..بسم الله الرحمن الرحيم... والصلاة والسلام على محمد وآله المعصومين........قبل البدء بالبحث لا بُدّ من بيان مفهوم البداء لغويا وعقديا .........إنّ معنى البداء لغة // هو ظهور الرأي بعد أن لم يكن ....أو هو إستصواب شيء عُلِمَ بعد أن لم يُعلَم .......ومن هذا المفهوم اللغوي للبداء وقعت الفرق الضالة عقديا في إشكالية تحميل ذلك المعنى اللغوي للبداء على علم الله تعالى فلزِم من اعتقادها هذا نسبة الجهل الى الله تعالى والذي هو أمر مستحيل عقليا وعقديا لا يلتزم به مؤمن عاقل ............... .. وأما البداء في فهم مدرسة أهل البيت المعصومين /ع/ فيختلف تماما عن غيرهم إذ أنهم فسروه تفسيرا معقولا ومنطقيا نص على أنه ((البداء)) هو أن يُظهر الله تعالى من المشيئة ماهو مخفي على الناس وعلى خلاف ما يحسبون هذا ماذكره الأئمة المعصومون /ع/ فعن الأمام الصادق /ع/ ((إنّ الله يُقدّم ما يشاء ويمحو ما يشاء ويُثبت وعنده أم الكتاب ))(( وقال /ع/ ايضا // فكل أمر يُريده فهو في علمه قبل أن يصنعه ليس شيء يبدو له إلاّ وقد كان في علمه إنّ الله لا يبدوله من جهل )) // انظر بحار الأنوار / ج/4/ ص/ 121/.........ولكي يتوضح مفهوم البداء الألهي أكثر لابد من توضيح إرتباطه بالقضاء الألهي إذأنّ قضاء الله تعالى ينقسم الى قسمين...../1/(( قضاء محتوم )) وهو القضاء الذي يكون فيه تقدير الله تعالى للأمور مبرما وقطعيا لايُرد ولا يتغيير ولايُبدل وهو الذي عبر عنه القرآن الكريم بالسنة الألهية ((فلن تجد لسنة الله تبديلا ولن تجد لسنة الله تحويلا ))أية/ 43/ من سورة فاطر..وهذا لا يعني أنّ الله تعالى عاجز عن تغييره ولكن اقتضت حكمته الأزلية ذلك وهذا القضاء لا يتبدل لا بالأستغفار ولا بالصدقة ولابالدعاء وهنا نعتقد قطعا أنّ وجود المهدي /ع/ وظهوره من المحتوم والقضاء الذي لا يتبدل ابدا بل حتى أنّ بعض العلامات لوقت ما قبل الظهو ر والتي أكد المعصومن /ع/ عليها كالسفياني مثلا قد لاتتبدل وفق نظام القضاء القطعي المبرم .....وهذا النظام الألهي يُعزز في إيماننا بالظهور للمهدي /ع/ إذ أنه سنة إلهية لا تتحول ولا تتبدل قطعا فليلتفت الناسُ الى ذلك... :// 2// (( القضاء غير المحتوم)) وهو التقدير الألهي المُعلق على شيءٍ ما فمثلا يكتب الله تعالى للأنسان أن يموت في وقت ما محدد إن لم يصل رحمه فإن وصل رحمه فإنّ ذلك القضاء الألهي غير المبرم يتبدل بحسب الظروف والمقتضيات فالصدقة والدعاء والأستغفار كل ذلك ينفع هنا في تبديل قضاء الله تعالى غير المحتوم وهنا يقع البداء الألهي الذي نعتقدبه نحن الأمامية فيقدم الله ما يشاء ويؤخر وهذا ما يُسمى قرآنيا (( بلوح المحو الأثبات))(( يمحو الله ما يشاء ويُثبت وعنده أم الكتاب )) وهنا يجبُ الألتفات الى مسألة العلامات الغير الحتمية لوقت ما قبل الظهور الشريف للمهدي /ع/ أيضا سيقع فيها البداء الألهي بحسب مصلحة الوقت والناس فلا بد من تفعيل خاصية الأعتقاد بالبداء الألهي كعقدية مركزية لها الدور الريئسي في تغيير مجريات الأمور لصالحنا فالأمور كلها بيد الله تعالى محتومها وغير محتومها (( بل يداه مبسوطتان))ولذا قال الأمام الكاظم /ع/ 0(( عليكم بالدعاء فإنّ الدعاء لله تعالى والطلب الى الله يرد البلاء وقد قُدّر وقضي ولم يبقَ إلاّ إمضاؤه فإذا دُعيَ الله وسُئِلَ صرف البلاء صرفَ البلاء صرفة )) اصول الكافي // ج/2/ ص/ 470/وذكر الشيخ سبحاني في كتابه الألهيات :ج/1/ (( إنّ الأعتقاد بالبداء يُضاهي الأعتقاد بقبول التوبة والشفاعة وتكفير الصغائر بإجتناب الكبائر فإنّ الجميع يبعث الرجاء في النفوس ويشرح قلوب الناس أجمعين عصاة ومطيعين حتى لا ييأسوا من روح الله ....))وأخيرا إنّ الأعتقاد بالبداء هو مظهر من مظاهر قدرة الله تعالى المطلقة وفي هذا المجال ذكر الشيخ محمد جواد البلاغي في رسالته في البداء /ص24/(( فالأعتراف بحقيقة البداء اعتراف بحقيقة الله تعالى وأن الموجد للعالم إنما هو إله واحد وموجد بالأرادة والقدرة على مقتضى الحكمة )) وايضا ذكر السيد الخوئي /قد/ (( فالقول بالبداء هو الأعتراف الصريح بأنّ العالم تحت سلطان الله تعالى وقدرته في حدوثه وبقائه وأنّ إرادة الله تعالى نافذة في الأشياء أزلا وأبدا))والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته,,,,,,,
إعـــــــلان
تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.
((الأمام المهدي/ع/ بين القضاء والبداء في نظام الله تعالى ))
تقليص
X
-
((الأمام المهدي/ع/ بين القضاء والبداء في نظام الله تعالى ))
التعديل الأخير تم بواسطة مرتضى علي الحلي 12; الساعة 24-10-2010, 07:45 PM.الكلمات الدلالية (Tags): لا يوجد
- اقتباس
-
الأخ (حسن الحجامي ) والأخت (خادمة الزهراء) شكرا لمروركما الكريم بالموضوع وتقديري لكما.......والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته..التعديل الأخير تم بواسطة مرتضى علي الحلي 12; الساعة 28-10-2010, 07:49 PM.
- اقتباس
- تعليق
تعليق
تعليق