بسم الله الرحمن الرحيم
ولله الحمد والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...
ولله الحمد والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...
الشفاعة
الشفع هو ضم الشئ الى مثله ويقال للمشفوع شفع.. والشفاعة الانضمام الى آخر ناصراً له وسائلاً عنه وأكثر ما يستعمل في إنضمام من هو أعلى حرمة ومرتبة الى من هو أدنى..
من توالي النعم الالهية علينا ولاستمرار الجسور بيننا وبين خالقنا أوجد الله سبحانه وتعالى الشفاعة ليبقينا على التواصل معه ولا نقطع الأمل وخاصة العاصين منّا..
ولا ينكر الشفاعة أحد من المسلمين وإن اختلفوا في معناها، فقد ورد عن أبي هريرة قال النبي صلّى الله عليه وآله: ((الشفعاء خمسة: القرآن والرحم والأمانة ونبيكم وأهل بيت نبيكم))..
ولا ينكر الشفاعة أحد من المسلمين وإن اختلفوا في معناها، فقد ورد عن أبي هريرة قال النبي صلّى الله عليه وآله: ((الشفعاء خمسة: القرآن والرحم والأمانة ونبيكم وأهل بيت نبيكم))..
وقد جاءت الآيات الكريمة على قسمين من الشفاعة منها نافية ((مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلَا شَفِيعٍ يُطَاعُ))غافر 18، وأخرى مثبتة ((مَنْ يَشْفَعْ شَفَاعَةً حَسَنَةً يَكُنْ لَهُ نَصِيبٌ مِنْهَا))النساء 85..
إلاّ انّ النافية للشفاعة قد نزلت بالكافرين والظالمين، وأما المثبتة فهي نازلة بالمسلمين حتى تشمل أصحاب الكبائر ولكن لا على نحو الاصرار، فالاصرار على الذنب والمعصية يجعله من الظالمين فتشمله الآيات النافية، فقد ورد عن الكاظم عليه السلام عن أمير المؤمنين عليه السلام قال سمعت رسول الله صلّى الله عليه وآله يقول ((شَفَاعَتِي لأهْلِ الْكَبَائِرِ مِنْ أُمَّتِي.. قال ابن أبي عمير يقول: فقُلْتُ لَهُ: يَا بْنَ رَسُولِ الله كَيْفَ تَكُونُ الشَّفَاعَةُ لأهْلِ الْكَبَائِر وَاللهُ يَقُولُ: وَلاَ يَشْفَعُونَ إِلاَّ لِمَنِ ارْتَضَى.. وَمَنْ يَرْتَكِبُ الْكَبَائِرَ لاَ يَكُونُ مُرْتَضى بِهِ؟ فَقَالَ: يَا أَبَا أَحْمَدَ مَا مِنْ مُؤْمِن يَرْتَكِبُ ذَنْباً إِلاَّ سَاءَهُ ذَلِكَ وَنَدِمَ عَلَيْهِ وَقَدْ قَالَ النَّبِيٌّ صلى الله عليه وآله كَفَى بالنَدَم تَوْبَة.. وَمَنْ لَمْ يَنْدَمْ عَلىْ ذَنْب يَرْتَكِبُهُ فَلَيْسَ بِمُؤْمِن وَلَمْ تَجِبْ لَهُ الشَّفَاعَةُ وَكَانَ ظَالِماً والله تَعَالى ذِكْرُهُ يَقُولُ: مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَميم وَلاَ شَفيِع يُطَاعُ..))..
