويكون عمادها القوي الذي يحفظ كرامتهم ويصونهم ويحميهم من الاعتداءات الخارجية، يتعلمون منها تجارب الحياة، فهو مدرستهم يتعلمون منه كل شيء، النبل والكرم والشجاعة والبطولة والرجولة والإحسان والصدق والأمانة والتواضع والورع وخوف الله تعالى أو النقيض لهذه الصفات مثل الجشع والطمع، والحسد والحقد والتكبر والغرور والاستهتار والفسق والمجون.
ووصية الإسلام للآباء: العدل بين الأبناء في المحبة والعطف والحنان والمعاملة والعطاء وعدم تفضيل واحد على الآخر، بل الأفضل أن يتوجه الآباء إلى الدقة في العدل بين الأولاد في صغائر الأمور وكبائرها وهذا التشديد في توزيع العواطف متساوية بين الجميع حتى يتفادى الوالدان من إيجاد الحقد والحسد والتنافر والبغضاء في القلوب جميعها، وحتى لا يساعد الأب ابنه على عقوقه والتمرد عليه وعصيان أموره فعن رسول الله – ص – (أعدلوا بين أولادكم في السر كما تحبون أن يعدلوا بينكم في البر واللطف).
تعليق