تويت
وحتى الان فان المعلومات المتاحة عن سلوك هذا الكائن الذي قد يصل طوله الى 18 مترا بنيت على تلك الحبارات الميتة أو التي تحتضر وجرفتها الامواج على الشواطيء أو علقت في شباك الصيد.
الا ان تسونيمي كوبوديرا من المتحف الوطني للعلوم في طوكيو وكيويشي موري من رابطة اوجاساوارا لمراقبة الحيتان التقطا صورا للحيوان الرخوي العملاق وهو يهاجم طعما في عمق 900 متر في المياه الباردة والمظلمة في شمال المحيط الهادي.
وقال العالمان في تقرير نشر في دورية علمية يوم الاربعاء "نعرض أول صور طبيعية للحبار العملاق في بيئته الطبيعية."
ولا يعرف عن هذا الكائن سوى القليل بسبب صعوبة تحديد موقعه واجراء دراسات عليه أثناء حياته. وتتطلب دراسة البيئات البحرية العميقة سفنا كبيرة ومعدات خاصة وهو أمر مكلف جدا.
وعثر العالمان اليابانيان على الحبار الضخم بتتبع حيتان العنبر التي تعتبر أكفأ صيادي الحبار. وتتجمع تلك الحيتان للغذاء بين شهري سبتمبر أيلول وديسمبر كانون الاول في المياه العميقة قبالة ساحل جزر اوجاساوارا في شمال المحيط الهادي.
واستخدم العالمان كاميرا يتم التحكم فيها عن بعد لالتقاط صور الحبار في أعماق المحيط.
وقال العالمان في التقرير الذي نشر في الدورية العلمية "أكثر شيء مثير بالنسبة للحبارات العملاقة هو زوجي المجسات الطويلة جدا والمميزة عن أذرعها الثماني الاقصر. ويصل طول المجسات الى ثلثي طول الحبارات التي عثر عليها ميتة حتى الان."
وأضافا ان الحبار العملاق بدا انه حيوان نشط ومفترس أكثر مما كان يعتقد العلماء وانه يعلق فريسته بين مجسيه الطويلين اللذين يتغذى بهما.
وتظهر الصور نوعا من الحبار العملاق بعرف باسم "أرتشيتيوثيس" وهي تعطي لمحة عن شراسة هذا المخلوق المفترس خلال عمليات الصيد تتجاوز الصورة التي كانت سائدة عنه.
وكانت العديد من شركات تصوير البرامج الوثائقية قد استثمرت ملايين الدولارات في السابق أملا في تصوير هذا المخلوق في البحر على قيد الحياة دون جدوى.
وكان صيادون يابانيون قد التقطوا في السابق صورا لحبار يسبح على السطح لمن لم ينجح أحد في السابق في تصويره تحت الماء.
واستخدم الباحثون لجذب الحبار العملاق طعما كان عبارة عن حبار ياباني عادي.
وقد التقط العلماء أكثر من 550 صورة للحبار وهو يحاول يقترب من الطعم ثم يلتف حوله ثم يحاول الإفلات لمدة تجاوزت أربع ساعات بعد أن علقت إحدى أذرعه التي بقيت بعد تحرره وغوصه في أعماق المجهول.
وقد استخرج الباحثون جزءا من الذراع التي تركها الحبار وطول هذاالجزء 5.5 متر.
وكمقارنة فإن طول الحبار الذي التقطت صوره يعادل تقريبا طول حافلة ركاب لندنية (حوالي 8 أمتار) بينما يمكن أن يصل طوله إلى 18 مترا من رأسه حتى آخر ذيله وربما يصل بعض أنواع الحبار المفرط الضخامة والذي قد يتجاوز طوله 25 مترا.
وغالبا ما يدخل الحبار العملاق في معارك مع حوت العنبر( الذي يبلغ طوله 15 مترا) حيث يقوم الأخير بافتراس الحبار، لكن في كثير من الأحيان لا يذهب الحبار لقمة سائغة أمام الحوت حيث يسبب الحبار لسعات لا ينمحي أثرها على جسم الحوت بتأثير محاجمه الشافطة.
هذا وسيتم نشر الصور كاملة في مجلة "محاضر الجمعية الملكية بي"
وتنبع أهمية الخبر من أن الصور التي التقطها فريق أبحاث ياباني هي لأولى لحبار عملاق حي وهو من الكائنات الغامضة التي تعيش في الأعماق وتحاك حولها الأساطير والخرافات منذ القدم. ويعادل طول الحبار الذي تم تصويره طول حافلة من حافلات النقل اللندنية المشهورة.
وتدور الكثير من الروايات عن هذا الكائن منذ القرن السادس عشر وهو يشبه الأخطبوط، ولطالما أثار مخيلة بل وخوف البحارة على مر العصور. وكان من أبطال رواية جول فيرن "عشرون ألف فرسخ تحت الماء" و"القبطان نيمو" الذي تتعرض غواصته "نوتيلوس" إلى هجوم من قبل أحد الحبارات العملاقة يكاد يدمرها.
ويقال إن الحبار العملاق يدخل في معارك في عرض البحر مع الحيتان الضخمة التي تهاجمه لتأكله فيترك ندوبا ضخمة على أجسادها.
والحبار العملاق يأكل السمك الذي يسبح في الأعماق وغيره من الحبارات الصغيرة.
تعليق