إلاّ انّ النافية للشفاعة قد نزلت بالكافرين والظالمين، وأما المثبتة فهي نازلة بالمسلمين حتى تشمل أصحاب الكبائر ولكن لا على نحو الاصرار، فالاصرار على الذنب والمعصية يجعله من الظالمين فتشمله الآيات النافية، فقد ورد عن الكاظم عليه السلام عن أمير المؤمنين عليه السلام قال سمعت رسول الله صلّى الله عليه وآله يقول ((شَفَاعَتِي لأهْلِ الْكَبَائِرِ مِنْ أُمَّتِي.. قال ابن أبي عمير يقول: فقُلْتُ لَهُ: يَا بْنَ رَسُولِ الله كَيْفَ تَكُونُ الشَّفَاعَةُ لأهْلِ الْكَبَائِر وَاللهُ يَقُولُ: وَلاَ يَشْفَعُونَ إِلاَّ لِمَنِ ارْتَضَى.. وَمَنْ يَرْتَكِبُ الْكَبَائِرَ لاَ يَكُونُ مُرْتَضى بِهِ؟ فَقَالَ: يَا أَبَا أَحْمَدَ مَا مِنْ مُؤْمِن يَرْتَكِبُ ذَنْباً إِلاَّ سَاءَهُ ذَلِكَ وَنَدِمَ عَلَيْهِ وَقَدْ قَالَ النَّبِيٌّ صلى الله عليه وآله كَفَى بالنَدَم تَوْبَة.. وَمَنْ لَمْ يَنْدَمْ عَلىْ ذَنْب يَرْتَكِبُهُ فَلَيْسَ بِمُؤْمِن وَلَمْ تَجِبْ لَهُ الشَّفَاعَةُ وَكَانَ ظَالِماً والله تَعَالى ذِكْرُهُ يَقُولُ: مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَميم وَلاَ شَفيِع يُطَاعُ..))..
ولا بد أن تتوفر في الشفيع شروط خاصة تؤهله أن يكون مرضياً عند ربّه وبالتالي يستحق أن يشفع لمن يشاء وقد قال الرسول الأكرم ((إنّي أشفع يوم القيامة فأُشفّع، ويشفع علي فيشفّع، وانّ أدنى الموَمنين شفاعة يشفع في أربعين من إخوانه))..
والشفاعة تشمل المحسن والمذنب، فالمحسن يُتشفع له لتزيد من درجاته واقترابه من العلي الأعلى، (فهو بمثابة الطالب المجد ودرجاته جيدة إلاّ انّه يحتاج الى بعض الدرجات حتى يصل الى درجة الاعفاء، فتعمد الادارة الى رفع درجته حتى يصل الى الاعفاء) فكذلك العبد المؤمن لغفلته أو لظرف ما أقعسه عن بعض المستحبات فهو حينئذ بحاجة الى يد ترفعه الى درجات أعلى مما هو عليها فترفعه يد الشفاعة- حتى انها أي الشفاعة شملت فطرس وهو الملك المقرب ولكن لتقصير منه غضب الباري عليه فتمسح بالحسين عليه السلام عند ولادته فعفى عنه ربّ العزة حتى أصبح يعرف بين الملائكة بعتيق الحسين عليه السلام- ..
أما المسئ فتشمله الشفاعة ولكن لا مع الاصرار كما تقدم، ولكن لغفلة منه مع إحساسه بالندم والتوبة على ما بدر منه، وان كانت التوبة كافية لمحو ما سبق ولكنه يبقى بحاجة الى من يأخذ بيده حتى يسير به على طريق التكامل..
وعلى هذا الأساس لا تكون الشفاعة مسوغة للانغماس بالمعاصي والذنوب فتُفهم فهماً خاطئاً فيقال انّ هناك شفاعة سوف تشملنا، فمن يفكر بذلك يكون أبعد ما يكون منها، لأنه يجب أن تكون هناك سنخية وعلاقة وثيقة بين الشفيع والمشفع له، ولا تأتي هذه من إرتكاب المعاصي فتكون مبعّدة ومهدّمة لتلك العلاقة فيصبح ظالماً فتشمله الآية آنفة الذكر...
وعلى هذا الأساس لا تكون الشفاعة مسوغة للانغماس بالمعاصي والذنوب فتُفهم فهماً خاطئاً فيقال انّ هناك شفاعة سوف تشملنا، فمن يفكر بذلك يكون أبعد ما يكون منها، لأنه يجب أن تكون هناك سنخية وعلاقة وثيقة بين الشفيع والمشفع له، ولا تأتي هذه من إرتكاب المعاصي فتكون مبعّدة ومهدّمة لتلك العلاقة فيصبح ظالماً فتشمله الآية آنفة الذكر...
تعليق