بسم الله الرحمن الرحيم
الأنسان في سير مستمر من طفولته وحتى مماته ..الى نهايه محتومه ..يوم الحساب..هذا المسير هو مجموعة أفعاله ..كل خطوة منه هي فعل منه .
أفعال الأنسان فيها الحسن والقبيح..بأرادته يختار نوع عمله .الحسن أو القبيح .الفعل الحسن هو ما يرضي الله عنا.والقبيح ماتستقذره النفوس وتشمأز منه..خلق الأنسان ليكون طاهرا وذو سير حسن نحو الله..
لكن عدو الله الشيطان الرجيم لعنه الله..أراد أن يلوث هذا الأنسان بأفعاله.ويشينها.وينقض طهارته برجس منه ليصل الأنسان في نهاية المطاف ملوثا برجس الشيطان..فأذا تمكن منه زين له أفعاله الملوثه بالرجس..
أفعال الأنسان لاتخلو من أن تكون أحد هذه الأقسام الخمسه.(الواجب والمستحب والمباح والمكروه والحرام).الأجتهاد في التقرب الى الله يبين للأنسان الطاهر من الأفعال من المخلوط برجس الشيطان..والأجتهاد يتطلب علما في الفقه وأصول الدين..ليعلم الأنسان أين يقع فعله من هذه الأقسام الخمسه..ليتجنب ما لوثه الشيطان من رجس ويعمل بما طهر من الأفعال.
لقد توعد عدو الله الشيطان الرجيم لعنه الله..توعد بني أدم بأن يقعد لهم على صراط الله المستقيم ليلوثهم برجسه ..ولكنه أستثنى عباد الله المخلصين الذي لم يجعل الله له عليهم سلطانا.فلا يستطيع التمكن منهم بما أودع الله فيهم من علم بأصول الدين وفروعه وعلمهم مكائد الشيطان وشراكه ..ليجتنبوا بما علمهم الله .كل فعل تستقبحه العقول وتشمئز منه الأنفس ...
قد لايكون ما تستقبحه العقول يكون عملا مكروها أوحراما.بل قد يكون من الأفعال الواجبه والمستحبه..فمثلا عندما يرتقي المسلم سلم الأيمان ويكون في درجة عاليه .فمن المستقبح أن يعود أدراجه ولو الى درجة أنزل من الأولى.وأن كان باقيا في سلم الأيمان ولم يتركه.بل يمكن أن يقال أنه يستقبح منه التوقف عن مواصلة السير في التقرب الى الله والبقاء على مرتبه من مراتب الأيمان دون الأرتقاء الى ماهي أعلى منها..فأن ذلك قد يكون مما وضع الشيطان الرجيم في طريق هذا الأنسان من حواجز وشراك لمنع تقربه من الله..
أما المخلصين الذين أخلصهم الله وأجتباهم اليه..فأن طريقة سيرهم نحو الله ثابته وبوتيرة متصاعده.لأنهم كلما زاد قربهم الى الله زاد شوقهم له فهم يسارعون الخطى بأقدام ثابته لاتزل عن جادة الطريق ومحجته.
لأن كل خطوة يخطونها يعلمون أين يضعون أقدامهم .بعلم من الله .فلا يضعونها في مكائد الشيطان ولا يصيبهم منها رجس .فكل فعل من أفعالهم ظاهرا كان أو باطنا فأنه يكون طاهرا...
فمن أخطأ في فعل واجب.أوترك فعل مستحب كان يداوم على فعله.أوجهل حكما.أوشك في أعتقاد .أو أعتقد بغير ما أراد الله.فكل ذلك من قبيح الأفعال وهو ما تستهجنه النفس وتشمئز منه.وكل ذلك من الرجس والمس الذي يصيب الأنسان من الشيطان الرجيم.
أذا أمعنا النظر في سيرة النبي صل الله عليه وآله وسلم وسيرة أهل بيته .وسيرة زوجاته وسيرة أصحابه..نعلم من كان للشيطان عليه سلطانا.ومن لم يكن للشيطان عليه سلطانا ولا سبيلا..
ونفهم بذلك معنى الآيه المباركه {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرً} ..ومن هم المقصودين بها والمصداق لها
تعليق