تويت
لابد لمثل هذه العنونة ان تحمل ما يبررها والا فانها تعتبر في ظاهرها مصطلح نقدي شخصه اهل النقد الادبي في انزياحات اللغة الشعرية والتي هي عبارة عن جوهر استعاري لأحدى المكونات الجملية في التركيبة اللغوية والتي لابد لها ان تعرض المفهوم القصدي الخاص كبنية لتحويل التركيبة اللفظية الى معنى ـ وتتجسد مثل هذه الفكرة عند الباحث الدكتور الغانمي منذ الولوج الاول لسبيل عنونة توضح لنا المفهوم الخاص والعام للرمز التاريخي فقد حاول جهابذة الرواية الاولون في زمن متقدم من الاسلام صياغة نبي يحمل سمات موضوعة تخدم مصالحهم ـ واسبغوا شخصانية توائم التركيبة الجديدة ـ وهذه كانت اولى الانزياحات الفكرية التي سرعان ما ابتكرت لنا دينا يحمل الرؤى الفكرية المهمشة والتي تخدم مصالحا سعى الاسلام لازاحتها...
ومن طبيعة المكونات المقدسة لشخصية الرمز التاريخي ( الحسين بن علي (ع) ) الذي هو وليد شرعية الامامة وامتداد جذري للنبوة المطلقة لكونه صاحب عصمة ولهذا لابد ان نؤمن اولا ان لامطلق معرفي يستطيع ان يحتوي المعنى الكلي لهذا الرمز المقدس فنجد ان حيثيات النقد الادبي تتوافق مع رؤى الدكتور الغانمي في رفض التأويلات القياسية لآن التأويل لوكان ممكنا لالغى الادراكات الجزئية فكيف لنا ان نعطي خصوصية مطلقة لكل تأويل والتأويل انزياح في المعنى ولايمكن ان يعد حجة مستقلة في المنظور التاريخي لكننا نجد ان الدكتور الغانمي حاول ان يدخل البحث التاريخي كاديب شاعر يحمل هوية المعنى المؤل أيضا حيث تنكر لتاريخ ولادة الحسين(ع) تاريخيا وذهب إلى نبع أشعاع روحي ليرى ان مولده قرين بالنشأ الاولى .
ولان الفارق كبير جدا بين المعنى الالهي المطلق الذي حملته النبوة ومن ثم الامامة وبين المعنى الموضوعي فالمعنى الموضوعي هوأيضا انزياح ما جاء ليفسر بل جاء ليزيح المفهوم القراني للرؤية المنهجية الربانية بتسليط سلطوي وبهذا المفهوم أبرق الفكر الحسين رسالة إلى العالم (مثلي لايبايع مثله) لأن وليد النور الرباني لا يبايع من تسلط على رقاب الناس وأزاح المفهوم الرسالي عنوة فالحقيقة المجردة دائما ضد الفعل النيابي المتباين و المقصود فلاباس أذا ما فسرنا التاريخ شعوريا بشريطة الاحتكام إلى الحقائق فليدخل البشعراء ساحة التاريخ لكشف قيم الانزياح فهم الاولى و الاجدر.
تعليق