مراحل الحياة
أن حياة الإنسان و ما يتخللها من تقلبات ومنعطفات تتلخص في ثلاث مراحل هي : الطفولة والشباب والشيخوخة .
وتعتبر مرحلة الشباب بمثابة مركز القوة والنشاط في حياة الإنسان وهذا المركز يحيط به ضعف أيام الطفولة من جهة وعجز أيام الشيخوخة من جهة أخرى
والإنسان وهو يطوي مراحل الحياة بكل تضاريسها أشبه ما يكون بمتسلق الجبال يقضي يوماً كاملاً صعوداً الى قمة الجبل ، ويقضي يوماً آخر نزولاً الى سفح الجبل فكلما خطا خطوة صعوداً بدأت رؤيته تتسع ، والأماكن الجميلة تتضح أمامه ، وعندما يبلغ قمة الجبل يصبح مشرفاً إشرافاً كاملاً على كل من حوله وما حوله وتصبح أعلى المناظر وأبعدها في مدى ناظريه على عكس وقت النزول كلما خطى خطوة نزولاً كلما أخذت رؤيته تنحسر وتضيق والأماكن الجميلة تغيب تدريجيا حتى تختفي كلياً عن ناظريه.
إن أيام الشباب تعني بلوغ أعلى القمم وشروع أجمل مراحل العمر والشاب في هذه المرحلة يرى الأشياء جميلة والأفق واسعاً مليئاً بكل ما يستهويه ويرتضيه ويصبح غارقاً بالآمال والأمنيات وقلبه طافحاً بالحب والأمل وقبل مرحلة الشباب يبدأ الطفل بشق طريقه باتجاه القوة والنشاط وكلما مضى عليه عام ازداد قوةّ حتى يبلغ قمة الشباب ويصبح في أوج قوته ونشاطه على عكس مرحلة ما بعد الشباب حيث يبدأ الإنسان بمسيرته نحو العجز والعدم وكلما مضى عليه عام بات اضعف من ذي قبل ويتتابع ضعفه حتى يبلغ الشيخوخة ويصل الى أعلى درجات العجز {وَمَنْ نُعَمِّرْهُ نُنَكِّسْهُ فِي الْخَلْقِ أَفَلا يَعْقِلُونَ }يس68 .
إن مراحل الطفولة والشباب والشيخوخة في برنامج الحياة الطبيعية للإنسان تدخل في إطار قانون التكوين وسنة الله تبارك وتعالى في نظام الخلقة ويبين القران الكريم هذه المراحل الثلاث في هذه الآية المباركة
قال تعالى {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفاً وَشَيْبَةً يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْقَدِيرُ }الروم54
تشكل أيام الشباب مشعلاً وضاءً وسراجاً في عمر الإنسان إنها عهد السرور والفرح ، عهد القوة والعنفوان ، عهد النشاط والأمل ، عهد الجد والعمل وعهد الحركة الدءوبة والحماس .
فعلينا نحن الشباب أن نستثمر هذه المرحلة ونقدم مابوسعنا لخدمة المجتمع والدين والمذهب قبل أن نتقدم بالعمر ونصل الى مرحلة الشيخوخة ونبقى عاجزين عن التقدم .
تعليق