بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجّل فرجهم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مــراد ..... ظاهرة إجتاحت مجتمعنا واكتسحته بصورة خارقة للعادة من خلال تأثيره بصورة مباشرة جداً على الناس عامةً وعلى الأطفال بصورة خاصة ، ويعود ذلك التأثير الى الحركة والعنف الملازمتين لأحداث المسلسل مماجعل الكثيرين ينشدّون اليه تماماً .
فلم نكد نرتاح من المسلسلات المكسيكية الحاثّة على الفجور والعلاقات الغير شرعية حتى ظهرت لنا المسلسلات التركية المشجعة على الصداقات الغير شرعية وقصص الحب التي جعلت من الفتيات مغرمات بشخصيات المسلسلات تصل الى ان الفتاة تحلم بالبطل الفلاني وتتمنى لو كان حبيباً لها فتملأ خزانتها وكتبها ودفاترها " وموبايلها " بصوره المتنوعة وتغار عليه من البطلة التي ترافقه ، كل هذا وأكثر ... ولكن لنضع هذا جانباً ولنقل ان هذا يعود لتربية الفتاة وأخلاقها وحشمتها .
ولننتقل الى مـراد الذي إجتاح عقول الأطفال الذين هم في مرحلة نمو وبناء عقولهم فكيف بتلك العقول الصغيرة وهي تُبنى على العنف والصراع والقتال والثأر والشر ولك ان تعد من العبارات العدوانية ماشئت .
سابقاً كنا نرى الاولاد يلعبون الكرة أو الكله المرمرية " الدعابل " وغيرها من الالعاب الطريفة التي تحفزهم على النشاط ، ولكننا نرى الآن العاب الاطفال قد تحولت الى صراع فيما بينهم وتقليد شخصيات مسلسل مراد البوليسي ، ممايؤدي الى العنف والعدوانية بينهم .
ففي المدارس نجد في كل فسحة عراكاً وطفلاً مصاباً بسبب ضربة تلقاها من صديقه اثناء اللعب وعندما تسأله ماذا كنتم تلعبون ؟ يأتيك الجواب : كنا نلعب مراد .
وحتى اثناء الدرس ؛ فالمعلم ما ان يلتفت الى اللوحة كي يكتب شيئاً حتى يسمع التلامذة بينهم منشغلين بالحديث عن عشقهم وشغلهم الشاغل : مــــراد .
وعندما تطلب من اولياء الامور منع الطفل من مشاهدة المسلسل يقولون : لااقدر عليه فهو يحفظ مواعيد المسلسل ومحطات عرضه ، واحياناً تجد ان اولياء الامور لديهم ذات الانجذاب للمسلسل ويجلس مع ابنه ليشاهده .
‽ فكيف سيتمكن المعلّم والمربّي منع الطفل من المتابعة لهذا المسلسل ومن معه في البيت يسمح له بذلك ؟
‽ أم كيف يمكن ان نمسح صورة مراد من ذهن الاولاد وهي مطبوعة على ملابسهم وحقائبهم ومستلزماتهم المدرسية وألعابهم ؟؟
‽ أم كيف لنا ان نتخلص من مراد وقد غدا أباً وأماً وطعاماً وشراباً والعاباً واحلاماً للأطفال ؟؟؟
هذا خطأ فادح ، لأن اطفالنا في مرحلة نمو وهم للآن صفحة بيضاء ماننقشه عليها يربون عليه وتُبنى عليه شخصياتهم في المستقبل ، فالويل من جيل قادم قريباً ، جيل بُني على القسوة والثأر والظلم .
ونحن ندعو الله أن يجعل أولادنا من أنصار وجنود الإمام الحجة ❞عجل الله فرجه الشريف❝ ولكن مايتعلمه اولادنا اليوم سيجعلهم ❞لاسامح الله❝ من جيش السفياني الذين لايعرفون الرحمة وليس لها مكانا في قلوبهم لأنهم لم يتربوا عليها .
فأن لم نتعاون على منع اولادنا من مراد ونسيانه ، وإن لم تمنع وزارة التجارة إستيراد بضائع عليها صور مراد ، فأذن لن يتبقى لنا سوى أن نرفع أكُفّنا الى الله ربّنا وربّ مراد وندعوه :
{ اللهمَّ خلصنا من مراد وأحفظ اولادنا من شرّه }
تعليق