اصحاب القرية
كانت هناك مدينة تسمى انطاكية يسكنها قوم يعيشون في شرك وضلال وكانوا متشائمين.
وقد كان ذلك في زمن النبي عيسى عليه السلام، فأرسل اليهم اثنين من الحواريين المقربين ليرشدوهم الى صراط الله المستقيم وينقذوهم من الضلال.
وبعد ان صارا الحواريان قريبين من المدينة شاهدا شيخا يرعى اغنامه وكان اسمه حبيب النجار.
فقالا له: السلام عليك ايها الشيخ الكريم.
فقال: وعليكم السلام. من انتما؟
فقالا له: نحن رسولا عيسى، جئنا ندعوكم الى عبادة الرحمن وترك عبادة الاوثان.
فقال الشيخ:هل معكما آية (دليل او علامة) تثبت ما تدعيانه؟
قالا: نعم. فنحن نشفي المريض ونبرئ الاكمه والابرص بأذن الله.
فقال: ان لي ابنا مريضا ومنذ سنين وهو يرقد في الفراش.
فقالا له: انطلق بنا الى منزلك لنراه.
فذهب بهما وادخلهما منزله، فأقتربا من ابنه ومسحا وجهه وجسده وذكرا الله فقام الابن من دون أية علة بأذن الله. فأنتشر الخبر في المدينة ولكن اهل القرية كذبوا الرسولين. وبعث عيسى (ع) رسولا ثالثا وايضا كذبوه وقالوا ان النبوة لا ينالها احد من البشر. ان انتم الاّ كاذبون!
فقال قوم من الكافرين: نحن تشاءمنا منكم ونحن في شك من امركم واذا لم تتوقفوا عن دعواكم سنضربكم بالحجارة وسيصيبكم منا عذاب شديد.
فقال لهم الرسل: تشاؤمكم معكم وانتم قوم مسرفون ضالون.
ووصل خبر الرسل الى ملك المدينة وكان يعبد الاصنام. فأمر بأحضارهم، فقال لهم من انتم؟
قالوا: نحن رسل عيسى جئنا ندعوك من عبادة من لا يسمع ولا يبصر الى عبادة من يسمع ويبصر.
فقال الملك: وهل لنا اله غير آلهتنا؟
فقالوا: نعم. وهو الذي اوجدك واوجد آلهتك.
فقال الملك غاضبا:قوموا حتى انظر في امركم.
فأخذهم الناس الى السوق بعد ان ضربوهم وحبسوهم في معبد الاصنام واجمعوا على قتلهم رغم جميع الايات والمعجزات التي اتوا بها.
ولما بلغ ذلك حبيب النجار وكان على باب المدينة، جاء يسعى مسرعا اليهم وينادي بأهل المدينة ان يطيعوا الله وان يصدقوا الرسل ويتبعوهم. فلم يستمع لكلامه اهل القرية ونقموا منه وضربوه وقتلوه فرفعه الله تعالى وادخله الجنة فقال: ياليت قومي يعلمون بما غفر لي ربي وجعلني من المكرمين.
وبعد ذلك انزل الله تعالى عذابه على اهل هذه القرية فأحرقها وخرب ديارهم.
تعليق